رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 21 مارس 2007
العدد 1766

بلا حــــدود
القضية وآباؤها الجدد!!
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

منذ إعلان دولة إسرائيل في العام 1948·· والعرب لا يتحدثون إلا في قضيتهم الأم: القضية الفلسطينية!! الجميع كان يتحدث ويتشدق بدوره في الإصرار على التمسك بالقضية الأم·· الجميع وبلا استثناء كان يتحدث في العلن عن ذلك العدو·· لكن الحقيقية أو ما يتحرك منها خلف الكواليس·· كانت شيئاً آخر لا يقارب على الإطلاق الشعارات والخطب الرنانة التي تشتعل حماساً في سماء العلنية!!

كان ذلك هو حال العرب·· والسياسة العربية الى أن استباح نظام صدام حسين أرض الكويت وسقطت بذلك الكثير من الجدران التي طالما عزلت الموطن العربي عن حقيقة المزاج السياسي العربي الذي طالما تخفى وراء تلك الجدران!! وليكشف الجميع أن القضية الأم·· لم تكن أبداً كذلك·· وأن هموم الأنظمة السياسية العربية لا تتجاوز الصراع على المقاعد الوثيرة·· والتشبث بها قدر الإمكان·· وإن اغلب الزعامات العربية قد كان لها في يوم ما مبادرة في الخفاء لوأد "القضية الأم" وتجاوز خانة العداء مع إسرائيل وأن مؤتمر مدريد، في العام 1991 لم يشكل بداية التواصل مع إسرائيل وإن الجميع كان قد مد لها يد التعاون والمصافحة من تحت الطاولة!!

اليوم·· لم تعد "القضية الأم" قضية عربية بحتة·· بل لقد أصبح لها أكثر من أب وذلك بعد أن دخلت ايران وباكستان وأفغانستان ساحة الصراع بصورة جعلت من القضية الفلسطينية قضية إسلامية أكثر منها قضية عربية!!

لقد ساهم انتصار "حزب الله" الخارج من رحم إىران·· وبشكل مباشر في تحقيق أول انتصار حقيقي على إسرائيل·· حين أرغمها في العام 2000 على الانسحاب من الجنوب اللبناني ومن يومها قفزت قضية العرب الأم·· واحتلت مكانها الجديد الحضن الإيراني!!

ولتتحول دفة الصراع وهويته بذلك من صراع عربي- إسرائيلي الى صراع سني- شيعي شهدنا بعضا من فصوله إبان الهجوم الإسرائيلي على لبنان في الصيف الماضي·· والبعض الآخر لا يزال عالقا في الأرض العراقية الجريحة!!

ومنه كذلك ما يخيم على المناخ السياسي في لبنان بفعل معركة المحكمة الدولية!!

المخيف في الأمر أن هذا الصراع السني - الشيعي·· ليس صراعاً طائفيا تقليديا·· وإنما هو صراع يحوي من التناقضات ما يوكد هويته السياسية البحتة·· والبعيدة كل البعد عن الدوافع الطائفية المجردة!! فالإخوان المسلمون في الأردن وفلسطين متضامنون مع حزب الله·· بينما يتضامن الإخوان المسلمون في لبنان مع رئيس الوزراء السنيورة ضد حزب الله!!

من الواضح أن التماسك السياسي والعسكري الذي أبداه "حزب الله" إبان الهجوم الإسرائيلي على لبنان في الصيف الماضي قد أعطاه قبولا كثيراً على مستوى الرأي العام العربي!! وحزب الله بهويته الشيعية هنا قد قدم ولا شك نموذجاً للنضال في وجه إسرائيل·· متناقضا تماما مع النموذج السني الذي طالما احتضن "القضية الأم" منذ ساعتها الأولى·· والذي كان مثقلا بهزائم وانكسارات وخيانات جردت المواطن العربي من أبسط مقومات الأمل ومؤشراته!!

على أي حال·· تبقى القضية الفلسطينية "القضية الأم"·· وإن كان ذلك في ظل تعدد آبائها·· ويبقى الفلسطينيون في انتظار ما قد يحققه لهم مثل هذا التحول الرهيب في المسار وفي الهوية!!

 suad.m@taleea.com

�����
   

صراع الحضارات والقيم العالمية:
علي حصيّن الأحبابي
أنا مش معاهم!:
سليمان صالح الفهد
السيناريو الأصعب:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
القضية وآباؤها الجدد!!:
سعاد المعجل
بين الشيخ والمواطن:
على محمود خاجه
"الديرة رايحة... يا فلان":
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
حيلة كليوباترا...:
الدكتور محمد سلمان العبودي
دبي.. هي الرؤية المستقبلية:
د. محمد عبدالله المطوع
كما نتمنى يا حكومة ويا مجلس الأمة:
محمد جوهر حيات
هيبة القانون والقدوة:
محمد بو شهري
الوطن ومسؤولية المواطن:
المهندس محمد فهد الظفيري
الحي القديم لا يموت:
مريم سالم
معنى التجربة:
د. فاطمة البريكي
الجرح النازف:
عبدالله عيسى الموسوي
نوابنا والأخلاق..
الجريمة والعقاب!:
خالد عيد العنزي*
فراشة مبتسمة تطير من شدة الفرح:
د. لطيفة النجار