| كشف تقرير نشرته "القبس" بعنوان (حقوق المرأة·· تكشف هوة اجتماعية خطيرة) عن أكثر من رأي ورؤية لما يتعلق بحقوق المرأة السياسية، بعد أن تجولت "القبس" في عقول نخبة من الناشطين والناشطات المؤيدين والمعارضين والمترددين والذين يقفون في الوسط بالنسبة الى حقوق المرأة السياسية، ووقفت على آراء كثيرة بلغت حد التطرف في مختلف الاتجاهات·
من ضمن تلك الآراء ما خرج عن الموضوعية المطلوبة عادة في عرض الآراء خاصة في الإعلام والصحافة، بل إن بعضها اغتنم فرصة فشل مشروع مرأة البلدي ليوجه لوما مبطنا بهجوم ونقد للجمعيات النسائية، وحيث ذكرت إحدى السيدات أن الجمعيات النسائية لم تقدم وعبر تاريخها الطويل أي إنجاز يذكر على صعيد حل مشاكل المرأة الكويتية، بينما رأت أخرى أن الجمعيات النسائية لا تلعب دورها المطلوب في توعية المرأة الكويتية لحقوقها، وذلك لأن الجمعيات النسائية ذاتها بحاجة الى توعية، وفاقد الشيء لا يعطيه·
ما ورد في ذلك التحقيق مؤسف، خاصة ونحن مقبلون على حقبة جديدة، أصبحت فيها المرأة كاملة الأهلية، ومسؤولة تحرك قراراتها ورؤاها شؤون الوطن، ويدفع تعاونها عجلة الحياة الى الأمام بدلا من أن يجمد تشاؤمها ونبذها أو تجاهلها لجهود الآخرين أي صيغة للتعاون المستقبلي المنتظر!!
مخجل أن يتنكر البعض لدور الجمعيات النسائية في معركة الحقوق السياسية للمرأة، وخاصة الجمعية الثقافية النسائية، التي حملت لواء المعركة وبجدارة وإصرار منذ فجر التحرير، ولها الفضل فيما تحقق للمرأة من مكسب سياسي سيعود بثماره على كل امرأة بل وكل فرد في الكويت·
الجمعية الثقافية النسائية هي التي حضرت في كل مرة يتم فيها تسجيل قيد الناخبين·· وأصرت على أن تمتد بقضية المرأة الى ساحة القضاء العادل، فسجلت اعتراضها على عدم السماح لها بالتسجيل· وذهبت الى مخافر الشرطة لتسجل القضية، بل وصلت بها الى ساحة المحكمة الدستورية·
الجمعية الثقافية النسائية كانت حاضرة ونشطة في كل مرة يطرح فيها موضوع الحقوق السياسية للمرأة في مجلس الأمة، حملت عضواتها اللافتات واعتصمن في ساحات المجلس، عقدن الندوات، والبرامج التوعوية، ذهبن بقضية المرأة الى كل منافذ الإعلام خارجيا كان أم محليا، وهن من نسق مع القوائم الطلابية في الجامعات، ليشارك هؤلاء في معركة الحقوق السياسية للمرأة، ولهن يعود الفضل - شاء من شاء وأبى من أبى - في تحقيق حلم الحق السياسي للمرأة·
تاريخ الجمعية الثقافية الطويل حافل بأسماء يتعين علينا وللأمانة التاريخية أن نشكرها، ونهنئها على ما حققت من مكسب، أسماء مثل الفاضلة لولوه القطامي، والأخوات لولوة الملا، وشيخة النصف، وهند الشلفان وأخريات من اللاتي لا تكاد أسماؤهن أو صورهن تغيب من أي صورة أو موضوع يتعلق بالمرأة وشؤونها وحقوقها·
أتمنى أن لا يضيع البعض تلك الجهود في مهاترات ومشادات جانبية وهامشية خاصة أن المرأة الآن مقبلة على تحد عنيف حول مدى أهليتها الحقيقية لما حققته من مكسب تاريخي في إقرار حقوقها السياسية كاملة وغير منقوصة·
وأن تتحد الأيادي والجهود لكي لا يتبخر الحلم بدخول المرأة قاعة المجلس في زحمة الشجار والجدل الهامشي·
suad.m@taleea.com |
