احتفلت بعض جمعيات المجتمع المدني في الكويت أخيراً بالذكرى الثالثة والخمسين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي صادف الثلاثاء 10 ديسمبر 2002·
وفي مقدمة تلك الجمعيات الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان وجمعية الهلال الأحمر الكويتي، التي احتضن مقرها فعاليات الاحتفال·
إن هذه المناسبة العالمية كان ينبغي أن تحتفل بها جميع المدارس الحكومية والأهلية طلاباً وطالبات حتى تغرس في أعماقهم من المرحلة الابتدائية وصولاً إلى الثانوية، حب الخير، وحب الإنسان لأخيه الإنسان أينما وجد وأينما حل، تغرس فيهم كل مفاهيم حقوق الإنسان، وتعرفهم بالقيم الإنسانية المشتركة بين كل بني البشر، ونبذ روح الشر وتعزيز سبل الخير بين عناصر الإنسانية كلها·
ونبذ العدوان·· والاغتصاب·· ونزع روح وسبل نسيج الإنسان الفاسد من صدور المفسدين وإحلال روح التسامح·· والتكافل·· والتراحم بين الناس وإخماد النقاط المشتعلة بينهم من حروب ومن صراعات طائفية·· أو عرقية·· أو دينية·· أو أحقاد اجتماعية وسياسية متراكمة، تجد دائماً من يشعلها مستفيداً بحصادها كما فعل صدام بإحراق سبعة عشر بئراً نفطية قبل اندحاره مهزوماً من الكويت·
إن المستفيدين من إشعال أتون الحروب ناس كثيرون في مقدمتهم تجار الأسلحة، ولدينا في الخليج العربي نموذج كبير، جسد لنا خلال حربين أسطورة بلا معنى وألوف القتلى من الشعب العراقي والإيراني والكويتي ليحقق لنفسه مكاسب على حساب أرواح وجماجم هذه الشعوب المسالمة بطبعها، والجدير بالذكر لا يزال صدام حسين في الحكم رغم كل ما أشعله من حروب في المنطقة ولا يزال يفجر المنطقة بحروب مقبلة قد تشتعل بين لحظة وأخرى فالمنطقة أصبحت على فوهة بركان·
وإذا انتقلنا إلى الجزء الأكبر من الشرق الأوسط نجد إخواننا في فلسطين يسجلون كل يوم بطولات رائعة ضد العدو المحتل لأراضيهم، ولكن في الوقت ذاته يدفع أطفال ونساء وشيوخ فلسطين الثمن غالياً لشارون وزمرته·
إن حل مسألة فلسطين لم يعد بين العرب وحدهم بل باتت مسؤولية دولية وإنسانية حيث تنصلت إسرائيل من الاتفاقيات التي أبرمتها في أسلو وفي غيرها· وقد شهد عليها كل العالم، فكيف يستطيع العرب وحدهم حل هذه المشكلة دون الدخول بحروب جديدة تؤدي إلى دمار الإنسان أكثر فأكثر؟ ونحن نرفض كل ما من شأنه أن يؤدي إلى دمار·· وتشريد الإنسان الفلسطيني خاصة·
وإن المسألة لا تحل إلا بتعاون الأنظمة العربية فيما بينها وبمساندة من الدول الإسلامية في الضغط الموحد على أمريكا وإعلان المقاطعة لإسرائيل والتهديد بإلغاء كل المعاهدات السابقة بين العرب وإسرائيل كما تنصلت الأخرى من التزاماتها· |