رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 18 شوال 1425هـ - 1 ديسمبر 2004
العدد 1655

مات لكن القضية باقية
المحامي نايف بدر العتيبي
nayefo@hotmail.com

مات ياسر عرفات، مات بعد حياة لم يخترها الشعب الفلسطيني، بل هو الذي اختارها وعاشها، وطالما هو الذي اختارها فعليه أن يؤمن بها ويعلم تبعاتها، هو متطوع لخدمة القضيية وليس مكلفا من قبل الشعب الفلسطيني وهو الذي اختار هذا الطريق، ولكنه بعد التطوع وفي أواخر أيامه تم تكليفه عبر انتخابه رئيسا للسلطة الفلسطينية من دون منافس وفي ظل أوضاع استثنائية جدا تجعل من منافسته أمرا مستحيلا لكنها شكليا انتخابات تعطيه الغطاء الشرعي والرسمي لتمثيل الشعب الفلسطيني·

لا نريد أن يخلط الشعب الفلسطيني بين قضيته وبين شخص ياسر عرفات، فالقضية الفلسطينية باقية في ضمير كل عربي لم تقترن يوما بمن يمثلها، إنما هي باقية بعدالتها وشرعيتها والأشخاص والزعماء زائلون إنما القضية هي الباقية فالزعماء والساسة والرؤساء متحركون لكن القضية ثابتة فلو كانت مرتبطة بشخص ياسر عرفات فهي قطعا ستموت بمماته·

نعم لقد استفاد ياسر عرفات من القضية ومن وجوده وجهوده وتواجده فهو يستقبل كرئيس دولة وتقدم له الهدايا والأموال والدعم والتأثير وهو نجم إعلامي كبير يسطع في سماء الإعلام العربي والعالمي وكونه يرأس منظمة عربية فهو مقدس وبيده يمتلك كل أدوات السلطة وهو الآمر الناهي دون مناقشة، ورأيه هو الصواب دون اعتراض ومناقشة والجميع يدورون في فلكه يبذلون الجهود لكسب رضاه وماله ومهما ارتفعت الأصوات المطالبة حوله فإنها تصمت عند سماعها صوت مفاتيح الخزينة ولا صوت يعلو فوق صوت الختيار، فهو فلسطين وهو القضية وهو الرمز والقائد والمعلم والملهم والمناضل والبطل وباقي الشعب الفلسطيني أدوات رهينة بمدى رضاه عنهم، فهو الذي يحدد الموقف الوطني والموقف المتخاذل وهو الذي يطلق على غيره صفة الخيانة والولاء وهو الذي عمل على اختزال القضية الفلسطينية بشخصه وكأن فلسطين المحتلة مقاطعة يمتلكها بوثيقة يدافع عنها من دون أن يكون له شريك حسب أهوائه ومصالحه من دون أن يدرك أن فلسطين ملك للشعب الفلسطيني الذي يزخر بالأبطال والمقاومين والشجعان الذين يعرف أين ولدوا وأسماء أمهاتهم وآبائهم وقراهم ومدنهم وتسلسل وجودهم في الأرض المحتلة منذ مئات السنين·

نعم لقد سقط ياسر عرفات سقطة هائلة بعد أوسلو، لكن إسرائيل وشارون أعادت إليه الروح والحياة مرة أخرى وخلقت منه بطلا بفرض الحصار عليه، الأمر الذي أكسبه تعاطف الشعب الفلسطيني وفرض عليه سقفا للتنازلات لم يتمكن من التفكك والخلاص منه حتى آخر أيام حياته·

أغلبية الشعب الكويتي لا يتعاطفون مع ياسر عرفات بسبب مواقفه من الغزو الصدامي للكويت ومحاولاته المستميتة لتمييع قضيته، ووقوفه الواضح بجانب صدام حسين ضد إرادة الشعب الكويتي وحقه الثابت والشرعي في تحرير أرضه من براثن الاحتلال، كذلك عدم اعترافه بخطيئته واعتذاره عن مواقفه حتى آخر لحظات حياته·

كل هذا لا يجعلنا نسيء أو نقف موقف الحياد تجاه الشعب الفلسطيني، نحن جزء من الأمة العربية وفلسطين المحتلة أرض عربية وهي قضيتنا المركزية التي لن نتخلى عنها والشعب الفلسطيني شعب عربي كما نحن، لا يمكن أن نتنكر لهم بسبب مواقف رسمية لا تمثل رأي الشعب الفلسطيني، فالشعب الكويتي أيضا جزء من الشعب العربي الكبير من المحيط الى الخليج نعاني ما يعانيه العرب ولم نكفر بعروبتنا يوما بسبب غزو صدام أو مواقف أبو عمار·

مات الرجل لكن القضية لم تمت باقية في ضمائر الرجال وتتعاقبها الأجيال العربية حتى النصر، مات واستشهد الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني من شباب وشيوخ في القطاع وغزة وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية الذين هم أشجع موقفا وتضحية من ياسر عرفات دون أن يعلم بموتهم أحد أو تنكس الأعلام حزنا عليهم، والرحمة للجميع·

nayef@taleea.com

�����
   

الانتحار من جسر الصبية:
سعاد المعجل
شيوخ وراقصات:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
مات لكن القضية باقية:
المحامي نايف بدر العتيبي
بيان الرباعي المظلم:
محمد بو شهري
خدعتك خطبهم الرنانة!:
فهد راشد المطيري
أزمة اليسار!:
عامر ذياب التميمي
مآسٍ من أرض الواقع:
عبدالله عيسى الموسوي
"تكفا يا أحمد حيلني":
أنور الرشيد
السيارة الألمانية والنظريات الإصلاحية:
فيصل عبدالله عبدالنبي
الفضائيات..
وفن إدارة الأولويات:
عبدالخالق ملا جمعة
من أين لك هذا؟:
عبدالحميد علي
أحاديث صريحة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
مغزى فوز "ماثاي" بنوبل للسلام:
رضي السماك