رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 17 شوال 1423هـ-21 ديسمبر 2002
العدد 1557

بلا حــــدود
نهج “الإخوان” في منهج التعليم!!
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، بدأت الولايات المتحدة في الحديث جهرا عن ضرورة إعادة النظر في مناهج التعليم العربية لأنها وبحسب وجهة النظر الأمريكية تحرض وتشجع على الإرهاب!! وجهة نظر فيها شيء من الحقيقة!! لكننا أيضا كمعنيين في ذلك الحوار لنا وجهة نظر قد لا تختلف عن النظرة الأمريكية من حيث ضرورة إعادة النظر في مناهجنا التعليمية وإن كانت لها أولوياتها وتصوراتها المختلفة بعض الشيء·

مما لا شك فيه أن هنالك خللا واضحا وقصورا كبيرا في مناهجنا التعليمية خاصة تلك المتعلقة بمناهج اللغة العربية والتربية الإسلامية!! وهو خلل انعكس ولا شك على كفاءة ومستوى الطلبة من الجنسين·

ولم تستطع أي من لجان تنقيح المناهج التي تتشكل دائما أن تعالج ذلك الخلل، مما يعني أننا أمام قضية اختلاف نهج وليس منهجا، حيث إن لجان التنقيح تلك عادة ما تشكل بصورة تؤمن استمرارية نهج التعليم المتخلف والعقيم الذي أصبحنا نلمسه سواء كنا أكاديميين أو أولياء أمور!!

لقد تراجع التعليم وتدهورت مخرجاته منذ منتصف الستينيات حين عقدت الحكومة تحالفها الأول مع حزب الإخوان المسلمين الناشئ حديثا في الكويت· حيث كانت أولى صفقات ذلك التحالف أن تسلم تيار الدين السياسي في الكويت دفة التعليم فأجهز أول ما أجهز على قياداته ورموزه وتسلم الدفة لتغرق الأجهزة والوسائل والمناهج التعليمية في مستنقع التخلف العلمي بعد أن دخلت على العملية التعليمية شوائب لا علاقة لها بالتعليم ولا بالتربية!!

لقد حذر التربويون وفي أكثر من مرة ومكان من خطر جمود فكر الشباب وعقمه بسبب خلل مناهج التعليم وعجزها عن ملاحقة طاقات وإمكانات العقول الشبابية المتحولة والمبدعة!! لكن وبكل أسف لم نسمع صدى لتلك التحذيرات بل على العكس تماما فقد أمعن المسيطرون على عقول الشباب من خلال مناهج التربية في تكبيل تلك الاستعدادات العقلية لدى الناشئة وحشو عقولهم بمعلومات مكررة ومعادة بأكثر من صورة وشكل، وحجب حقهم في ممارسة الحوار المفتوح والنقاش المتوغل في كل بحور العلم ومجالاتها·

وليسمح لي عزيزي القارئ بأن أقدم له نموذجا من نماذج المناهج المكبلة للعقول واللاإبداع!! وفيه يتحدث مؤلف المنهج وبإسهاب ممل قد تقرأه في مجله حائط وليس في منهج تعليمي عن حفلات الزواج حيث يتناول الموضوع “الزواج في الإسلام” يقول المؤلف: “ما أعظم الفرق بين يسر الإسلام في الزواج والعرس وبين تقاليد الجاهلية في هذا العصر، والتي جعلت للزواج النكبات والديون الباهظة، وإنفاق الأموال الضخمة وربما تصل الى أخذ القروض بالربا للرياء والفخر والاستعلاء فتكبد الرجل وتثقل كاهله سنين وقد تضر بمستقبله ومستقبل أسرته، كذلك ما يرافق الحفلات أيضا من محرمات كاختلاط الرجال بالنساء وهن شبه عاريات، حيث يرقصن على المعازف وأصوات الغناء الفاحش، وكم لهذه الوسائل الشيطانية من أثر خطير، فليحذر المتحفظ لدينه، الراغب في تحصين إسلامه من ذلك فإن الشيطان له حبائل خبيثة تُنصب لكل إنسان لتستميل نفسه الى هذه الملذات الدنيوية”· انتهى·

ما سبق لم يكن فقرة من مقال في زاوية للرأي، وإنما جزء من منهج يُحفظ ويلقن للطالب يؤدي فيه امتحانا ويستحق عليه درجة!! ألم أقل لكم أنه نهج وليس منهجا تربويا تعليميا!!

نحن قطعا لا نريد للولايات المتحدة أن تكون هي الرقيب على ما نعلم أبناءنا، غير أن رغبة كهذه تشترط من جانبنا المبادرة لفرز المفيد من العقيم في مناهجنا التعليمية، لكي لا يكون نهج البعض السياسي والفكري مدخلا أساسيا لمنهجنا التعليمي والتربوي!! ولكي لا تصبح التربية والتعليم مشاريع حق يراد بها باطل!!

�����
   

من هــم أعداء العراق؟:
د. جلال محمد آل رشيد
ائتلاف المعارضة العراقية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
نهج “الإخوان” في منهج التعليم!!:
سعاد المعجل
نافذة على الصحافة العربية *
الاعـــتــذار:
مركز الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية في جامعة الكويت
الإعلان العالمي لحقوق الأنسان:
يحيى الربيعان
موسم الانتـظار!:
عامر ذياب التميمي
الـسـيد والاستجواب:
المحامي نايف بدر العتيبي
من هــم أعداء العراق؟:

الرهان الخاسر!!:
عبدالله عيسى الموسوي
مركز لسن القوانين والشرائع والدساتير الأولى في تاريخ البشرية
العـراق مهـد للديمقراطيـة
والمجالس التشريعية والتنفيذية الأولى في العالم:
حميد المالكي
الاحباط الوجودي:
كامل عبدالحميد الفرس