رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 18 شوال 1425هـ - 1 ديسمبر 2004
العدد 1655

دوي الأفكار
السيارة الألمانية والنظريات الإصلاحية
فيصل عبدالله عبدالنبي
machaki@taleea.com

ابتكرت إحدى شركات السيارات الألمانية نظام أمان لحماية المحرك من التلف وذلك بمجرد ارتفاع الحرارة تنطفىء الكهرباء ويتوقف المحرك ويقفل المقود والكابح ولا يمكن استخدامها إلا بعد تشغيلها مرة أخرى، وهذا ما حدث مع صديقي حيث ارتفعت الحرارة ولم ينتبه فانطفأت السيارة تلقائيا والمشكلة أنه كان في منعطف مما جعله لم يستطع أن يسيطر علىها فاصطدمت بالرصيف وتحطمت، لقد أرادت الشركة حماية المحرك ولكن غفلت عن مشكلة أهم وهي أن لو كانت السيارة في منعطف فسيمنع التحكم بها، فهم في نظام الحماية نفسه الذي وضعوه يمكن أن يدمروا السيارة بأكملها، وكذلك بالنسبة لبعض النظريات الإصلاحية التي جاءت لحماية المجتمع من الدمار، وعندما طبقت على أرض الواقع لوحظ أنها تطور جانبا وتدمر جوانب أخرى، مثل ما أحدثته النظرية الماركسية إذ جاءت لحماية حق الفلاح ولكنها سببت الدمار الاقتصادي وتوقف التطور وتفشي الدكتاتورية وذلك بسبب منع الملكية الفردية واستبداد الحزب الواحد وأسباب أخرى، ولكن نلاحظ بالنظرية الرأسمالية جوانب مدمرة أيضا ولكنهم استدركوا هذه السلبيات لأنهم أوجدوا قنوات إصلاح وتطوير للنظرية وسد الثغرات حتى تكون أكثر ملاءمة للمجتمع ومتطلبات العصر، وهذا ما نلاحظه في الولايات المتحدة الأمريكية حيث التطور الواضح للنظرية الرأسمالية وما قضية مونيكا ضد بيل كلنتون ومحاكمته إلا إحدى معالم التطهير التلقائي للفساد، وقضية الاحتكار التي رفعت ضد مايكروسوفت هي إحدى معالم سد هذه الثغرات، إذ ليس بحجة ملكية الفرد تقوم الشركة لقوتها باحتكار السوق بأكمله وتكون المنافسة مستحيلة، والأمثلة كثيرة في كيفية أن النظرية إذا كان بها قنوات للتطوير وسد الثغرات ممكن أن تستمر صامدة أكثر من غيرها، والفضل يرجع إلى أن الدولة لا تدار بعقل واحد فقط بل بالتشاور وإشراك عقول الآخرين وذلك من خلال مؤسسات المجتمع، وكما يقول الكاتب الإسلامي خالد محمد خالد: "التقدم الحقيقي هو الذي يكون ثمرة نبوغ الجماهير لا نبوغ الحاكم" وهنا نلمس مدى إيجابية الدولة المؤسساتية إذ إنها تحمل في داخل نظامها مضادات حيوية للقضاء على أي خلل يحدث، ونراه يسد الثغرات ويصلح ويطور نفسه تلقائيا، إذ إن لكل زمان ومرحلة متطلباتها الخاصة وكما يقول ابن خلدون: "إن أحوال العالم والأمم وعوائدهم ونحلهم لا تدوم على وتيرة واحدة ومنهاج مستقر إنما هو اختلاف على الأيام والأزمنة وانتقال من حال إلى حال" ولكن في المجتمعات التي يحكمها العقل الواحد أو الحزب الأوحد والتي تكرر مقولة لويس الرابع عشر ملك فرنسا التاريخي: "أنا فرنسا وفرنسا هي أنا"، تكون سريعة السقوط كما رأينا ما حدث للاتحاد السوفييتي وغيره، وذلك بسبب عدم مشاركة عقول الآخرين وعدم تمكين المصلحين من سد الثغرات التي يواجهها النظام، وهذه القاعدة تنطبق على مستوى الدول والأحزاب والمنظمات والأسرة وحتى الفرد مع نفسه، فاحترام الرأي الآخر والعمل بالرأي الأكثر كفاءة هو من أسرار الاستمرارية والتطور الدائم على جميع الأصعدة·

machaki@taleea.com

�����
   
�������   ������ �����
العناصر الإيجابية ي مؤسسات الدولة
سقراط الكويت
فاقد الشيء لا يعطيه
ماذا بعد عودة الأموال؟
الوعي المزيف والوعي الواقعي
فرق تسد...
بقناع جديد
اللجنة الوطنية لإعادة أملاك الدولة
جهد أقل...
وإصلاح وتطوير أكثر
لقد اقترب الفرج
جمعيات النفع العام في شراك الاستبداد
الكويتي المبدع والمفكر
الشعب هو ما يحمله من أفكار
سلطة الفاكهة والكوكتيل
التعددية وصراع الأضداد
مالكم والسيد المهري
لا ونعم
إذا كان الشعب لا يبالي
الفوضى المنظمة
حزب الله والنظرة للذات
  Next Page

الانتحار من جسر الصبية:
سعاد المعجل
شيوخ وراقصات:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
مات لكن القضية باقية:
المحامي نايف بدر العتيبي
بيان الرباعي المظلم:
محمد بو شهري
خدعتك خطبهم الرنانة!:
فهد راشد المطيري
أزمة اليسار!:
عامر ذياب التميمي
مآسٍ من أرض الواقع:
عبدالله عيسى الموسوي
"تكفا يا أحمد حيلني":
أنور الرشيد
السيارة الألمانية والنظريات الإصلاحية:
فيصل عبدالله عبدالنبي
الفضائيات..
وفن إدارة الأولويات:
عبدالخالق ملا جمعة
من أين لك هذا؟:
عبدالحميد علي
أحاديث صريحة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
مغزى فوز "ماثاي" بنوبل للسلام:
رضي السماك