| العمل الوطني، خاصة إذا كان تمثيل الشعب في مجلس الأمة، له أسسه ومقوماته، ولعل استخدام الآليات الدستورية في الرقابة على السلطة التنفيذية أمر في غاية الأهمية ويحتاج إلى حس سياسي رفيع وفهم للأوضاع السياسية لخوض غمار استخدام هذه الآليات ومنها الاستجواب·
الملاحظ في هذا الوقت أن بعض النواب "الموالين" أي غير المحسوبين على المعارضة الذين كان يطلق عليهم اسم "المستقلين" أصبحوا يهددون مرة تلو الأخرى باستخدام الاستجواب·
لاشك أن الناس لا تصدقهم، وإن فعلوها لأن الناس تعرف جيدا أنهم محسوبون على بعض الأطراف "الموالية" وهذا يعني أن هناك صراعا خفيا وراء الكواليس وهؤلاء يمثلون طرفا منه ويقومون بأدوار مطلوبة·
ولكن مع ذلك جيد أن يقوموا بستجوابات كهذه ويكملوا المشوار كي نعرف نحن أكثر الأطراف المتصارعة وأسباب الصراع والمحسوبين على كل طرف ويعرف الناس قيمة الديمقراطية التي بدأت تفرز النائب الصادق من الآخر الذي يعمل بـ "الأجر" لدى الغير·
"ليتما يكونون على مستوى أقوالهم ويقدمون استجوابا تلو آخر"، فإن الفساد وصل إلى مرحلة لم يعد السكوت عن شيء بعدها مجديا حتى وإن كان الموضوع معرفة نوعية أعضاء مجلس الأمة المنتخب ولنشاهد فاصلا "كوميديا" لاستجوابات يقوم بها نواب تحركهم أصابع من خارج المجلس، وفي رأيي أنه ينبغي علينا عدم الرد على هؤلاء ولتكن قاعة عبدالله السالم هي الحكم الأساسي لأمثال هؤلاء النواب·
* * *
تمر علينا هذه الأيام ذكرى انتصار المقاومة اللبنانية الباسلة بقيادة حزب الله على الجيش الإسرائيلي وإذلاله في رائعة من روائع رجال الله في لبنان·
وفي هذه المناسبة نهنئ الأمة العربية والإسلامية وقائد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله وللمجاهدين الأبطال بهذه الانتصارات ونترحم على الشهداء ونهنئ ونعزي أهاليهم ونتمنى أن تكون هذه الانتصارات باكورة لانتصارات مقبلة بإذن الله فنحن موعودون بأن النصر آت·
"ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين" (القصص: 5) |
