رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 25 أبريل 2007
العدد 1771

بلا حــــدود
دستور الشباب
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

يصنف أحد الفلاسفة البوذيين المعرفة في ثلاثة أوجه، الوجه الأول هو الرؤية المباشرة، بمعنى أن رؤية الشيء بشكل مباشر تؤمن حقيقته وبذلك يتعرف عليه الناس، الوجه الثاني للمعرفة يكون بالاستدلال على الشيء دون رؤيته مباشرة، ومثال على ذلك أن رؤية الدخان تشير إلى النار حتى لو لم تحدث الرؤية المباشرة للنار!! أما الوجه الثالث للمعرفة، فيكون من خلال ما نقله العلماء والأتقياء الذين كانوا محل ثقة من الناس، وتركوه في كتب وتعاليم تناقلها الناس جيلا بعد جيل فتم ترسيخها بالتجربة كنوع من المعرفة الثابتة!

الدستور وثيقة صدق عليها مجموعة من الناس وثقت بهم الجماهير، وأمنتهم على مصيرها، ومعرفتنا وثقتنا كمواطنين بالدستور، تنبع أولا من شموله وصلاحيته لتنظيم شؤون البلد، وثانيا، من نزاهة الذين وضعوا لبناته، وسهروا على صف مفرداته بصورة تؤمن للجميع حقوقا متوازية وعادلة!!

فالدستور إذا يستمد بعضا من مصداقيته بفعل مصداقية عشرين عضوا منتخبا وأحد عشر عضوا معينا شكلوا نواة مجلس تأسيس وضع لبنات الدستور عام 1962!

الدستور·· شأنه شأن أي وثيقة، يبقى عرضه للجدل ولمحات التغيير، وتلك بحد ذاتها ليست مشكلة، فطبيعة التغيير التي تتحكم بحياتنا فوق هذه الأرض، تحول دون الثبات في أي شيء، لكن المشكلة الحقيقة هي في فكر ورؤية وانتماء القائمين على التعديل أو المطالبين به!!

في هذه المرحلة بالذات من تاريخ الكويت سيكون من الصعب جدا إضافة أو تعديل أو حتى الإشارة إلى أي مادة من مواد الدستور! فالساحة الكويتية اليوم قد أصبحت مرتعا لكل أشكال السفاهة والمغالاة واللاأمانة السياسية!! وقناعة الكثير من الساسة بأهمية التحولات الديمقراطية، والحريات المكتسبة تضاءلت بصورة مخيفة!! وهو أمر جعل المواطن يتمسك برفضه لأي اقتراح بتعديل أو مس الدستور!! خاصة في ظل تجارب سابقة سعت وبشراسة إلى محاولة تهميش الدستور وتفريغه!!

الدستور ليس وثيقة سياسية وحسب، ولا هو في كتاب يقرر أسس العمل داخل المؤسسات السياسية فقط، وإنما هو كذلك وثيقة ثقافية نبني من خلالها جيلا من الشباب المدرك لقواعد وقوانين المجتمعات الحديثة، وواثق بحقوقه المجتمعية والسياسية، وأتذكر هنا لقاء ضمني مع مجموعة من طلبة جامعة في إحدى الدول الخليجية، حيث دار حوار حول إحدى القضايا التي تؤرق تلك الدولة، وحين سألتهم عن رأيهم في أفضل الحلول لتلك القضية، كانت إجاباتهم مفعمة بالسذاجة السياسية، البعيدة كل البعد عن النضج المفترض في طبقة بمثل أعمارهم!

فوجدتني أجرى مقارنة ذهنية سريعة بين ردود فعل طلبة جامعة الكويت تجاه قضاياهم والتي غالبا ما تعكس يقينا متأصلا بالحقوق التي يستمدونها مما يوفره لهم الدستور!

هؤلاء، جيل الشباب هم الذين يدركون العائد الثمين لوثيقة الدستور، وهم الذين يحرصون الآن بحملاتهم وبمدوناتهم أن يذودوا عنه، ويحافظوا عليه كمكتسب ثري بالحقوق كما الواجبات، وكإرث ناصع البياض تسلموه من رجالات الكويت الذين عاهدوا الله والوطن، وأتموا الأمانة!! وهؤلاء الشباب هم أكثر من يدرك حجم الخسارة إن مس الدستور اليوم، بعض من هواة السياسة الطارئين!!

 suad.m@taleea.com

�����
   

أناقة العقول:
علي عبيد
لقاء المعارضة والقيادة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
دستور الشباب:
سعاد المعجل
بلبل ينعق:
على محمود خاجه
الهرم المقلوب... أزمة ضمير:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
تصريحات لا مسؤولة:
المهندس محمد فهد الظفيري
خادمة للتنازل!:
علي سويدان
بوركت ياصاحب السمو..:
محمد جوهر حيات
سلطة الفاكهة والكوكتيل:
فيصل عبدالله عبدالنبي
مفاهيم رجعية:
محمد بو شهري
حبل الشك انقطع:
أحمد سعود المطرود
السلام الصهيو - أمريكي:
عبدالله عيسى الموسوي
السباق...:
سعاد بكاي
لوعة الغياب:
مريم سالم
الانتزاع من الوطن:
د. لطيفة النجار
لاءاتنا الثلاث..
لا إسقاط لقروضنا.. ولا تنازل عن ديوننا ولا ضرائب علينا!:
خالد عيد العنزي*