رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 18 شوال 1425هـ - 1 ديسمبر 2004
العدد 1655

بلا حــــدود
الانتحار من جسر الصبية
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

لخصت الأستاذة الدكتورة لمياء حيات، أستاذة الكيمياء في كلية العلوم بجامعة الكويت ضمن ورشة عمل·· التداعيات الخطيرة التي سيسببها مشروع جسر الصبية·· ليس على البيئة فحسب وإنما أيضا على ثروات قومية كالأسماك، وبعض المواقع التاريخية في دولة الكويت·

المشروع الذي وافق عليه مجلس الوزراء مؤخرا يعتبر كارثة بكل المقاييس، والدكتورة الفاضلة شرحت وبالتفصيل رؤيتها العلمية والفنية لكل أوجه المخاطر التي سيسببها هذا المشروع إن هو تم·

لقد أصبح الهاجس البيئي في ظل الاستهتار والعبث المتعمد بالبيئة وبأركان سلامتها ونقائها، الشغل الشاغل لكل دول العالم·· على اختلاف ثقافتها ووعيها·· بل حتى مقوماتها الاقتصادية·· وتركيبتها الاجتماعية·

فالكل أصبح معنيا بالبيئة، ولا يختلف في ذلك المسؤول عن المواطن العادي· أما أسباب تنامي الوعي البيئي فتعود إلى إحساس الناس بمسؤوليتهم المباشرة تجاه التدمير المتواصل للبيئة في عالمنا اليوم·· سواء كان تدميرا متعمدا أو ناتجا عن جهل وقلة وعي، ولإدراكهم لانعكاسات الدمار البيئي على سائر شؤون حياتهم اليومية· هذا بالإضافة إلى ما حققه دعاة حماية البيئة في العالم كله من إنجازات بارزة استطاعت أن تقف وبصلابة في وجه الشركات الجشعة التي استنزفت البيئة وبشراهة للربح تجاوزت كل الحدود والخطوط الحمراء، والأخبار تطالعنا في كل يوم عن جهود مؤسسات وهيئات حماية البيئة في منع شركة ما من استثمار تجاري خاطىء لموقع جغرافي معين، أو خطر استخدام مواد فيها ضرر للبيئة، أو المطالبة بالمزيد من القوانين الحامية للبيئة!!

مشروع جسر الصبيّة - وبناء على الشرح الوافي الذي تفضلت به الدكتور لمياء حيات - ليس مشروعا مدمرا للبيئة البحرية والبرية في الكويت فقط، وإنما هو مخالف كذلك لقوانين مجلس حماية البىئة التي تشترط إجراء عمليات مسح للموقع قبل استثماره وليس بعد إقراره وإقرار ميزانيته كما حدث في مشروع الصبية!!

لقد حبا الله الكويت موقعا استراتيجيا متميزا بثروات طبيعية·· وبمقومات جغرافية فريدة·· حيث تتربع دولة الكويت على رأس الخليج العربي، وهي بذلك تتمتع بمزايا عديدة تفوق أقرانها من الدول المطلة على الخليج لكن مثل هذه الامتيازات ليست مطلقة، وإنما هي مشروطة بمسؤولية تتحملها الكويت تجاه الحفاظ على رأس الخليج نقيا ونظيفا ومحميا من كل الشوائب التي قد تعكر صفاء البيئة النظيفة، ومشاريع مدمرة للبيئة كمشروع جسر الصبية، أو مشروع ميناء "القيدة" المزمع إنشاؤه في جزيرة بوبيان، وقبلهما مشروع لألىء الخيران الذي دمر مادمر وقتل ما قتل من الأحياء البحرية والمعالم الأثرية، كل هذه المشاريع تعكس مدى غياب الإحساس بالمسؤولية لدى المسؤولين في الكويت، وتجاهلهم لدور الكويت الذي يمليه عليها موقعها الجغرافي، في الحفاظ على بيئة وثروات الخليج العربي الطبيعية·

إن الذي يدفع الدكتورة لمياء حيات للتحذير من مشاريع مدمرة كهذه، ويدفعني أنا وغيري للكتابة عن مثل هذه التشويهات المتعمدة للبيئة·· هي دوافع وطنية بحتة تنطلق من إدراكنا لمسؤوليتنا كمواطنين تجاه البيئة، وهي بذلك دوافع حرة لا تقيدها طموحات تجارية ولا مناقصات تنافسية، ولا أحلام بثراء جشع من وراء بناء الموانىء، والمجمعات السكنية والأسواق التجارية·

إن ما حرك الدكتورة الفاضلة لمياء حيات هو نتائج أبحاث ومعامل مخبرية، لمخلوقات بحرية مشوهة ومطعمة بسموم كاليورانيوم والفوسفات وغيرها، مما أفرزته ممارسات خاطئة بحق البيئة كمشروع لآلىء الخيران، وبالدوافع نفسها تتحرك الآن الدكتورة الفاضلة ونتحرك معها جميعا للذود والدفاع عن بيئتنا من قبضة كل المستهترين بحق البيئة علينا، ولنقف في وجه مشروع جسر الصبية، وجزيرة بوبيان·· اللذين تؤكد نتائج المسح الجيولوجي خطرهما على البىئة البحرية والبرية الكويتية، هذا بالإضافة إلى استحالة تنفيذهما بسبب طبيعة التربة وجيولوجيتها!!

المرور من جسر الصبية يعني تدمير ما تبقى من مقومات طبيعية وتاريخية تميزت بها الكويت، وخطر المرور من فوقه هي مسؤولية كل كويتي وطني أمين ومخلص، لا يريد للبيئة الكويتية أن تنتحر من فوق جسر الصبية·

 

suad.m@taleea.com

�����
   

الانتحار من جسر الصبية:
سعاد المعجل
شيوخ وراقصات:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
مات لكن القضية باقية:
المحامي نايف بدر العتيبي
بيان الرباعي المظلم:
محمد بو شهري
خدعتك خطبهم الرنانة!:
فهد راشد المطيري
أزمة اليسار!:
عامر ذياب التميمي
مآسٍ من أرض الواقع:
عبدالله عيسى الموسوي
"تكفا يا أحمد حيلني":
أنور الرشيد
السيارة الألمانية والنظريات الإصلاحية:
فيصل عبدالله عبدالنبي
الفضائيات..
وفن إدارة الأولويات:
عبدالخالق ملا جمعة
من أين لك هذا؟:
عبدالحميد علي
أحاديث صريحة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
مغزى فوز "ماثاي" بنوبل للسلام:
رضي السماك