وأخيراً وبعد الانتظار والترقب انتهى رئيس الحكومة من تشكيل وزارته الثالثة·
ومن الملاحظ أن الشيخ ناصر المحمد قد سلك أسلوباً جديداً، وذلك بالالتقاء بالكتل السياسية في مجلس الأمة، حيث استمع لهم وتلقى ملاحظاتهم على الوزارة السابقة وأخذ اقتراحاتهم ورأيهم في الوزراء المقترحين، وحسب الظاهر أن الرئيس قد تبنى الجزء الأكبر من هذه التوصيات، وبالتالي جاءت الوزارة وفيها من يمثل التيارات السياسية كافة، عدا كتلة العمل الشعبي، والتي أبدت استعدادها للتعاون مع الوزارة الجديدة، خصوصاً بعد استبعاد الوزراء الذين تعتبرهم من وزراء "التأزيم"، وهو مصطلح سياسي جديد في الكويت يعني الوزراء الذين لا ينسجمون مع التوجهات النيابية الشعبية·
وقد حاول الرئيس أن يضع بعض الوزراء المدعومين من عدد كبير من النواب في وزارات حساسة، ومنهم الوزير عبدالله المحيلبي الذي استلم وزارة الإعلام، وهي الوزارة التي تم استجواب عدد من وزرائها السابقين، ووزير الكهرباء محمد العليم ووزير المواصلات شريدة المعوشرجي ووزير البلدية موسى الصراف الذين يمثلون كتلاً برلمانية، وبالتالي فإن الرهان على أن هذه الكتل تمثل دعماً لهم، وبالتالي فإن تبادل المنافع السياسية تجعلهم مدعومين من نوابهم·
فهل ستكون هذه الوزارة خطوة تجريبية لمدى نجاح وزراء يمثلون كتلاً برلمانية، وهي بمثابة أحزاب ممثلة في الحكومة، كما في دول ديمقراطية أخرى·
أما التكتل الشعبي فسيكون أكثر حرية في الحركة من غيره من الكتل السياسية، وبالتالي ستكون له قوة في مراقبة الوزراء ومحاسبتهم·
ويسجل لهذه الوزارة دخول امرأة أخرى لوزارة مهمة هي وزارة التربية، والتي ينظر إليها النواب الإسلاميون بأهمية خاصة، وبالتالي فإن الوزيرة نورية الصبيح وهي ثاني امرأة تستلم حقيبة وزارية بعد د· معصومة المبارك، التي أصبحت وزيرة للصحة، وبالتالي فإن الإسلاميين سيكونون في اختبار جديد، فهم ممثلون في حكومة من جانب، ولهم رأي قد يكون معارضاً لآراء وزيرة التربية الجديدة·
* * *
بينما تطالب أمريكا إيران بتطبيق قرار مجلس الأمن تسعى وزيرة خارجيتها السيدة كونداليزا رايس لإيقاف العمل بقرار آخر لمجلس الأمن يدعو إسرائيل لإعادة لاجئي (48) إلى مناطقهم، بل إنها تضغط على الحكومات العربية للتخلي عن هذا الجزء من القرار الدولي·· كل ذلك يجري في تناقض واضح وأسلوب فج للسياسة الأمريكية وتعاملها ذي الوجهين مع أزمات الشرق الأوسط· |