رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 17 شوال 1423هـ-21 ديسمبر 2002
العدد 1557

نافذة على الصحافة العربية *
الاعـــتــذار
مركز الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية في جامعة الكويت

الرسالة الموجهة من الرئيس العراقي للشعب الكويتي، كانت حسب تعبير الكاتب الأردني راكان المجالي (صحيفة الدستور الأردنية/10 ديسمبر) الرسالة "الخطأ مناسبة وتوقيتا!" ويقول "المؤسف أنها تعطي نتيجة عكسية عند الشعب الكويتي الذي بدأ يتخلص من عقدة وأحقاد 2 أغسطس 1990، فجاءت هذه الرسالة لتنكأ جراحه·

الواضح أن الرئيس العراقي قصد الاعتذار، لكن التفاصيل الخلافية في الرسالة أضعفت هذا الاعتذار (···) نتمنى أن تكون الأمة كلها قادرة على التصدي لسياسة الهيمنة الأمريكية بتجلياتها المختلفة، لكن الرهان على جندي كويتي يطلق النار على جندي أمريكي (···) لا يمكن أن يكون مفيدا خصوصا في حالة مثل العراق، حيث تتلقف أمريكا الحماس العراقي وتغذيه بهكذا عمليات لتتهمه بأنه يؤيد الإرهاب"·

فبعد أكثر من 12 عاما على أحداث الثاني من أغسطس 1990، يبدو برأي الكاتب سلامات نعمات (صحيفة الحياة/9 ديسمبر) أن "الاعتذار اللااعتذار" أقرب الى "البحث عن أعذار لجريمة غزو الكويت، ومحاولة يائسة لكسب الرأي العام العربي للتعاطف مع محنة النظام الحاكم في بغداد، وهو يعي أن نهايته اقتربت، بصرف النظر عن مدى تعاونه مع المفتشين الدوليين، والذي جاء مثل الاعتذار، متأخرا "ويرى سلامات" ليس هناك من شك بأن صدام، في حال نجاته من قبضة العراقيين قبل الأمريكيين سيدخل في تحالف طبيعي مع أسامة بن لادن(···) الأسلوب الذي تتبعه واشنطن يثير مخاوف كبيرة من (أسرلة) للسياسات الأمريكية في شكل قد يجعل من أشخاص مثل بن لادن وربما صدام حسين أبطالا·· أو شهداء·

وكل من يقرأ الخطاب ويقلبه، كما يقول الكاتب ووزير الإعلام الأردني الأسبق، صالح القلاب (صحيفة الشرق الأوسط/12 ديسمبر) من "الشمال الى اليمين، من الأعلى الى الأسفل، فإنه سيصل بالتأكيد الى قناعة راسخة بأن أقطاب الإدارة الأمريكية الأكثر غلوا وتطرفا ويمينية وعلى رأسهم بوش (الابن) هم الأكثر سعادة بهذا الاعتذار و"يقول القلاب" بعد رسالة الغفران هذه التي جاءت كاستفزاز ما بعده استفزاز للشعب الكويتي وحكومته وللخليجيين عموما ولإيران، والتي أصابت بالحرج أكثر الدول العربية قربا من العراق سيجد المترددون في الاصطفاف وراء المواقف الأمريكية الحجة ليتخلوا عن هذا التردد ولينحازوا جهارا ونهارا الى الحلف الأمريكي، وسيتأكد العراقيون الأبرياء، كم من الويلات تجر عليهم هذه المواقف غير محسوبة العواقب والتي كل دوافعها ذاتية وشخصية"·

ففي قمة بيروت (مارس/2002) يقول الكاتب الصـحافي عبدالوهاب بدرخان (صحيفة الحـــياة/9 ديسمبر) أتيح "لممثلي العراق أن يعرفوا أن المطلوب ليس اعتذارا وإنما اعتراف بالخطأ· ومثل هذا الاعتراف مطلوب عربيا أيضا· ليس إذلالا للعراق وإنما لفتح صفحة جديدة ويكون التصرف خلالها على أساس عدم تكرار الخطأ (···) مسار التغيير يشق طريقه، ومن شأن نظام بغداد أن يدرك أنه لم يترك أي خيار آخر، لا للعراقيين ولا لسائر العرب· فحتى الرهان على ورقة الاعتذار بادر الى إحراقها، تماما كما خاض حربه على إيران من أجل شط العرب ثم رمى الورقة، وكأن حربا لم تقع ومئات الوف الضحايا لم يسقطوا ومئات البلايين من ثروات المنطقة لم تبدد، هذا النظام دائما على حق!"·

لقد أصيب الكثيرون بالارتباك في فهم دوافع هذا الاعتذار، وما إذا كان اعتذارا بالفعل أم رغبة في التصعيد والإهانة ويقول الكاتب الصحافي علي إبراهيم (صحيفة الشرق الأوسط/10 ديسمبر) إذا "نزعنا عن الخطاب (الرغبة بالتصعيد والإهانة) سنجد أنها المرة الأولى التي يعترف بها الرئيس العراقي شخصيا بخطأ الغزو الذي قام به للكويت وأدى الى حرب الخليج الثانية والتداعيات المستمرة حتى اليوم (···) ولو جاء الاعتذار بسيطا وواضحا دون الغطاء والحواشي التخويفية والاتهامية التي غلفته لكان من الصعب رفضه أو على الأقل لكان من المحتمل استقباله بشيء إيجابي (···) التخمين الأقرب الى العقل هو أن الخطاب موجه الى العالم أكثر منه الى الكويت، بأن هناك تغييرا حقيقيا في طريقة التفكير لدى القيادة العراقية واستجابة للضغط العربي والدولي من الاعتراف بالخطأ (···) ما زالت الأمور غير واضحة والطرق مغلفة بالضباب ولا أحد يعرف الى أين ستقود، الى الحرب أم الى السلام؟ ويبقى المتضرر الأكبر من كل ما حدث والذي تحمل نتيجة الخطأ تلو الخطأ هو الشعب العراقي الذي لم يقدم أحد له اعتذارا بينما هو الأولى به"·

في الواقع، عند الكاتب السعودي عبدالوهاب الفائز (الرياض 10 ديسمبر) عندما قالوا "إن صدام حسين سيلقي خطابا مهما الى الشعب الكويتي، قلنا ربما هذا هو الذي نحلم به: أي عودة عراقية كاملة الى الصف العربي (···) إنه الحلم، هكذا توقعنا، وقلنا ربما يعلن صدام أنه سيضع مصير العراق بيد أشقائه العرب، ويقول: هذا مصير العراق بيدكم الآن، سأبقى في الحكم لمدة عام، أدعو خلاله الى انتخابات حرة تشرف عليها الدول العربية ومن تشاء من الدول الإسلامية، وسيكون المجال مفتوحا لكل العراقيين في الداخل والخارج لأن يشاركوا في الانتخابات لتحديد مستقبل النظام السياسي في العراق وينتخبوا الحكومة المقبلة (···) توقعنا أن يقول صدام أن مصيره يتركه لأشقائه العرب ليقرروه بعد هذه الانتخابات"·

لكن، الخطاب، حسب رؤية الكاتب عبدالكريم أبو النصر (صحيفة الوطن السعودية/10 ديسمبر) ليس "اعتذارا للشعب الكويتي، بل إن صدام ليس لديه أي احترام وتقدير للكويتيين خلافا لما يحاول الإيحاء به في رسالته إليهم (···) أن المطلوب من صدام ليس فقط أن يعتذر من الكويتيين بل أيضا من العراقيين وكل العرب عموما (···) صدام يتصرف على أساس أنه فوق الاعتذارات وأنه أكبر من الخطأ والظلم، وأنه أصدق من الحقائق التاريخية المعروفة وأوضح مما شاهده ولمسه وعاشه وأدانه العالم أجمع· وهو يتصرف أيضا على أساس أنه ليس بينه وبين الآخرين سلام ومودة، بل مواجهة مستمرة لأنه وحده على حق والآخرون في ضلال"·

وتقول الصحافية اللبنانية سحر بعاصيري (صحيفة النهار/10 ديسمبر) ظن الرئيس العراقي "أن الرسالة التي وجهها الى الشعب الكويتي ستكون ضربة معلم يلبي فيها مطلبا كويتيا - عربيا بالاعتذار عن الغزو قبيل تلبية المطلب الأمريكي بتقديم كشف كامل ببرامج الأسلحة (···) كان يمكن للرسالة أن تخدم هذا الهدف - وكان يؤمل منها ذلك - لكن عيوبها كثيرة (···) الاعتذار تأخر سنوات، ولما حصل جاء توقيته معكاسا تماما (···) وخصوصا مع مضمون ملتبس، بحيث لم يعد يتضح ما إذ كان صدام في موقع الهجوم أو الدفاع، كان يمكن لصدام أن يخدم في رسالته العراق والعراقيين، والعرب كافة لو اختار أن يكون اعتذاره للشعب الكويتي واضحا ومقتضبا، لكنه مرة أخرى أخطأ في الحساب وفوت فرصة كان يمكن أن يستفيد منها العراق"·

فخطاب الرئيس العراقي في تحليل مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية في جامعة الكويت شفيق ناظم الغبرا "يذكر بذات الخطاب الذي ساهم بغزو الكويت واحتلالها العام 1990 (···) لكن الأخطر بالنسبة الى العراق والى الرئيس العراقي هو ذلك التوجه السياسي المفعم بالصراع مع الآخر "أكان كويتيا أم إيرانيا أم سعوديا ومصريا وسوريا في مرحلة، أم أمريكيا منذ العام 1990· وهو الصراع ذاته الذي ظل مفتوحا في إطار تحديات لا يستطيع العراق أن يحافظ عليها دون أن يدفع الشعب العراقي أكبر الأثمان من إدامتها"· ويقول الغبرا "الكارثة في العراق ترتبط بعقلية الرئيس الذي فتح الحروب دون أن يستشير ضحية تلك الحروب الأولى: الشعب العر اقي (···) الآن تقع على الرئيس العراقي مسؤولية إنهاء الديكتاتورية في العراق وفتح باب الانتخابات وذلك من خلال دعوة المعارضين جميعا، هذا ما يجب أن يكون الأساس بالنسبة الى لعراق وذلك عوضا عن توجيه خطاب الى الكويت وآخر الى مجلس الأمن· بل لو تبحرنا بالوضع العراقي لاستنتجنا بأنه كان على الرئيس العراقي أن يوجه خطابه الى الشعب العراقي، وذلك لكي يعتذر منه على كل شيء، وليوضح كيف يرى المخرج وكيف يساعد على هذا المخرج بما يحمي الشعب العراقي من الحرب والتدمير والديكتاتورية"·

واليوم، يقول الكاتب في صحيفة البيان الإماراتية (10 ديسمبر) مرعي الحليان "يفترض أن يكون صدام أكثر خوفا وحرصا على سلامة العراق والعراقيين (···) صدام يفترض منه الآن وبعد كل الويلات التي ذاقها شعبه من الحروب التي أصدر قراراتها أن يزن بميزان العقل والمنطق كل هذه الأمور، فهذه مرحلة خطرة ومصير كل المقدرات العراقية لا يمكن له أن يرتبط بغرور ولا بكرسي ولا باه (···) فلماذا أراد صدام أن يكون اعتذاره ملتويا الى هذه الدرجة؟ ولماذا يصر على أن الخراب جاء من الخليجيين أنفسهم؟ ومتى حدث هذا؟ (···) حدث هذا وابتعلناه، ألم حرب الخليج وآلام الغزو ودفعنا دماء القلوب ثمنا لما صار·· لكن اليوم نحن نأتي الى نقطة جديدة فلماذا لا يريد صدام أن يفتح الصفحة نقية من دون مواربات ولا مزايدات على نخوة كاذبة؟"·

 * تقرير أسبوعي يصدر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية في جامعة الكويت·

�����
   
�������   ������ �����
 

من هــم أعداء العراق؟:
د. جلال محمد آل رشيد
ائتلاف المعارضة العراقية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
نهج “الإخوان” في منهج التعليم!!:
سعاد المعجل
نافذة على الصحافة العربية *
الاعـــتــذار:
مركز الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية في جامعة الكويت
الإعلان العالمي لحقوق الأنسان:
يحيى الربيعان
موسم الانتـظار!:
عامر ذياب التميمي
الـسـيد والاستجواب:
المحامي نايف بدر العتيبي
من هــم أعداء العراق؟:

الرهان الخاسر!!:
عبدالله عيسى الموسوي
مركز لسن القوانين والشرائع والدساتير الأولى في تاريخ البشرية
العـراق مهـد للديمقراطيـة
والمجالس التشريعية والتنفيذية الأولى في العالم:
حميد المالكي
الاحباط الوجودي:
كامل عبدالحميد الفرس