رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 6 يونيو 2007
العدد 1777

بلا حــــدود
طريق الآلام!
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

حرب في العراق، وحرب في السودان، وأزمة في لنبان، وقلق في سورية، وإرهاب في السعودية، وقتل في الجزائر، وتوتر في الخليج·

كل تلك الأزمات مرشحة لأن تتصاعد وتتفاقم دون أن تبدو في الأفق أدنى مؤشرات التهدئة والحل!! ليبقى السؤال العالق دوما، حول المصلحة من ذلك،· وحول احتمالات الهدوء واستتباب الأمن!

أزمات الشرق الأوسط وحروبه كلها ذات منبع واحد، وكلها متكررة، مما يجعلنا نستفسر عن الأسباب وراء هذا التكرار والإخفاق المستمر والذي يشير إلى أننا كشرق أوسطيين لا نقرأ التاريخ ولا نتعلم من عبره ودروسه!

ولكن إلى أي تستطيع الشعوب فعلا أن تتعلم من تاريخها؟ وأي شق من التاريخ هو بالفعل قابل لأن يشكل درسا وعبرة؟

من بين دول العالم كافة، تأتي القارة الأوروبية وبالتحديد أوروبا الغربية كأكثر المناطق استقرارا أمنا!! فآسيا تحصدها الحروب العرقية والأثنية··· وإفريقيا تمزقها الأمراض والأوبئة بفعل الأنظمة السياسية الفاسدة، وتحرق أراضيها حروب القبائل ونزاعاتهم الشرسة!

وأمريكا الجنوبية، تسقط دولها يوميا بفعل مافيات السياسة والمخدرات والدعارة، أما أمريكا الشمالية، حلم المهاجرين وقبلة الطامحين للثروة والرفاه، فقد أصبحت مكبلة بقيود فرضها واقع الإرهاب الدولي ومخالبه! بل وحتى إستراليا، الأرض الوليدة، لم تستطع أن تأنى عن مشاكل العالم وحروبه وإرهابه، على الرغم من خصوصيتها الجغرافية!!

أوروبا الغربية وحدها هي التي تنعم الآن باستقرار وأمن نسبي!! لكن ذلك لا يعني أن تاريخها بلا ألم!! بل لعله من رحم هذا الألم، تفجرت رغبة شعوبها في البحث عن مصادر الاستقرار والأمن بعد أن استنزفتها وعبر قرون طويلة سلسلة متواصلة من الحروب العرقية والأثنية··· كانت خاتمتها حربين مدمرتين مهلكتين!

تجربة أوروبا تؤكد أن الشعوب لا تتعلم إلا من خلال الألم والمعاناة والموت!

فعلى الرغم من عدم دقة الإحصائيات، فإنها تتحدث عن أرقام فلكية تصدرت تفاصيل آخر الحروب في أوروبا، الحرب العالمية الثانية!! وحيث انخرط سبعون مليون شخص في خدمة الجيوش المتحاربة، مات منهم سبعة عشر مليونا، بينما بلغت حصيلة القتلى من عسكريين ومدنيين خمس وخمسين مليونا، كان نصيب المدنيين منهم خمسة وثلاثين مليونا مدنيا!! وهؤلاء كانوا آباء وأمهات وأطفال وشباب!! لكن الأرقام وحدها لا تصف مأساة الحرب، والتي لم تقتصر صورتها على الموت وحسب، وإنما على الآلام والحرمان والتشرد والجوع الذي عانت منه الشعوب الأوروبية في تلك المرحلة السوداء! وحدة حجم الخسائر وجسامتها، وآلام المشردين والنازحين والجياع، استطاع أن يجعل أوروبا تفيق من ذلك الجنون! وهي الآن تحرص على إحياء ذكراه، لتبقى آلامه ودماؤه عالقة أبدا في الذاكرة!

الشرق الأوسط الآن بحروبه ونزاعاته وجنونه، لا يزال في أول الطريق، ولا تزال معالم الدرس وشروحه في فصولها الأولى! لذلك فإننا لن نطمح بأن يعم الاستقرار في العراق، ولا أن تتوقف فجأة حمامات الدم، ولا أن يفيق الفلسطينيون من غيبوبتهم ويكبحوا جماح نزاعاتهم السياسية التي أربكت كثيرا مسار قضيتهم، ولا أن يتعظ اللبنانيون ويدركوا حجم تهورهم وفرقتهم!! فنحن كشرق أوسطيين لا نزال في مشوار الألم، والذي من دون سياطه لن نستطيع أن نقدر ونثمن نعمة الاستقرار والأمن!

من المؤسف حقا، أننا نقرأ في الدمار الذي حل بأوروبا، وندرك تبعات جنوننا، لكن قاعدة السلوك البشري تقول بأن الإنسان لا يمكن أن يتعلم من تجارب الآخرين، ما لم يخوض بنفسه تجربته الخاصة، وعندها فقط، يستطيع أن يولد من جديد!! بدليل أن طريق الآلام الذي مشاه سيدنا المسيح عليه السلام، لم يعف البشرية من نصيبها في الألم والمعاناة!

 suad.m@taleea.com

�����
   

طرح الثقة... تحصيل حاصل:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
طريق الآلام!:
سعاد المعجل
مذياع حزيران:
كامل عبدالحميد الفرس
جانبنا الإصلاح:
المهندس محمد فهد الظفيري
"دعج يدعج دعيجا":
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
في قفص الاتهام:
فهد راشد المطيري
اللجنة الوطنية لإعادة أملاك الدولة:
فيصل عبدالله عبدالنبي
مظاهرات خداعة وشعارات طنانة:
محمد بو شهري
ما يحدث في السجن:
المحامي نايف بدر العتيبي
استراتيجية موحدة للموارد البشرية:
مريم سالم
النواب النوائب!:
د. بهيجة بهبهاني
محطات من هنا وهناك:
عبدالله عيسى الموسوي
الترجمة.. سلاح القوة المفقود:
د. لطيفة النجار
من يخلصنا من فوضى الفتاوى؟:
علي عبيد
ما بين عامي 1956- 1967!!:
د. محمد عبدالله المطوع