رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 16 مايو 2007
العدد 1774

دوي الأفكار
جمعيات النفع العام في شراك الاستبداد
فيصل عبدالله عبدالنبي
machaki@taleea.com

يقول نيكولاس موراي باتلر: كان من الأحرى أن يكتب على شاهد قبول كثير من الناس "مات في الثلاثين، ودفن في الستين"·

هذا الكلام ينطبق أيضا على بعض جمعيات النفع العام، التي من الأحرى أن يكتب على مدخلها مثلا، أسست في 1960 وأغلقت اجتماعيا وثقافيا ومعنويا بعد ذلك عن طريق استبداد مجلس الإدارة!

حيث إن المؤسسة التي لا تنتج ولا تتيح الفرصة لمن يريد أن ينتج، تعتبر معطلة وكأنها مغلقة حتى لو أن أبوابها مفتوحة، ولكن المشكلة أن عقول وقلوب من يديرونها مغلقة تماما·

والمشكلة الأكبر أن البعض عندما يفوز من خلال الانتخابات بمجلس الإدارة، يتصور أن جمعية النفع العام هذه أصبحت ملكا عضوضا له ولمن لف لفه ويمارس فيها الاستبداد والإقصاء ووضع المعايير على هواه، ولم يتبق سوى أن يضع على مدخل الجمعية "منزل فلان الفلاني" أو "ملك خاص نرجو من المثقفين ودعاة التنوير والوعي عدم الاقتراب"، وقد تناسى هؤلاء أنهم يعتبرون بمثابة خدام لأهداف هذه الجمعية كي يسهلوا تطبيق الأهداف التي أنشئت من أجلها، وليس دورهم أن يكونوا أوصياء ومتسلطين عليها ومن فيها·

ويقول إيفرت داير كسين: "الحياة ليست ثابتة، وأولئك الذين لا يستطيعون تغيير عقولهم هم سكان المقابر والمجانين والموتى"·

هناك بعض مجالس إدارات جمعيات النفع العام الزمن لديهم متوقف تماما، وعقولهم لم تتطور أو تتغير مع تطور التاريخ والأحداث، فهم يهابون العناصر المثقفة النشطة المنتجة التي تريد تنمية البلد، لأن نشاطها يفضح كسلهم وبلادتهم وضعفهم من الناحية الإدارية والثقافية والتنموية وعدم منفعتهم للمجتمع، فالأشياء تعرف بأضدادها، ولذلك هؤلاء الذين أوقعوا بعض جمعيات النفع العام في شراك استبدادهم بحجة أنهم فازوا بمجلس الإدارة بشكل ديمقراطي، ويحق لهم عمل ما يشاؤون، يذكرونا بفوز هتلر عن طريق الانتخابات، إذ إنه بعدها منع كل من يخالفه!، وهؤلاء على مستوى مبنى جمعية نفع عام لا يسع صدرهم للآخر، فكيف لو كانت بيدهم سلطة بلد لا سمح الله، فماذا كانوا سيفعلون·

ويجب على الطبقة المثقفة الواعية التي تريد الإصلاح والتنمية أن تزيلهم بنفس الأداة التي جاؤوا بها، وهي الانتخابات، كي تعود هذه المؤسسات لأهل البلد وتحيا من جديد وتلعب دورها الحقيقي في التنمية، وذلك من خلال توعية الناس بخطورة وقوع مؤسسات المجتمع المدني في شراك الاستبداد، لأن هذه المؤسسات هي قلب المجتمع النابض والتي تعتبر ركيزة أساسية في تنمية الفرد والمجتمع·

نقول للمحبطين والمثبطين، إن كثرة ترديدكم لجملة "ماكو فايدة الديرة ما تتصلح" جعلت الأمور تسوء في الكثير من الجوانب، حتى الجوانب النقابية، لأن الفساد يظهر عندما لا يرى مواجهة له، وتنطبق الحكمة "من فرعنك يا فرعون، قال لم يردعني أحد"·

هناك قصة طريفة عن رجل اسمه "جبر" ذهب لبلد ما وشاهد على شواهد قبور تلك البلاد مكتوب (ولد سنة 1920 وتوفى سنة 1990 عن عمر يناهز 5 سنوات!) فاندهش لهذا الكلام، وشاهد على قبر آخر مكتوب (ولد سنة 1905 وتوفى سنة 1986 عن عمر يناهز 3 سنوات!) فاندهش أكثر عندما لاحظ لن كل شواهد القبور على هذا المنوال، فسأل المسؤول عن المقبرة عن ذلك، فأخبره أنهم في هذه البلاد لا يحسبون عمر الإنسان كم سنة عاش، بل كم سنة استطاع خدمة وفائدة وتنمية المجتمع وكان عنصر فعال وإيجابي لتطور البشرية· ولذلك قال جبر لهذا الرجل: أريد أن أوصيك وصية، إذا أنا مت، فاكتبوا على شاهد قبري "هنا يرقد جبر، من المهد إلى القبر"·

ولذلك إذا كانت جمعيات النفع العام هدفها النفع العام وإتاحة الفرصة لممارسة برامج ونشاطات تنموية من خلال أبناء البلد، فيجب أن يكتب على مدخل بعض تلك الجمعيات "مغلقة وإن كانت الأبواب مفتوحة، لأن عقول من يديرونها مغلقة ولن تفتح إلا من خلال وعي المواطنين بضرورة تحملهم مسؤولية الإصلاح وترك التذمر والإحباط وتثبيط الآخرين"·

وكما يقول أحد الذين عانوا من شراك الاستبداد التي وقعت به بعض الجمعيات حين منعته من مزاولة نشاطه الثقافي والتنموي الذي كفله الدستور والقانون مخاطبا رئيس مجلس الإدارة وعقليته التي يدير بها هذه الجمعية·

 

إن لي حق عليك سلبته وأضعته

            ورعيت حق الجاهل والبليد والمستهتر

لو أنني جاهلا كسلانا لما أقصيتني

            ولكن نور الوعي أنت له عدو مستتر

 machaki5000@yahoo.com

�����
   
�������   ������ �����
العناصر الإيجابية ي مؤسسات الدولة
سقراط الكويت
فاقد الشيء لا يعطيه
ماذا بعد عودة الأموال؟
الوعي المزيف والوعي الواقعي
فرق تسد...
بقناع جديد
اللجنة الوطنية لإعادة أملاك الدولة
جهد أقل...
وإصلاح وتطوير أكثر
لقد اقترب الفرج
جمعيات النفع العام في شراك الاستبداد
الكويتي المبدع والمفكر
الشعب هو ما يحمله من أفكار
سلطة الفاكهة والكوكتيل
التعددية وصراع الأضداد
مالكم والسيد المهري
لا ونعم
إذا كان الشعب لا يبالي
الفوضى المنظمة
حزب الله والنظرة للذات
  Next Page

لبنات المجتمع الكبير:
د. لطيفة النجار
الثقل الخليجي مكوناته وتداعياته:
عبدالله محمد سعيد الملا
مشروع الورقة الرابحة:
سعاد المعجل
"مظفر النواب.. وتريات ليلية":
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
مفهوم الوطنية في ميزان العقل:
فهد راشد المطيري
الديمقراطية الفرنسية والهوية الوطنية:
علي عبيد
جمعيات النفع العام في شراك الاستبداد:
فيصل عبدالله عبدالنبي
زين يسوّي فيك الصقر:
على محمود خاجه
العجز الاكتواري وصندوق التنمية:
أحمد سعود المطرود
الإصلاح والشكوك:
المهندس محمد فهد الظفيري
دروس من تقرير (فينوغراد)(2):
عبدالله عيسى الموسوي
حرّاس المستقبل:
ياسر سعيد حارب
التفكير من أجل التغيير:
د. فاطمة البريكي
دولة الرجال العربية المتحدة! :
علي سويدان