رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 17 ربيع الآخر 1426 هـ - 25 مايو 2005
العدد 1679

الدور المطلوب من المثقفين العرب في ملاحقة فكر البعث الفاشي
وداد فاخر
???? ????? - ??????

مرت قبل أيام الذكرى الستون للقضاء على الفاشية ودحرها للأبد، والتي جرت فيها الكثير من الفعاليات والنشاطات لتنشيط ذاكرة العالم الديمقراطي حول وحشية الفكر الفاشي، وقصور تفكير القوميين الشوفينيين، وما جرته تصرفاتهم من مصائب وويلات على الشعوب التي قاست جراء ممارساتهم الفاشية الوحشية·

وكنا إلى أمد قريب قبل سقوط النظام الدكتاتوري الفاشي للبعث الحاكم في العراق نمني النفس باجتثاث كامل لفكر ونهج البعث الفاشي، وذلك بجهود مشتركة من قبل القوى والأحزاب الوطنية العراقية، والمنظمات الإنسانية والدولية المعنية بالشأن العراقي، وإجراء محاكمات لأقطاب النظام الفاشي، وإصدار الأحكام العادلة بحقهم، لكن مرت على سقوط النظام الدكتاتوري أكثر من سنتين دون أن يتحقق شيء مما حلم به من وقع عليهم ظلم البعث الفاشي من مواطنين عراقيين، ودول الجوار التي عانت من حروب النظام الدكتاتوري العبثية، بل جرى العكس من ذلك إذ إن مجرمي وأقطاب النظام البعثي الساقط وجدوا من يؤويهم، ويوفر لهم الملجأ الآمن من بعض دول الجوار التي لم تراع للآن شعور الملايين من الشعب العراقي، لا بل تجاوز البعض منهم كل الخطوط الحمر، مثل سورية بجعل الأراضي السورية مركزا لتموين وعبور فلول الإرهابيين القادمين من مختلف أصقاع العالم نحو العراق بحجة "مقاومة الاحتلال الأمريكي"، وهم يعرفون تماما أن ما يجري على الأرض العراقية ما هو إلا قتل عمد لعراقيين آمنين وقعوا ضحية التطرف الإسلاموي لحركات وجماعات سلفية ظلامية همها القتل والتدمير تحت شعارات ديماغوجية لا علاقة لها بالإسلام والعروبة·

والمؤسف أن هناك العديد من الأحزاب والمنظمات العربية تحث وتشجع على مواصلة الإرهاب الدائر في العراق، ويرسل بعضها "المتطوعين" لقتل المواطنين العراقيين الآمنين دون أن يرف لهم جفن مرددين نغمة "المقاومة" الممجوجة على الأسماع·

وللحقيقة فإن هذه  التصرفات لم تثر الغرابة لدى المثقفين العراقيين ولا المواطن العراقي العادي، كونهم يعرفون تماما معدن أولئك المشاركين في عمليات الإرهاب، أو المحرضين عليها، والذي لم ينبس أي منهم ببنت شفة طوال حكم حزب البعث وما جرى بعلم العالم أجمع من ممارسات فاشية وحشية كانت كوبونات النفط وملايين الدولارات هي الحاجز المضاد لرؤية تلك الممارسات والجرائم ضد الإنسانية لكننا كنا نتمنى على المثقفين الليبراليين العرب أن يتبنوا مشروعا حضاريا لمكافحة فكر البعث الفاشي كما جرى في أوربا بعد سقوط النازية، ويوحدوا جهودهم في منظمة أو جمعية عربية لفضح ممارسات البعث الفاشي، والعمل على تدوينها، والاتصال بالمنظمات العالمية المعنية بمكافحة الفاشية والعنصرية، وخاصة "اللجنة الخاصة المعنية بالإرهاب الدولي" التابعة للأمم المتحدة، لإعداد قرار لإدانة البعث كفكر عنصري إرهابي فاشي يجب منعه وملاحقة المجرمين من منتسبيه على غرار النازيين الألمان، بواسطة حملة إعلامية عالمية تضع كل حقائق وصور الإبادة الجماعية من ممارسات حزب البعث أمام أنظار العالم المتحضر، وخاصة ما جرى في مدينة حلبجة والأنفال الأولى والثانية، وتجفيف مَعْلَمْ طبيعي حضاري كالأهوار في جنوب العراق، وضرب مواطنيه بالغازات السامة، وحربي إيران والكويت التي أدت ولا تزال لمشاكل بيئية وصحية ظهر أثرها على الإنسان والحيوان والنبات في المنطقة برمتها·

وحتى لو عذرنا من يدعي بأنه لم يكن يعلم بما كان يجري هناك من ممارسات حبس في أقبية وسجون المخابرات العراقية سابقا، لكن ما جرى ويجري ومنذ سقوط النظام وحتى الآن من قتل وتدمير للبنى التحتية في العراق، يجري الآن تحت سمع وأنظار العالم الذي يرى يوميا عمليات الإبادة المنظمة التي تقوم بها فلول القاعدة المتحالفة مع بقايا حزب البعث وبأموال عراقية سرقها عتاة المجرمين من خزينة الشعب العراقي·

إذن فما عذر كل أولئك الساكتين عن فضح ما يجري على أرض الرافدين من قتل وتدمير متعمد؟، مستثنين العديد من رجالات الفكر والأدب ممن وقف وما زال مع الشعب العراقي، وفَضحَ الجرائم التي تنفذ يوميا ضد العراقيين، أمثال المفكر العفيف الأخضر والدكتور شاكر النابلسي والدكتور إحسان الطرابلسي والدكتور كامل النجار وصف طويل لا تحضرني أسماؤهم من المثقفين ورجال العلم والأدب ممن وقفوا مع شعبنا وما زالوا إلى الآن يقفون مع التوجه الديمقراطي، لكن يبقى عملهم ناقصا إذ لم تجر للآن عملية تعرية فكر البعث الفاشي للعالم أجمع، ويتم استصدار قرار عالمي من الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتباره فكرا إرهابيا فاشيا يجب منعه وملاحقته قانونيا ودوليا، ومنع تداول ونشر شعاراته وأفكاره، وبذا يتم وأده والقضاء عليه بتضافر جهود كل الخيرين في العالم الحر من المتطلعين لإشاعة الديمقراطية وهو مطلب عراقي ملح تمليه الظروف الحالية التي يمر بها العراق والمنطقة، وذلك لمعرفة الجميع بالحلف الجديد بين القوى الظلامية من مدعي الدين وفلول البعث المنتشرة كالخلايا السرطانية في مختلف العالم· وهناك دول عربية ينشط فيها دعاة بعثيون بأموال عراقية مسروقة يمنون النفس يوما ما بعودة البعث للحكم من جديد في إحدى الدول العربية لاسترجاع "مجد" البعث السالف، بينما يضمن وجود بعثيين في دول أوروبا وبقية العالم المتحضر ملاذا آمنا، ويسمح لهم بحرية الحركة ودعم فلولهم المتواجدة في داخل العراق بحجج ووسائل عديدة منها هيئات الإغاثة ومساعدة المحتاجين، وغسل أموالهم من جديد عن طريق إنشاء شركات في الداخل يتم دفع ريعها للقيام بالأعمال الإرهابية في العراق، وهذا ما يجري الآن بالضبط في داخل العراق، وما كشفه التحقيق مع من ألقي القبض عليهم ممن تم تدريبهم على يد مخابرات البعث السوري، ويدعم تلك الاعترافات تواجد آلاف الكوادر البعثية في الجانب السوري بقيادة عزت الدوري ومحمد يونس الأحمد، بغية تصدير الإرهاب البعثي للعراق وإيقاف العملية السياسية الجارية فيه على أسس ديمقراطية سطعت شمسها باعتراف سياسيين كبار كـ "الزعيم اللبناني وليد جنبلاط"، وهو ما يخيف الكثيرين في المنطقة وليس البعث وحده، فعوامل التغيير تتسارع بطريقة مخيفة بالنسبة إليهم، وشمس الديمقراطية تسطع باهرة للعيون·

لذا فإن على جميع محبي الديمقراطية العمل بجد وسرعة لاغتنام فرصة الضربات المتلاحقة على رأس القوى المضادة للتوجه الديمقراطي، وإيجاد المسببات الدولية الشرعية لكنسها من على خارطة المنطقة العربية وفق مبدأ "اطرق الحديد وهو ساخن"·

* كاتب عراقي - النمسا

�����
   
�������   ������ �����
 

.. وأعمى أيضا!:
أحمد حسين
التوتر الطائفي:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
حتى لا يتبخر الحلم!!:
سعاد المعجل
نبارك للمرأة.. ولا عزاء الى من خاصمها:
محمد بو شهري
صوت المرأة لمن؟:
المحامي نايف بدر العتيبي
السادة المحافظون ومجلس الوزراء:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
الذهب الأبيض:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
جدول أعمال جديد!:
عامر ذياب التميمي
"وطني الكويت سلمت للمجد":
على محمود خاجه
لمن أراد ألا يستريح:
فيصل عبدالله عبدالنبي
موجز فلسطيني في أسبوع:
عبدالله عيسى الموسوي
لماذا لا تكون الصين الدولة العظمى في العالم؟:
سالم فهد الرسام
الحركة الدستورية... الى أين؟:
بدر الصقر
الدور المطلوب من المثقفين العرب في ملاحقة فكر البعث الفاشي:
وداد فاخر
"حقائق القيم":
علي غلوم محمد
"بوعبدالعزيز":
ناصر بدر العيدان
"كفاية" محلية وشوية!!:
مسعود راشد العميري
من هنا يأتي الهدر:
عبدالحميد علي
حق من ولمن؟:
فيصل أبالخيل