رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 20 يونيو 2007
العدد 1779

دوي الأفكار
الوعي المزيف والوعي الواقعي
فيصل عبدالله عبدالنبي
machaki@taleea.com

حسب رؤية الشعوب لذاتها تكمن مسألة التقدير من عدمه، فهناك شعوب لديها قابلية للاستغفال، وهذا نوع من القابلية قد حذر منه المفكر الإسلامي د· علي شريعتي في كتابه المشهور "النباهة والاستحمار"، وهناك شعوب لديها قابلية للاستغفال وهناك من لديها قابلية للاستعمار وقس على ذلك، وهذه القابلية أم تلك لم تبرز لديها إلا لأنها أرادت ذلك ونشرته في عقلها الجمعي عن علم أو جهل، وهناك شعوب لديها قابلية للوعي وللاستنهاض، ولديها مناعة من الاستغفال أو أي نوع  من أنواع سلبها لوعيها، ولذلك عندما تسمع في الدول الديمقراطية يحاسبون رئيس حكومة أدى خدمات جليلة لبلاده ولكنه لم يفصح عن هدية تلقاها فترة حكمه لا تستغرب كثيرا، فإنهم يعلمون أن سرقة الجمل بدأت بسرقة بيضة، ومحاسبته ليست فقط على عدم إخبارهم بل لاستهانته بوعيهم ومحاولة استغفالهم·

السؤال المهم هو ما الفرق بين الشعوب المستغفلة والواعية؟ الأديب الألماني برتولد بريخت تكلم عن مسألة مهمة في بث الوعي بين أبناء الشعب، ووضح أنه ليس كل كلام عن الواقع يؤدي للوعي، وضرب مثالا على ذلك بوصف الطاولة الخشبية، فإن الكلام عن وصف الطاولة أنها قطعة مربعة من الخشب ولها أربعة أرجل هو أمر واقعي ولكنه لا يجلب الوعي، ولكن عندما تتكلم عن واقع سيئ في البلد يسببه أشخاص ذوو نفوذ، وتشعر المواطن بالظلم الواقع عليه وبالتدهور الذي يسببه هؤلاء في حياته ومستقبل أبنائه، هذا النوع من الواقع هو الذي يسبب الوعي للمواطن ويشعره بمدى مأساته، ولكن المشكلة هناك عناصر ابتليت بها الحياة البرلمانية وأبواق إعلامية وأقلام تحركها الفئة النافذة المخربة، كي تضع غشاوة على عيون المواطن وتصور له الباطل حقا، والحق باطلا، والسارق شريفا، والشريف سارقا، والمخرب مصلحا، والمصلح مخربا، وهذه الفئة المضللة تحاول أن تسلب المواطن وعيه بما يدور من حوله، وتجعله يحمل وعيا مزيفا تصوره له الفئة المخربة، ولذلك دور المصلح في المجتمع هو تحرير وعي المواطن من هذا الاستلاب الذي حدث له، وتشعره أن حقوقه مهضومة، فلا يكفي أن تخبره أن حقوقه مهضومة وأن هناك فسادا مستشريا، بل يجب أن يشعر بهذا الأمر كي يتحرر من الأقفال التي على تفكيره ووعيه، ويقف مع الفئة المصلحة الوطنية ·

على ذلك نستغرب من بعض البرلمانيين الذين يرون الشمس في رائعة النهار ويقولون ليلا! ونستغرب من بعض الكتاب عندما يتهمون المدافعين عن المال العام بأنهم قطط سمان ! وأن الذين مرفوعة ضدهم قضايا في شأن المال العام هم مظلومون وكفاءات وطنية وبريئون من التهم المنسوبة إليهم براءة الذئب من دم يوسف ·

هؤلاء الذي يذرون الرماد في عيون المواطنين يعلمون جيدا الصالح من الطالح، والمصلح من المخرب، والوطني من الانتهازي، يقول الله عز وجل في كتابه الكريم: "بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره"·

الاستجوابات التي يقدمها النواب ضد الوزراء هي خير دليل ومن أفضل الطرق في توعية المواطن، فعندما نرى كتلة برلمانية تغض الطرف عن تجاوزات وزير ما لأنه محسوب عليها، وعندما يؤتي بوزير أخر على نفس الوزارة فتقوم هذه الكتلة بفتح الملفات التي سكتت عندها في زمن الوزير السابق لهو خير دليل وبرهان للمواطن كي يميز الطيب من الخبيث، والوطني من الانتهازي·

عندما تثبت أدلة على وزير ما أن في وزارته تجاوزات ولا يحاول إصلاحها ويغض الطرف عنها، وقد حذرته كتلة برلمانية كي يصلح الوضع كما حذرت من جاء قبله ولكن لا حياة لمن تنادي، ومن ثم تقوم هذه المجموعة الوطنية من النواب لاستجوابه وإصلاح ما أفسده، فهذا الاستجواب هو المحك الذي يسقط جميع الأقنعة، فما عليك سوى رؤية النواب المؤيدين لهذا الوزير والمعارضين له ومع الرجوع لتاريخ مواقف هؤلاء النواب فسوف تعرف الصالح من الطالح، فهناك من كشف قناعه وأعلن عما في نفسه، وهناك الوطني الأصيل الذي تشهد له مواقفه عبر التاريخ البرلماني، وهناك من يحاول استغفال المواطنين، ويوهمهم أنه وطني لمصالح انتخابية، ويحاول سلبهم وعيهم كي يستغفلهم ويذر الرماد في عيونهم "فيركب الموجة، وعندما تمر فسوف يسبح ضد تيار الإصلاح الوطني" ولنعتبر ونتعظ من كثيرين ممن شاركوا في قضية "نبيها خمسة" ولكن للأسف بعد فوزهم في الانتخابات قاموا باتخاذ مواقف سلبية  ملأت قلوب الوطنيين قيحا·

فالمواطن الواعي لا يخدع من نفس الكتلة مرتين، ولا يخدع من نفس المرشح مرتين، ولا يخدع من نفس أبواق الفساد الإعلامية مرتين · فهناك حكمة صينية ترى أن المجنون هو من يحاول أن يتبع نفس الطريقة ويتوقع نتائج مختلفة، ولذلك نقول لبعض المجانين : لقد أعطيتم  الفرصة لبعض المرشحين وأوصلتموهم للبرلمان ولقد رأيتم كيف أن مسيرتهم البرلمانية ومواقفهم لا تغني ولا تسمن في عملية الإصلاح، فلماذا تكررون نفس الخطأ في كل انتخابات؟ هل تريدون القبول بأن تكونوا مسلوبي الوعي؟، الجواب عند من يرى نفسه من فئة المجانين·

 Machaki5000@yahoo.com

�����
   
�������   ������ �����
العناصر الإيجابية ي مؤسسات الدولة
سقراط الكويت
فاقد الشيء لا يعطيه
ماذا بعد عودة الأموال؟
الوعي المزيف والوعي الواقعي
فرق تسد...
بقناع جديد
اللجنة الوطنية لإعادة أملاك الدولة
جهد أقل...
وإصلاح وتطوير أكثر
لقد اقترب الفرج
جمعيات النفع العام في شراك الاستبداد
الكويتي المبدع والمفكر
الشعب هو ما يحمله من أفكار
سلطة الفاكهة والكوكتيل
التعددية وصراع الأضداد
مالكم والسيد المهري
لا ونعم
إذا كان الشعب لا يبالي
الفوضى المنظمة
حزب الله والنظرة للذات
  Next Page

نظرة عامة في العلاقات الخارجية الأمريكية:
د. نسرين مراد
الدقائق الأخيرة:
فهد راشد المطيري
ملوك الطوائف الجدد:
علي عبيد
حكومتان لكل بلد عربي:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
سؤال قد يكون وجيهاً:
على محمود خاجه
"استقل وارحل...
نصائح بالمجان":
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
الوعي المزيف والوعي الواقعي:
فيصل عبدالله عبدالنبي
استجوبوا الحكومة عن الخيار والطماطم كي لا تجزع !:
محمد بو شهري
الدوائر الخمس ومواقف النواب:
أحمد سعود المطرود
عام الحوار الثقافي:
ياسر سعيد حارب
يا الجارالله خاف الله:
المهندس محمد فهد الظفيري
حكومات الخيانة والإرهاب:
عبدالله عيسى الموسوي
أدب للنساء:
مريم سالم
بين العصر الحجري والعصر الدموي:
الدكتور محمد سلمان العبودي
احترام العقل الإنساني:
د. محمد عبدالله المطوع