بعد انقضاء أكثر من أربعة عقود من الزمن على الدستور الكويتي، في جلسة تاريخية ماراثونية متميزة لنواب مجلس الأمة، تحقق حلم الأخوات الفضليات في استرداد حقوقهن السياسية المهدورة· جميل الشكر والثناء الى كل من ساهم ودعم ذلك العمل الجبار المنقطع النظير، إن ذلك العرس الديمقراطي البهيج الذي أثلج صدورنا حتما سوف يسجل بأحرف من نور في مسيرة الديمقراطية الكويتية، وستظل تلك الذكرى الغالية عالقة في أذهان وأفئدة الأحرار، أنصار الحق والمساواة بين الرجل والمرأة· من حيث إرساء الحقوق السياسية، لا أخفي سرا، كم كنا نتوق لو تمت الموافقة في تلك الجلسة التاريخية، على مبدأ توسيع القواعد الانتخابية، من خلال خفض سن الناخب ومنح العسكريين حق الاقتراع، نرجو ذلك في القريب العاجل، إن شاء الله· نعود الى حيثما ابتدأنا به مقالنا، لا ريب أنه بعد إقرار حقوق المرأة السياسية، أضحت المرأة الآن تواجه مسؤوليات جسام، فهي مطالبة بزيادة نشر الوعي الثقافي الديمقراطي بين النساء، وكذلك عليها أن تتصدى الى الكثير من الترهات والتركات البالية، التي نشأت منذ إقرار الدستور والحياة البرلمانية في الكويت، لذا عليها أن تعد العدة اللازمة لذلك، وفي السياق نفسه، حقيقة نتمنى من المرأة أن تتذكر جيدا، موقف من ساندها، وموقف من خاصمها ووضع حبال المسد في طريقها· أكرر نتمنى أن لا تنسى أو تتناسى المرأة مواقف الأضداد والأعداء لها، ولاسيما أرباب الكهوف والعصور الحجرية، الذين ارتأوا واستمرأوا السعي الى إجهاض حقها المشروع في الانتخاب والترشيح لمجلس الأمة، حتى تستمر جارية وجسرا ومحطة لنزواتهم ومصالحهم المفضوحة، إن هولاء النفر عار الأمة وشنارها بسبب نظرتهم الدونية للمرأة، بيد أن الرائع والجميل، انحسار صيتهم بعد فشلهم وسقوطهم الذريع بين فقاقيع ألاعيبهم وأراجيفهم الباطلة، والتي تارة كانت تحت حجج دينية وتارة أخرى تحت ذرائع اجتماعية· الغريب في الأمر أن هؤلاء الكهفيين ما زالوا يعتبرون أنفسهم أوصياء على الدين والأمة، وأنهم وحدهم فقط المناطون والملمون بالأمور الشرعية، وهم الذين بمقدورهم أن يميزوا بين الحلال والحرام! نقول لهم: قليلا من التواضع، فنحن والحمد لله في بلد إسلامي، ومنذ نعومة أظفارنا ندرس ونتعلم أمور ديننا في المدارس، ناهيك عن دور الأسرة في رعاية وإرشاد الأبناء نحو الصالح وتجنب الطالح من الأمور· الأكثر غرابة، عندما امتعض أحد النواب وثارت ثائرته من سعادة النائب أحمد السعدون، بحكم استناد واستشهاد بو عبدالعزيز بالسور والآيات القرآنية، والتي تبيح حقوق المرأة السياسية، للأسف هؤلاء الكهفيون استغلوا الدين كثيرا في مآربهم الحزبية والشخصية، ففي فترة السبعينيات كان الإنسان المتدين أكثر احتراما ووقارا، بينما الآن أضحى الدين ألعوبة ووسيلة لتحقيق الكثيرين لمقاصدهم المشبوهة، لذلك بتنا نتحذر ونتروى مليا في التعامل مع بعض من يدعي الإيمان والتدين، ولاسيما الكهفيون بمختلف أطيافهم ومشاربهم·
الطاغية غسال!!
سحقا لك أيها الطاغية ولكل طغاة العصر، بالأمس القريب تم إخراجك من الحفرة كالجرذ، واليوم نقر أعيننا بأحدث صورك النتنة، والتي تغسل فيها ثيابك الرثة والعفنة، أين حياة البذخ والإسراف التي ألفتها؟ أين الـ 44 قصرا التي كنت تتسيدها؟ إنها حقا عظة وأبلغ رسالة الى كل الطغاة في كوكبنا، ولاسيما أولئك الذين اتخذوا الدين ستارا ووشاحا من أجل أغراضهم الدنيئة والرخيصة·
freedom@taleea.com |