| الحديث المنشور للشيخ سالم العلي الصباح رئيس الحرس الوطني في الزميلة "السياسة" حديث مهم وينم عن رؤية واضحة يتحرك من خلالها ويحاول أن يرسمها للأسرة الحاكمة·
فهو يركز على أهمية التواصل بين أفراد الأسرة خصوصا أنه يتذكر ما مضى حيث كانت القيادة السياسية تلتقي بشكل عام ويتذكر جهودها في أيام الغزو وكيف كانت تنتقل من مكان الى مكان وتتحرك على مختلف الأصعدة حتى تكللت جهودها بالنجاح وعادت الكويت حرة الى أهلها وهو هنا يقصد تحركات ولي العهد الشيخ سعد والذي كان نشطا في تلك الفترة الصعبة·
وما يلفت النظر في هذا الحديث هو قوله إن الأسرة بحاجة الى لم الشمل من جديد كما كانت عليه الحال في السابق عندما كانت هذه القيادة في أوج صحتها وتشكل خيمة قوية الأوتاد والأعمدة والتي يستظل بها الجميع ثم يقول: وهذه خيمة موجودة الآن بحكمتها وخبرتها وقوة توجيهها إلا أن الجميع لا ينضوون تحت سقفها الواحد·· نحن كأسرة بحاجة الى جمع وتوحيد الصفوف أكثر مما كان في السابق·
هذا الحديث المهم يدل على أهمية التحرك لإصلاح كل ما يحتاج الى إصلاحه وليكون هناك رأي موحد شفاف تبنى عليه ملامح المستقبل وهذا يحتاج الى أكثر من حديث تتوضح فيه هذه الملامح·
هذا الوضوح مطلوب من شخصيات نافذة من الأسرة كالشيخ سالم لأن الأوضاع المحلية التي أخذت تراوح مكانها منذ مدة تحتاج الى تحريك إيجابي ولا تحتاج الى سكوت سلبي وبالتالي فإن هناك كثيرا من القضايا الإصلاحية التي تحتاج الى قرار سليم ولعل أوضحها تخريب عملية إصلاح قانون المناطق الانتخابية والتي يحاول البعض إعاقتها لأنها تحقق لهم مصالح آنية لا تخدم الصالح العام ولا تخدم الوطن لأنها في النهاية ستجعل العملية السياسية عملية شكلية يتدخل بها بعض المتنفذين·
حديث الشيخ سالم نتمنى أن يكون أكثر شمولية ويتناول قضايا عامة أكثر ويكون له رأي صريح في أداء المؤسسات والسلطات الدستورية وأن يكون له رأي صريح بالإصلاح المطلوب ورؤيته له·
|
