رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 21 فبراير 2007
العدد 1763

بلا حــــدود
نحن جميعا ألكساندرا!!
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

في الأساطير الإغريقية ثقافة وحكم تكاد تنطبق على الواقع البشري في كل زمان ومكان، منها ما دونه أباطرة الأدب والشعر الإغريق في كتبهم وأشعارهم، أحد تلك الأعمال الخالدة في تاريخ البشرية "إلياذة هومر"، والتي تحوي من الأساطير والقصص الرمزية ما لا يزال صادقا حتى في زمننا الحاضر·

في "الإلياذة" يتناول "هومر" قصة "ألكساندرا" وهي واحدة من الرموز الشهيرة في الأساطير الإغريقية، ألكساندرا وفقا للإلياذة كانت ابنة الملك "بريام" والملكة "هيكوبا" من طروادة·· كان لها جمال أخاذ فتن الإله "أبولو" الذي هام بها عشقاً·· فوهبها ملكة وهبة التنبؤ ورؤية المستقبل، وذلك بعد أن أرسل لها "أبولو" ثعبانا لعق أذنيها فأصبحتا نظيفتان بصورة جعلتها تسمع وتعي المستقبل، لكن لعنة الإله "أبولو" سرعان ما حلت بألكساندرا حين رفضت أن تبادله الحب، فأراد أن يحول هبته الثمينة لها لتصبح لعنة عليها، فلا ترى من المستقبل إلا السيئ منه، ولا يصدق أحد أبداً تنبؤاتها، لذلك فقد استطاعت ألكساندرا أن تتنبأ بدمار طروادة، وبحصان طروادة، لكن أهلها وقومها لم يصدقوها ووصموها بالجنون وذلك بسبب لعنة "أبولو" على الرغم من تحذيرها لقومها من خطة الحصان الذي دمر طروادة!!

تذكرت أسطورة "ألكساندرا" وأنا أتصفح فيلما على الإنترنت يتناول وبالتفصيل الموثق والدقيق أحداث الحادي عشر من سبتمبر، الفيلم يتناول الحدث من منظور نظرية المؤامرة ويقدم تفاصيل من التاريخ الأمريكي الحديث لمحاولات مشابهة لما حدث في سبتمبر من العام 2001 وخاصة في كوبا في الستينات من القرن الماضي، وهو يستعرض تصريحات لبعض المسؤولين  الأمريكيين تتناقض في جوهرها مع التفاصيل المتداولة إعلاميا، منها تفاصيل فنية في غاية الدقة، وأخرى سياسية بحتة، المثير هنا أن الذي أخبرني عن الفيلم هو زميل أمريكي يرى أن من الواجب أن يشاهد الجميع هذا الفيلم، على الرغم من أنه يدرك جيداً أن حقائق ومعلومات كالتي وردت في الفيلم لن تقدم ولن تؤخر في الواقع السياسي، فهو مدرك تماما أن شعوب العالم أجمع قد أصبحت اليوم موصومة بلعنة "أبولو" على "ألكساندرا"، فنحن جميعا ساسة وعامة، باستطاعتنا قراءة المستقبل والتنبؤ بأحداثه السياسية، لكن دون أن يكون هنالك مستمع أو مصدق لما نشير اليه من تنبؤات·

كنت ولا أزال أرى في أن نظرية المؤامرة هي حجة الضعيف والمستسلم، فعلى الرغم من كل المؤشرات التي تؤكد احتمال صدق ما يثيره بعض المحللين من قضايا وأحداث مستقبلية إلا أن الواقع يقول بأن الخدعة هنا ليست في قراءة المستقبل والتنبؤ به فحسب، وإنما هي في إعداد الأدوات اللازمة للتعامل معه، لنفترض مثلا أن كل ما يقال حول تورط اليهود أو المخابرات المركزية في أحداث الحادي عشر من سبتمبر هو صحيح، ولنفترض أيضا أن كل أحداث المنطقة بدأ بغزو الكويت، وانتهاء باحتلال العراق، هي أحداث خطط لها لضمان التواجد الأمريكي العسكري والسياسي في منطقة الشرق الأوسط، ولنتساءل: ماذا كان بإمكاننا أن نفعل لو علمنا مسبقا بتلك "المؤامرة"؟؟ هل كانت معرفتنا "بالمؤامرة" كافية لمنع وقوع غزو الكويت مثلا؟؟ أو لإحلال السلام والاستقرار في العراق من دون هذه التكلفة الباهظة في الأرواح والأموال؟! الإجابة قطعا ستكون بالنفي، ومؤشرات مثل هذه الإجابة نشهدها ونلمسها يوميا من خلال ردود فعلنا الغبية والمتهورة تجاه أحداث الحاضر، ناهيك عن المستقبل!!

نحن جميعا وبكل أسف موصومون بلعنة "أبولو"، فنحن جميعا "ألكساندرا" التي ترى المستقبل، ولكن بلا حراك ولا فائدة!!

 suad.m@taleea.com

�����
   

حكاية شاعر عاشق لمصر(2-2):
سليمان صالح الفهد
لماذا يمجدون الطاغية؟ :
د.عبدالمحسن يوسف جمال
نحن جميعا ألكساندرا!!:
سعاد المعجل
مهلا سيد بلير!!:
د. محمد عبدالله المطوع
شكرا كرة القدم:
ياسر سعيد حارب
سفارات وسفراء:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
تسمم صحافي!!:
الدكتور محمد سلمان العبودي
"التفكير الخالق للمعرفة":
عادل رضـا
هوية في مهب الريح:
د. لطيفة النجار
أين وزارة التربية من مدارس التعليم الخاص؟:
محمد بو شهري
مقبرة للحاضر وأخرى للتاريخ:
مريم سالم
هلا فبراير.. دعوة فرح حزينة:
على محمود خاجه
السلطة الذكورية في حضرة الموت:
د. فاطمة البريكي
النفوذ اليهودي في ألمانيا:
عبدالله عيسى الموسوي
دواوين الظل ولوبيات الناخبين.. ونواب بوطقة!:
خالد عيد العنزي*
لا يتعلم جورج بوش من تكرار أخطائه:
د. نسرين مراد