| النتائج التي توصل إليها مؤتمر لندن للمعارضة العراقية تعطي دفعة قوية للأمام نحو تشكيل أول ائتلاف وطني للوضع السياسي العراقي المستقبلي·
فالمعارضة بشتى فصائلها ومجاميعها استطاعت أن تكوّن تآلفا واضح المعالم للمرة الأولى منذ هجرتها إلى الخارج واستطاعت أن تشكل بداية رؤية لما يمكن أن يكون عليه عراق المستقبل الذي سيحكم من خلال الديمقراطية والتعددية السياسية وتداول الحكم وتطبيق الحرية وحقوق الإنسان والعمل على استقرار العراق وتنميته والتعاون مع دول الجوار والعمل معهم على استتباب الأمن والسلام في المنطقة وإبعاد شبح الحروب إلى الأبد من منطقة الخليج·
ومع أن الأغلبية تراهن على هذا التوجه نحو المستقبل في العراق إلا أن البعض يبقى متشائما حيث يرى من تصريحات بعض المسؤولين الأمريكان أن لديهم رؤية أخرى بعد سقوط نظام صدام وهي البقاء مدة طويلة في العراق ويذهب البعض إلى مدى أبعد حيث يرى أن الأمريكان سيضعون حاكما عسكريا أمريكيا لحكم العراق لمدة قد تزيد عن سنتين·
إلا إنني أرى أن ذلك قد لايكون هو الوضع الأنسب حتى للأمريكان بعد سقوط صدام، فالحكم الأمريكي المباشر يتسبب في مشاكل كثيرة بينما تسليم الحكم إلى ائتلاف المعارضة وفقا لاتفاقهم في لندن سيكون أفضل الطرق لحكم العراق وخاصة أن التعامل مع حكومة عراقية من أشخاص عراقيين سيكون هو الأفضل للعراقيين أنفسهم ولدول الجوار والدول العربية كافة، لأن وجود حاكم أمريكي سيرجعنا إلى فترة الحكم الإنجليزي المباشر الذي يذكرنا بفترة الاستعمار السابقة والتي دفعت الناس لمقاومته ومحاربته·
والأهم من كل ذلك هو كيفية التعامل مع عودة خمسة ملايين عراقي من المهجر وأسلوب احتوائهم وإيجاد فرص عمل لهم وخاصة أن أغلبهم يحمل الشهادات العالية والتي استطاع الحصول عليها من الدول التي هاجر إليها ويبقى الأهم لنا كحكوميين هو قدرتنا واستعدادنا في التعامل مع العراقيين الذين غسل صدام حسين أدمغتهم وإيجاد أنجح الأساليب والطرق لإزالة سلبيات المستقبل·
ومن هنا تأتي أهمية علاقتنا مع المعارضة العراقية التي نجحنا في إيجادها خلال السنوات الماضية· |
