يقول فرانك كلارك: "ليس هناك شيء يساعد على فهم معتقداتك أكثر من محاولتك شرحها لصبي فضولي··"·
ولكن هناك فئات نجد أن عقول الصبية تمتلك حكمة أكثر منهم، والسبب أن هذه الفئات أصحاب أنفساً مريضة مهما حاول الإنسان إفهامها المقصد من كلامه في موضوع ما، فلن تفهم لأنها لا تريد أن تفهم الواقع، بل تريد أن تفهم كما هي ترى وليس كما يعتقد صاحب الرأي·
وفي الآونة الأخيرة نجد أقلاماً ذات حبر مسموم تبث سمومها الطائفية في بعض الصحف من خلال تناولها لكلام السيد محمد باقر المهري في قناة أوربت حول رأيه بما حدث من أعمال عنف في الثمانينات، والذي قام المهري بنشر بيان في الصحف يوضح فيه اللبس الذي حدث عند البعض، والبيان كان واضحا صريحا بأن الكلام الذي نقل عن المهري لم يكن نفسه الذي قاله في قناة أوربت، وأن المهري قد أدان أعمال العنف التي حدثت في الثمانينات من قبل بعض الأفراد، وقد اعتبرها عملا إرهابيا كما هي الحال بالنسبة لما تفعله المجموعات المنتمية للفكر التكفيري ومن لف لفهم، فالارهاب إرهاب مهما تعددت مدارس وديانات ومذاهب من يقوم بالعمل الإرهابي·
ولكن الغريب بالأمر هو أن بعض الأقلام لا تريد أن تفهم الكلام كما قاله المهري في قناة أوربت بل تطرح ما لم يقله، أي أنها تطرح ما تتصوره هي وما يجول في خاطرها وتريد تلبيسه للمهري ولغير المهري، ونحن لا نستغرب من هؤلاء هذا الطرح الطائفي المقيت الذي لا يثمر غير ثمرة التوتر الطائفي التي هي أمر من الحنظل والتي تحاول هذه الأقلام سقايتها، ولكننا نعتب على الأقلام الوطنية عدم تصديها لهؤلاء والرد عليهم وفضح نواياهم كي يتضح للقارئ من هو الطائفي ومن يحاول دق إسفين بين فئات المجتمع الكويتي محاولا عمل خدش في صف الوحدة الوطنية وخاصة أن الكتاب الوطنيين استمعوا لما قاله المهري وتبين لهم الحق من الباطل، وتيقنوا أن المهري أدان هذه العمليات وأنه بريء مما نسب إليه من عدم إدانة هذه الأعمال، ونتساءل لماذا أصحاب هذه الأقلام الطائفية المسمومة تحاول دائما أن تبحث عن أي زلة أو حتى تحاول اختراع زلة ما من مخيلتها واتهام الآخرين بها ومن ثم تبدأ هذه الأقلام الطائفية بالتركيز عليها وتكبير حجمها لأمر في نفس يعقوب، محاولة الطعن بوطنية أبناء المجتمع الكويتي بل تحاول تخوين قسم كبير من المواطنين الكويتيين الشرفاء بسبب كلمة أو فعل من أحدهم، متناسين قول الله عز وجل: "ولا تزر وازة وزر أخرى" ومتناسين الآية الكريمة: "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون" ولكن عندما قامت المجموعة الإرهابية المنتمية للفكر التكفيري ولتنظيم القاعدة بعملياتها الإرهابية في حادثة القرين وغيرها وبدأت قوات الأمن بشن حملة ضد هذه الخلايا النائمة قبل أن تدمر البلد، رأينا البعض يخرج علينا مطالبا بتوخي الحذر والتأني والتروي قبل اعتقال أو اتهام أي شخص مذكرا بهذه الآيات وغيرها من آيات وأحاديث تدعو للعدل والإنصاف وعدم ظلم الآخرين أو اتهامهم بما ليس فيهم أو معاقبة تيار بكامله بسبب عمل إرهابي من فرد منهم، والتيار غير مسؤول عنه وعن فعله، فالغريب أن البعض يستخدم آيات القرآن عندما يريد إبعاد الأنظار عن نفسه وعن من يحبهم قبله وإن كانت أفعالهم مشينة ويعاقب عليها القانون ولكن لا يتذكر هذه الآيات عندما يتعلق الأمر بالآخرين وكأن باءه تجر وباء غيره لا تجر!
فنتمنى من الحكومة الحكيمة أن تضع حداً لمثل هذه الأقلام المسمومة التي تفتت التلاحم الوطني بين فئات المجتمع الكويتي بسبب أمراضها النفسية وقبلها الذي امتلأ حقداً على الآخرين بعد أن أفرغوه من الحب والتسامح والتعايش·
machaki@taleea.com |