| النائب السيد حسين القلاف صاحب فكر ومبدأ يتمسك به وحتى لو اختلفنا معه إلا أننا نقدر تمسكه لقناعته بصحة ما يعتقد، فعندما كان رئيسا للجنة العرائض والشكاوى كان له دور مشهود واكتسب ثقة أصحاب الشكاوى من عمال وموظفين وكادحين من الفئات الشعبية وكان حيادياً وموضوعيا في مناقشته لكل ما يطرح على اللجنة وساهم بفاعليه في حل الكثير من القضايا والمشاكل والهموم مع ما يعترض أعمال اللجنة من قصور في التشريع الذي لم يمنح هذه اللجنة الصلاحيات في اتخاذ القرار المناسب وإنما مجرد توصيات وطبيعتها غير ملزمة للطرفين تستمد قوتها من شخصية رئيسها وقدرته على التحرك والمتابعة والضغط والتي نجح القـــلاف بالقيام بها على أكمل وجه·
ويعيب عليه بعض زملائه أنه لا يجيد اختيار الوقت المناسب في طرح قضاياه ويدللون على ذلك باستجوابه الأخير ويتمنون عليه أن يفصل بين مايراه ومصلحته في بعض الأمور التي قد يكون لها تأثير مباشر على استمراره نائباً وهم لايرون بأساً من المناورة والصمت ومسك العصا من وسطها من أجل كسب انتخابي مادي واللعب في الوقت الضائع على وتر المعارضة والدفاع عن حقوق الناخبين لكن دون خسارة·
فبدلا من التحجج بعامل التوقيت عليهم أن ينظروا للاستجواب من الناحية الموضوعية ومناقشته والنظر في محاوره بحسن نية وأنه حق لكل نائب أن يتقدم باستجواب وأن ممارسة النائب لحقه الدستوري ليس لها موعد وتاريخ محدد والفيصل في الموضوع هو ما تحتويه محاور الاستجواب من معلومات حقيقية وأدلة دامغة تؤيده·
ومع أن أغلب محاور استجواب القلاف تنطبق على أكثرية التشكيلة الوزارية الحالية والسابقة ومع أن العرف السائد والمقبول لدى الشعب الكويتي منذ أن نشأ ونما ومنح التسهيلات نائب الخدمات وأصبح أمراً واقعاً - لايرى في أعمال العيار وغيره خطيئة تستوجب الاستجواب إلا أن السيد القلاف فتح باباً قد اطمأن البعض إلى أنه قد أحكم الإغلاق نتيجة لسياسات جعلت من المواطن أسيرا ومحتاجاً لمن يتصدق عليه للحصول على حقه الذي لوطبق القانون والنظام لما احتاج لنواب الخدمات ولتغيرت تركيبة مجلس الأمة وتخلصنا من جميع الانتهازين النفعيين والطفيليين الذين يتغذون على قوت الشعب الكويتي ويمارسون أبشع صور ابتزاز حاجاته من أجل امتلاء كروشهم دون مسوغ قانوني أو إنساني يعطيعهم الحق في ذلك سوى الوضع المأساوي الذي نعيشه على كل الأصعدة، ولنا في كلمة سمو الأمير المفدى بالعشر الآواخر نبراس نهتدي به حين قال إن الذين يعاملون الوطن على أنه كنز يؤخذ منه فقط أعداء لأنفسهم ولذرياتهم·
فلا يعتقد القلاف أن العمل البرلماني بشكله الحالي يسير وفق منهج ونظام سليم منضبط لغياب القانون الذي ينظم العمل الحزبي من جهة ولاستشراء الفساد الإداري والوساطة والمحسوبية من جهة أخرى ولانغماس المجتمع بالحاجات النفعية والمصلحة الضيقة على حساب المصلحة العامة وانحسار الفهم الصادق للعمل وقيّمه وإبداعاته وتسلط الأضواء على المتسلقين والمنافقين الذين يصلون لمبتغاهم عبر الطرق الملتوية، لكن عليه أن يسير في الطريق الذي يراه سبيلاً لإصلاح المجتمع وكشف مواطن الخلل فيه وتعرية الفساد ومحاربته والوقوف بصف الفئات الشعبية الكادحة الفقيرة، وهذا دور لابد أن يلعبه سواء كان تحت قبة البرلمان أو خارجه ويبقى من حق الوزير أن يرد على محاور الاستجواب بكل شفافية ويطرح رأيه بعيداً عن آراء النواب المسبقة والتدخلات والضغوط·
nayef@taleea.com |
