رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 14 فبراير 2007
العدد 1762

بلا حــــدود
مبادرة في الوقت الضائع!!
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

لا يمكن الحديث هذه الأيام بغير الحرب على العراق وفيه، فالأحداث في العراق وكما نرى أصبحت هي البوصلة والمحرك لكل مجريات الأمور في كل المنطقة!!

حسم الوضع في العراق، والذي يبدو أن الولايات المتحدة مصرة عليه كل الإصرار، بدليل طلب الرئيس الأمريكي "بوش" من مجلس الشيوخ إرسال 21500 جندي أمريكي الى العراق، بالإضافة الى 235 مليار دولار إضافية للحرب على الإرهاب في العراق وأفغانستان منها 100 للعراق· نقول حسم هذه الحرب سيعني نهاية حتمية لصراعات شرق أوسطية جانبية، ولأنظمة سياسية لم تعد لها قابلية للاستمرار في ظل التغيرات الهائلة التي طرأت على وعي المواطن في هذه البقعة الساخنة من العالم·

هنالك أكثر من خاسر في حال استقرار الوضع في العراق، أبرز هؤلاء الخاسرين هي سورية، والتي يدرك نظامها جيداً تبعات أي استقرار في العراق، وهو أمر يدفع بالقيادة السورية الى التنويه بين الحين والآخر لإمكانية تعاونها مع الولايات المتحدة في المسألة العراقية، آخرها جاء في حوار  للرئيس السوري مع شبكة تلفزيون إيه· بي·سي الأمريكية أشار فيه الى أن بلاده هي اللاعب الرئيسي في الحد من العنف في العراق، وأن المشكلة العراقية سياسية وليست عسكرية، وأن سورية لا تتوقع الكثير في مسألة الحوار مع الولايات المتحدة، مشيراً الى أنه وبعد مرور نحو أربعة أعوام على احتلال العراق لم تتعلم إدارة "بوش" درساً، ويستطرد بقوله إن ذلك لا يعني استحالة تغيير هذا السلوك، لكن الوقت متأخر، لأن العراق يتجه نحو فوضى الحرب الأهلية، وإن هذه قد تكون الفرصة الأخيرة التي تمتلكها سورية للبدء في مساعدة العراق!!

دعوة النظام في سورية للتعاون مع الولايات المتحدة تذكرنا بدعوات النظام في العراق إبان صدام حسين، والتي تفاوتت آنذاك بين تطهير أرضه من مشاريعه للتسلح النووي وفتح معامله ومصانعه أمام فرق التفتيش، وأيضا عرض النفط بأبخس الأسعار بل حتى دون مقابل، والتوسط لحل النزاعات والفتن، وغير ذلك من مبادرات استسلامية متعارضة تماما مع روح الغطرسة والكبرياء التي كان قد بدأ بها·

اليوم، يقدم النظام في سورية تنازلات مشابهة في جوهرها لتنازلات صدام حسين في السابق، لكنها وكما نشاهد من تداعيات للعلاقة السورية - الدولية، تؤكد أنها تنازلات تأتي في الوقت الضائع!! فكل ما قدمته سورية والى الآن مرفوض من قبل القيادة السياسية الأمريكية على الأقل، والسياسة الدولية بالتبعية كما نرى·

أزمة الأنظمة السياسية العربية أنها لا تتحرك باتجاه الأحداث وإنما على العكس من ذلك تماما، أي أنها دائما ما تنتظر الأحداث لتشتبك مع وجودها وتفرض عليه، وتلك بحد ذاتها، أزمة من مخلفات الأنظمة الشمولية الخالدة والمخلدة، فالأنظمة السياسية العربية تطوع الزمان والمكان، ولا يطوعانها، لكن ذلك ولحسن الحظ، لا يمكن أن يستمر طويلا، فكتب التاريخ العربية تؤكد تلك الحقيقة لمن يريد أن يعتبر·

المبادرة السورية لكبح جماح العنف في العراق، والتي تقدم بها الرئيس السوري، كان يمكن أن تكون مبادرة حكيمة لو لم تأت في الوقت الضائع، وهي أي المبادرة قد تكون صالحة وحكيمة بالعرف العربي الذي تعود على جمود الأحداث، وخلود الرموز، لكنها وفقا للعرف الغربي، باتت فاسدة المفعول وغير مجدية سياسيا!!

هنالك وبكل تأكيد خلل متأصل في الإدراك العربي لأسباب الأزمات وبالتالي لمخارجها!! وهو خلل ساهم ويساهم في كل  ما عانت وتعاني منه الأمة العربية عبر تاريخها، فنحن وبكل أسف لا نزال مصرين على مصارعة الدبابات والطائرات بالسيوف المسلولة، وبأن التاريخ ينتظرنا بالأحداث، وأن الرموز تبقى، والأوطان تخلد للسبات·

تلك هي أزمتنا الأم·· نلقاها في العراق، وفي لبنان، وفي سورية بلد الفرص الضائعة·

 suad.m@taleea.com

�����
   

مبادرة في الوقت الضائع!!:
سعاد المعجل
هل من ناصر ينصر قدسنا:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
حكاية شاعر عاشق لمصر:
سليمان صالح الفهد
الكويتية أسرع من السيارة!!:
سعود راشد العنزي
ما فهمت:
على محمود خاجه
مالكم والسيد المهري :
فيصل عبدالله عبدالنبي
داء الفتنة ...والعياذ بالله:
علي حصيّن الأحبابي
ماذا اكتشفت ناسا؟:
الدكتور محمد سلمان العبودي
كفى تقريعاً لأمريكا:
خلف أحمد الحبتور
تهديد متدرج ينبئ بكارثة عظيمة:
عبدالله عيسى الموسوي
دفاعاً عن نائبنا "الصعلوك"
مسلم واللئام.. ونحن وأربعينية صدام:
خالد عيد العنزي*
عن الرياضة والثقافة:
د. لطيفة النجار
بعد الإعدام:
يوسف الكندري