رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 25 يوليو 2007
العدد 1784

دوي الأفكار
العناصر الإيجابية ي مؤسسات الدولة
فيصل عبدالله عبدالنبي
machaki@taleea.com

فيصل عبدالله عبدالنبي

يقول مارتن لوثركينج الصغير: "إذا كان أحد الأشخاص يعمل كناسا للشوارع، يجب عليه أن يكنس الشوارع بنفس الروعة التي كان يرسم بها مايكل أنجلو لوحاته، أو يؤلف بها بتهوفن موسيقاه، أو يكتب بها شكسبير شعره· يجب أن يكنس الشوارع بكفاءة تجعل الجميع يتوقفون ويقولون: هنا يعيش كناس شوارع عظيم يؤدي عمله كما ينبغي"·

كثير من المواطنين يشكون عدم تحمل بعض الموظفين والمسؤولين المسؤولية تجاه المهام المنوطة بهم، فتجد البعض يقدم احتساء الشاي والكلام في الهاتف والقيل والقال على تخليص معاملات المراجعين وتسهيل أعمال المواطنين، بل بعض الموظفين عندما يريد إنجاز معاملة ينجزها وكأن المراجع يتسول منه، وبعضهم ينجز المعاملة بنفسية كأنه يجلس في عزاء وليس مكان عمل، ولكن هناك من هم بالعكس تماما، فهم يقومون بواجبهم على أكمل وجه، بل يقومون بأكثر من واجبهم من باب مساعدة المواطنين، وتجدهم أثناء القيام بواجبهم يمتلئون إيجابية وبشاشة مما يشعر المواطن أنه في بيته بين أهله، وهذه العناصر الإيجابية في مؤسسات الدولة هي التي تبث الأمل وروح التحفيز من أجل دولة متقدمة ومتطورة في مؤسساتها سواء الخدمية أو غيرها، وهؤلاء يشعرون المواطن بأن الكويت مازالت بخير وهناك الأعم الأغلب من الموظفين الذين "يحللون راتبهم" ويسعون من خلال ممارستهم الإيجابية أن يقول المواطن "هنا في هذه المؤسسة موظفون يؤدون عملهم كما ينبغي وأكثر"، لقد حدثت معي قضية تجسد هؤلاء المخلصين في عملهم وهي نموذج لتلك العناصر الإيجابية، القصة هي أن أحد أسناني أصابه ألم شديد وكان لدي موعد لعلاجه في مركز "الغنيم التخصصي" في منطقة القادسية ولكن للأسف الدكتورة التي يفترض أن تعالجني كانت في إجازة، ووقتها كانت موجودة الدكتورة هبة حمادي وكان لديها مراجعون كثر مما لا يسمح الوقت بعلاجي أيضا، ولكن بسبب الألم الشديد في أسناني تحملت الدكتورة هبة حمادي مسؤولية أكثر لسد فراغ الدكتورة التي كانت في إجازة، وعالجت سني الملتهب بعد أن انتهت من علاج المراجعين من باب تحمل المسؤولية تجاه المواطنين ومحاولة مساعدتهم بقدر المستطاع، والحمد لله تمت معالجة سني الملتهب وزال الألم ووضعت لي حشوة في السن منحوتة بطريقة رائعة مثل ما كان ينحت مايكل أنجلو تماثيله، فالشكر للدكتورة هبة حمادي ومن على شاكلتها في مؤسسات الدولة ممن يتحملون مسؤولياتهم وأكثر، وهؤلاء نذكرهم بالخير بسبب عملهم وتحملهم للمسؤولية، وكما قال وينتسون تشرشل: "ثمن العظمة هو المسؤولية"· فالشخص عندما يتحمل المسؤولية تجاه نفسه ومجتمعه ووطنه يصبح مواطنا عظيما يذكر بالخير ويشار له بالبنان لأنه عنصر بناء وليس هدم، ومثل هؤلاء المخلصين في عملهم جعل في أحد البرامج الإذاعية امرأة تتصل وتحكي قصتها في إحدى مراكز علاج الأسنان و تشيد بتطور مراكز طب الأسنان التابعة لوزارة الصحة وعلى حسن معاملتهم مع المواطنين وعدم التأخير في العلاج ومحاولة تقديم خدمات تتفوق على العيادات الخاصة، وهذه نقطة إيجابية في سجل تطور خدمات وزارة الصحة، بعد أن كان في السابق المواطن يشكو طول المواعيد لعلاج أسنانه·

فالموظف الذي يقوم بدوره الوطني في محاولة تطوير البلاد من خلال مركزه وعمله هو الذي يدفع المواطنين لذكره بالخير ويكون نقطة إيجابية نتمنى لها أن تكثر ويكون كل الموظفين بدءا بالمناصب العليا فما دون ذلك من العناصر الإيجابية في مؤسسات الدولة·

فمن منطلق أن الإنسان دائما له الحرية في أن يختار مواقفه ويكون عظيما أو لا حسب الاختيار الذي اختاره، نقول للحكومة: أنتم مخيرون بين أن تتحملوا مسؤوليتكم الدستورية والوطنية في التطوير والقضاء على الفساد و تلعبوا دورا إصلاحياً كما تصرحون في الصحف أو أن تتقاعسوا وتتركوا "الحبل على الغارب" لمن لا يريدون الإصلاح، ولكن تذكروا أن التاريخ لا يرحم وذاكرة المواطنين سوف تتذكر مواقفكم إيجابية كانت أم سلبية كما يتذكرون مواقف من كانوا قبلكم، فالعظماء في التاريخ البشري أمثال سقراط وغاندي ومالكم أكس ومانديلا وغيرهم ممن حجزوا لهم مكانا في تاريخ العظماء والمصلحين بسبب مواقفهم التي اختاروها بعناية وتصب في مصلحة الدفاع عن الإنسانية وحقوقها ومواجهتهم لقوى الفساد، فنتمنى من الحكومة أن تلعب دورا يجعلنا جميعا نقول:

"إن في مجلس الوزراء رئيس حكومة ووزراء عظماء يؤدون عملهم في التنمية والتطوير والإصلاح ومواجهة قوى الفساد كما ينبغي وأكثر"·

 

Machaki5000@yahoo.com

�����
   
�������   ������ �����
العناصر الإيجابية ي مؤسسات الدولة
سقراط الكويت
فاقد الشيء لا يعطيه
ماذا بعد عودة الأموال؟
الوعي المزيف والوعي الواقعي
فرق تسد...
بقناع جديد
اللجنة الوطنية لإعادة أملاك الدولة
جهد أقل...
وإصلاح وتطوير أكثر
لقد اقترب الفرج
جمعيات النفع العام في شراك الاستبداد
الكويتي المبدع والمفكر
الشعب هو ما يحمله من أفكار
سلطة الفاكهة والكوكتيل
التعددية وصراع الأضداد
مالكم والسيد المهري
لا ونعم
إذا كان الشعب لا يبالي
الفوضى المنظمة
حزب الله والنظرة للذات
  Next Page

بين النفط والغاز!:
د. محمد عبدالله المطوع
العناصر الإيجابية ي مؤسسات الدولة:
فيصل عبدالله عبدالنبي
كيف تركب الموجة؟!:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
"المحكومين مرآة للحاكمين":
محمد بو شهري
تحية:
على محمود خاجه
موسم الحروب الأهلية الحالية:
د. نسرين مراد
الداخلية والحاجة لدورات أخلاقية:
المهندس محمد فهد الظفيري
والجدار أيضا إرهاب!!:
عبدالله عيسى الموسوي
الشجاعة في تقويم تجاربنا:
د. لطيفة النجار
مقتطفات وورديات حولية:
أحمد سعود المطرود
إلى جنات الخلد يا عبدالعزيز:
محمد جوهر حيات