رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 13 يونيو 2007
العدد 1778

دوي الأفكار
فرق تسد...
بقناع جديد
فيصل عبدالله عبدالنبي
machaki@taleea.com

التعددية في مجتمع ما تكون تعددية ينظمها دستور البلد وتصب في عملية التطور والنهضة والوحدة الوطنية، ولذلك نجد أن الدستور يسمح للتجمعات ذات المشروع الذي ينهض في البلد، والشعب الواعي لا يسمح لأي مسؤول أن يستغله بأية ممارسات أو توجيهات، ومن هذه الممارسات تفريق المجتمع لفرق وأشياع وفئات تجعل الوحدة الوطنية هشة وتسهل التفريق بين المواطنين وجعل أحدهم يكره الآخر وكل يكيد للآخر، وتصبح النظرة للمصلحة الفئوية، وطبعا هنا يكسب القوة من يستطيع تحريك هذه المجاميع، ولذلك القرآن الكريم يحذرنا من هذه الظاهرة ويعطينا نتائجها إذا ما استجاب لها أفراد المجتمع، يقول الله عز وجل في كتابه الكريم في سورة القصص آية (4): "إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين"·

السيطرة السلبية على أي مجتمع تكون سهلة جدا عندما يصبح (شيعا) ويقسم ويفرق وترى كل مجموعة مصلحتها بعيدة عن الأخرى، فلن يفكر أحد بالمصلحة الوطنية أو أملاك الدولة أو الإصلاح أو الدستور، بل "نصيبي ونصيب فريقي من الكعكة"·

لقد استغرب الكثير من المواطنين ما نشر في صحيفة "الوطن" بتاريخ 6/6/2007 م  عن نجاح آلاف من الكنادرة في تكوين مجلس للعائلة قوامه 200 شخص انتخب بدوره مجلسا للعائلة من عشرين شخصا، وتم انتخاب عضو مجلس الأمة الحالي النائب جمال الكندري رئيسا لمجلس العائلة فيما انتخب رئيس هيئة الزراعة جاسم حبيب البدر نائبا للرئيس·

مع احترامنا للإخوة الكنادرة من الذين شاركوا بهذه الانتخابات عن حسن نية، ولكن ألا يرون أن هذه الممارسة تزيد في تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ؟! فالبلد يعاني مشاكل النعرات القبلية والطائفية والفئوية، فهل نريد أن نزيدها نعرات عائلية منظمة بمجالس وانتخابات ونضفي عليها شرعية، فإن مسألة تجمع أفراد عائلة ما محاولين تأسيس مجلس لهم له أبعاد انتخابية كهدف رئيسي، تكرر عدة مرات ولكنه فشل بسبب رفض الكثير من أبناء تلك العوائل الانخراط في مثل هذه المشاريع، والأمثلة كثيرة لمن يراقب الساحة المحلية، وهذه الظاهرة تدعو للتأمل والتحليل في أبعادها على الأمن الوطني والوحدة والهوية الوطنية·

فكلنا نعلم أن المجتمع مكون من عوائل، ولهذه العوائل ديوانيات معروفة، وبعضهم لديه مجلس العائلة الخاص بشؤونها الاجتماعية وصلة الرحم وحل الخلافات الداخلية ومساعدة المحتاج منهم وغيرها من أمور تتعلق بالجانب الاجتماعي، ولكن لم نرهم يضعون إعلانات بالصحف أن العائلة (س) مثلا اجتمع أفرادها واختاروا فلانا رئيسا، وإن عدد هذه العائلة خمسة ملايين فرد!

المجتمعات التي تريد التطور تحاول أن تجعل مواطنيها يتحدون على مشاريع وطنية تنموية تطور البلد، ونحن لا نعلم سر تكريس مشاريع ذات طابع فئوي وقبلي وطائفي وعائلي وغيرها من مشاريع تحاول مسح الهوية الوطنية للمواطن وإبدالها بهوية قبلية أو طائفية أو عرقية وغيرها·

ولكن هناك من المواطنين من لا يقبلون الاستغلال ويعرفون أين تكمن المصلحة الوطنية، ولذلك لا يستجيبون لمشاريع تسلبهم هويتهم الوطنية، ولا نستغرب من ردود أفعالهم الإيجابية للتصدي لمثل هذه المشاريع وغيرها من مشاريع تهدف لجعل أبناء المجتمع (شيعا) من الصعب أن يتحدوا لمواجهة قوى الفساد و بدأ مرحلة جديدة من الإصلاح والتنمية والتطور·

ظاهرة إيجابية تلك التي قام بها مجموعة من الكنادرة وأعلنوا عبر رسائل "SMS" أن لا مجلس يمثلهم كمواطنين سوى مجلس الأمة، ولا أمير لهم سوى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح· وأن الكثير من الأسر التي ينتهي اسمها بـ (الكندري) ستطلب لقاء رئيس الوزراء لتعلن رفضها للمجلس الذي أعلن عنه بجريدة الوطن وأنه لا يمثلهم  ولا يمثل عائلتهم·

وهناك موقف إيجابي ووطني شجاع قد لاحظه الكثير من المواطنين  وهو وصول رسائل "SMS" لهواتفهم النقالة مع ذكر أسماء الكثير من أبناء عائلة (الكندري) وأرقام هواتفهم  تتضمن تلك الاعتراضات على هذه الظاهرة، وقد قاموا بهذه الحملة لمعارضة هذا المجلس ومن ورائه، وقد أعلنوا عبر رسائل "SMS" عن عقد اجتماع طارئ للتعقيب على الخبر المنشور في جريدة الوطن·

نحب أن نقول للأخوة من الكنادرة الذين شاركوا بهذه الانتخابات، أن المناصب التي حصل عليها أبناء الكنادرة على كافة الأصعدة عبر تاريخهم في الكويت، قد حصلوا عليها بسبب مؤهلاتهم ولأنهم أبناء هذا البلد وليسوا لأنهم كنادرة، ولكن إن استمرت عملية تكريس تقسيم المجتمع لفئات فسوف لن يحصلوا لا هم ولا غيرهم على المناصب من منطلق الكفاءة بل سوف تكون محاصصة بين الجميع، فلو عشرة دكاترة من الكنادرة أكفاء ويستحقون عشرة مناصب، لن يعطوا إلا منصبا واحدا والباقي سوف تذهب كحصص لعوائل أخرى، لأن مبدأ الكفاءة انتفى وبدأ تكريس مبدأ المحاصصة الذي تكون به الكفاءات الوطنية هم الخاسر الأكبر، وسوف يجد الدكتور أن مديره لا يحمل شهادة الثانوية ولكنه حصل على المنصب من خلال المحاصصة الطائفية والقبلية والعائلية وغيرها·

لنحاول جميعا أن نكرس مبدأ المواطنة والهوية الوطنية، فهي التي سوف تجعل الجميع يشعر أن الكويت هي عائلته الأولى، وأن الكويتيين هم أهله ومناصروه ومعينوه في شدائده، وتطبيق الدستور القانون هو الذي يجعل كل ذي حق يأخذ حقه وأن لا يشعر أحد بأنه مضطهد أو مظلوم أو مسلوب الحقوق·

هذه الأحداث تجعل كل من هم في دائرة الإصلاح ومحاربة الفساد يشحذون هممهم أكثر فأكثر، فإن دائرة الإصلاح تتسع ويجب أن تكبر من خلال إدخال الكثير من المواطنين فيها وخاصة من الأغلبية الصامتة، ويجب تحجيم دائرة الفساد ومحاولة إخراج الكثير من المواطنين منها وخاصة المخدوعين والمستغفلين والمحبطين· وما هذه الظواهر وردود الأفعال إلا دليل واضح على أن الأغلبية من الكويتيين لايقبلون أن يستغلهم أحد، وأنهم ذو قابلية للإصلاح والاستنهاض ومحاربة الفساد، وليسوا ذا قابلية للتفرقة والتجزئة، فإن قاعدة (فرق تسد) لا تنجح معهم حتى لو اتخذت أشكالا أخرى وتحت مسميات عديدة·

 Machaki5000@yahoo.com

�����
   
�������   ������ �����
العناصر الإيجابية ي مؤسسات الدولة
سقراط الكويت
فاقد الشيء لا يعطيه
ماذا بعد عودة الأموال؟
الوعي المزيف والوعي الواقعي
فرق تسد...
بقناع جديد
اللجنة الوطنية لإعادة أملاك الدولة
جهد أقل...
وإصلاح وتطوير أكثر
لقد اقترب الفرج
جمعيات النفع العام في شراك الاستبداد
الكويتي المبدع والمفكر
الشعب هو ما يحمله من أفكار
سلطة الفاكهة والكوكتيل
التعددية وصراع الأضداد
مالكم والسيد المهري
لا ونعم
إذا كان الشعب لا يبالي
الفوضى المنظمة
حزب الله والنظرة للذات
  Next Page

نظرة في المواجهة بين فتح الإسلام والحكومتين اللبنانية والأمريكية:
د. نسرين مراد
منذورون للموت:
د. لطيفة النجار
عندما يرتفع السافل:
فهد راشد المطيري
الشيخ "المودرن"!:
سعاد المعجل
أي تقاليد... وأية عادات؟!:
د. بهيجة بهبهاني
برز الإخونجي:
على محمود خاجه
يا شيخ ناصر إني لك من الناصحين:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
الاستقالة أكرم لك:
محمد جوهر حيات
إعصار غونو:
المهندس محمد فهد الظفيري
فرق تسد...
بقناع جديد:
فيصل عبدالله عبدالنبي
التنسيق مع وقف التنفيذ:
أحمد سعود المطرود
العودة إلى توصيات "بيكر - هاملتون":
باقر عبدالرضا جراغ
أوهام السلام:
عبدالله عيسى الموسوي
المبدع ذلك المجهول:
ياسر سعيد حارب
القارئة الصغيرة:
د. فاطمة البريكي
كيف يكون الدين أفيونا للشعوب؟:
علي عبيد
الحكيم الصيني وسوبرمان وغونو:
الدكتور محمد سلمان العبودي