16/5/2005 يوم تاريخي للكويت ولأبناء الكويت جميعا، فقد نجح الشعب الكويتي من خلال مجلس الأمة في ترسيخ وتثبيت الأسس الديمقراطية لبلدنا الحبيب، وذلك من خلال إقرار الحقوق السياسية للمرأة بعد طول انتظار وسنوات عجاف عانت فيها الكويت بأسرها من الديمقراطية المنتقصة والتي لو لم تكن كذلك لكانت قرارات هذا المجلس وبالتأكيد من يمثل الشعب بهذا المجلس على شكل مغاير لما هو عليه·
فالمرأة الكويتية التي ناضلت وكافحت وحاربت وسعت بجد واجتهاد لخدمة هذا الوطن وعلو شأنه ورفعته في كل الميادين والمحافل المحلية منها والدولية تستحق ما آلت إليه نتيجة تلك الجلسة، ولم يكن إعطاء المرأة هذا الحق وليدا للصدفة بل هو نتاج سعي دؤوب من الوطنيين المخلصين لهذا البلد والذين لم ينظروا أبدا الى أي مصلحة وقتية أو مقاعد تأتي وتذهب بل سعوا جاهدين الى إعطاء نصف المجتمع حقه ولو كان هذا الحق علي حسابهم·
في المهرجان الخطابي للقوى الطلابية الذي سبق الجلسة التاريخية بيوم واحد، ذكرت في كلمتي أن "وطني الكويت سلمت للمجد" ليست مجرد كلمات نتغنى ويتغنى بها طلبة المدارس في صباح كل يوم، بل هي معنى وواقع وتطبيق يجب أن نستخلص منه العبر لعلو ورقي هذا الوطن العزيز، وإقرار الحقوق السياسية للمرأة ما هو إلا تطبيق حقيقي لـ "وطني الكويت سلمت للمجد"· فالشكر جزيل الشكر لكل من سعى في إقرار هذه الحقوق من أبناء هذا الوطن المعطاء، والشكر موصول لنواب المجلس ممن وقفوا وسعوا منذ عشرات السنين لإقرار هذه الحقوق·
وبالمقابل فهناك علامات استفهام كبيرة تثار حول من وقفوا ضد هذا الحق المكتسب للمرأة من أبناء الشعب ونواب المجلس، وأخص بالذكر هنا النواب الذين لم يرفضوا حق المرأة لسبب شرعي على حد تعبيرهم، لأن من يرفض حق المرأة لسبب شرعي له مني كل الاحترام والتقدير وإن كنت أختلف معه في وجهات النظر، أما بالنسبة لمن يعارض من أجل المعارضة أو الخوف على الكرسي فهم من توجه ضدهم نقطة نظام صحيحة وليست مثل نقاط نظامهم في جلسة الحق، فكيف لكم يا من تدعون بأنكم تتحدثون باسم الشعب أن يكون لكم هذا الموقف المخزي والذي سيعتبر وصمة عار طوال تاريخكم السياسي؟! وإن كنتم تعتقدون بأن موقف العار هذا سيطوى بصفحات التاريخ، فأنا أؤكد لكم بأن هذا الموقف لن ينسى على مر الزمن وستحاسبون عليه عاجلا أم آجلا·
لا يسعني إلا أن أقول في ختام هذا المقال إن إقرار الحقوق السياسية للمرأة ما هو إلا خطوة أولى على طريق الإصلاح، وبإذن واحد أحد ستتبعه خطوات متتالية بجهود أبناء الوطن للوصول بهذا البلد لبر الأمان· |