رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 25 أبريل 2007
العدد 1771

دوي الأفكار
سلطة الفاكهة والكوكتيل
فيصل عبدالله عبدالنبي
machaki@taleea.com

يقول ماكسويل مالتس: "اجعل من كل فكرة ترد على بالك، وكل حقيقة تطلع عليها ربحا وفائدة تعود عليك· اجعلهما يعملا لصالحك ويثمرا لك، لا تفكر في الأمور بما هي عليه الآن، ولكن بما قد تصير عليه في المستقبل، لا تكتف بالحلم، ولكن اجعل منه حقيقة"·

لقد حاولت الكثير من الجماعات الديمقراطية في الكويت، أن تحذوا حذو المجتمعات التي تبنت سياسة (سلطة الفاكهة) بالنسبة للتنوع الموجود في مجتمعاتها سواء دينيا ومذهبيا وعرقيا وفكريا، أي أن هذه المجتمعات استطاعت التطور ونشر روح المحبة والتسامح بين أطيافها من خلال احترامهم لمبدأ مهم هو (أن من حق كل منا أن يختلف عن الآخر) ولذلك هم يشبهون أنفسهم بسلطة الفاكهة التي عندما تأكلها تشاهد كل صنف بذاته موجود بهيئته الأصلية وبكل مواصفاته وتتذوق طعمه، وليس كما تبنت بعض الدول التي انهارت بسبب تبنيها سياسة (الكوكتيل) في محاولة منها صهر جميع أطياف المجتمع بطيف واحد بالقوة والقضاء على التنوع والتعددية الدينية والمذهبية والعرقية والفكرية، فسياسة الكوكتيل تتصادم مع الطبيعة التي من مظاهرها التنوع·

يقول الفيلسوف الألماني يوهان فولفغانغ فون جوته: "الطبيعة ليست متقلبة المزاج· فهي دائما على حق، دائما جادة، دائما شديدة البأس، دائما مصيبة الحكم، أما الأخطاء والهفوات فهي دائما بنت أعمال البشر، إن الإنسان غير القادر على تقدير الطبيعة حق قدرها تلفظه الطبيعة، ووحده المستعد للتعلم منها، هو ذلك الشخص النقي والصادق فتخضع له وتبوح في أذنيه بأسرارها"·

وعلى ذلك فلدينا في الكويت هناك من يحاول ترويج ثقافة (سلطة الفواكه) كي تحذوا الكويت حذو الدول التي استطاعت نشر المحبة والتسامح بين أطياف المجتمع من خلال تكافئ الفرص والعدالة وإعطاء كل ذي حقه حق دون التعدي على الآخر أو محاولة إلغائه بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، فثقافة التعددية وتنظيم التنوع كي لا يحاول أحد إلغاء الآخر، هي ثقافة وتوجه يتناغم ويتماشى مع السننية الكونية والمبادئ الطبيعية التي ترفض سياسة الإكراه وتتبنى التعددية، وهذه الثقافة هي التي تعطي نتائج إيجابية في الحاضر والمستقبل·

فنحن نستطيع جعل هذه الثقافة في الكويت هي السائدة، كما استطاعت المجتمعات الأخرى التي كانت تعاني من صراعات داخلية وحروب أهلية لم تتعرض لها الكويت الى الآن بفضل الله عز وجل وبفضل العقول الحكيمة التي تنزع فتيل الفتن والكراهية، وتتصدى للتطرف أينما وجد·

يقول الفيلسوف الإنكليزي برتراند رسال: "إن أفضل دليل على إمكانية القيام بأمر ما هو أن هناك آخرين قد قاموا به فعلا"·

ولكن مشكلتنا في الكويت أن هناك من يريد فرض ثقافة (الكوكتيل) ولا يهدأ له بال حتى يجعل جميع الكويتيين يتخلون عن توجهاتهم وتنوعهم وينصهرون في توجهه الذي يريد فرضه على الآخرين بحجة أنه يملك الحقيقة المطلقة وأنه على الصراط المستقيم والبقية في ضلال مبين!

هناك حكمة قديمة تقول: "بثمارها تعرف الأشجار"· أي بالنتائج تعرف الأعمال، ولقد شاهدنا كيف أن بعض التوجهات لدينا في الكويت تحاول بشكل أو بآخر فرض رؤيتها على المجتمع، وليت هذه الرؤية تكون إيجابية وتنشر المحبة والإخاء، بل العكس، وهذه التوجهات المتطرفة التي تنتشر في العالم رأينا نتائجها في دول أخرى، ولذلك يجب أن نتصدى لها قبل أن نكون عبرة للآخرين كم حدث مع غيرنا من الدول التي غضت الطرف عن الأفكار المتطرفة حتى وقع الفأس في الرأس، والأدهى من ذلك أن بعض أفكار هذه التوجهات المتطرفة تتسرب لمناهج التعليم، ولقد سلطت الضوء صحيفة "الطليعة" بعدة أعداد على مقتطفات من منهاج التعليم لدينا كيف تفوح منها رائحة التطرف وإلغاء الآخر وبث روح الكراهية، ولكن السؤال المهم هل المؤسسات المعنية قامت بواجبها للتصدي لثقافة (الكوكتيل) المتطرفة، والتي تحاول أن تنخر في مؤسسات المجتمع وأبناء الوطن الى درجة أن التلاميذ في المدارس بدأت تظهر بينهم ظاهرة الجدال الطائفي وروح الكراهية للآخر دون أن تتحرك المؤسسات المعنية لرصد ومعالجة هذه الظواهر ومعرفة من وراءها ومن الذي ينفخ في نارها·

نتمنى على الوطنيين ومن لديهم هم الإصلاح أن يقوموا بدورهم من خلال القنوات الدستورية كي يتصدوا لمن يروجون لثقافة (الكوكتيل)، وأن يسعوا بقدر المستطاع لنشر ثقافة (سلطة الفاكهة) كي نكون دولة يضرب فيها المثل بالتعددية والمحبة واحترام الآخر·

 Machaki@taleea.com

�����
   
�������   ������ �����
العناصر الإيجابية ي مؤسسات الدولة
سقراط الكويت
فاقد الشيء لا يعطيه
ماذا بعد عودة الأموال؟
الوعي المزيف والوعي الواقعي
فرق تسد...
بقناع جديد
اللجنة الوطنية لإعادة أملاك الدولة
جهد أقل...
وإصلاح وتطوير أكثر
لقد اقترب الفرج
جمعيات النفع العام في شراك الاستبداد
الكويتي المبدع والمفكر
الشعب هو ما يحمله من أفكار
سلطة الفاكهة والكوكتيل
التعددية وصراع الأضداد
مالكم والسيد المهري
لا ونعم
إذا كان الشعب لا يبالي
الفوضى المنظمة
حزب الله والنظرة للذات
  Next Page

أناقة العقول:
علي عبيد
لقاء المعارضة والقيادة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
دستور الشباب:
سعاد المعجل
بلبل ينعق:
على محمود خاجه
الهرم المقلوب... أزمة ضمير:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
تصريحات لا مسؤولة:
المهندس محمد فهد الظفيري
خادمة للتنازل!:
علي سويدان
بوركت ياصاحب السمو..:
محمد جوهر حيات
سلطة الفاكهة والكوكتيل:
فيصل عبدالله عبدالنبي
مفاهيم رجعية:
محمد بو شهري
حبل الشك انقطع:
أحمد سعود المطرود
السلام الصهيو - أمريكي:
عبدالله عيسى الموسوي
السباق...:
سعاد بكاي
لوعة الغياب:
مريم سالم
الانتزاع من الوطن:
د. لطيفة النجار
لاءاتنا الثلاث..
لا إسقاط لقروضنا.. ولا تنازل عن ديوننا ولا ضرائب علينا!:
خالد عيد العنزي*