رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 31 مايو 2006
العدد 1730

المراوغة في لغة المرشحين!
سليمان صالح الفهد

ملاحظة: إذا كان أحد الربع يريد "أي شيء" من هنا، مشروع، حلال بلال، أنا حاضر دوما·

حد ضامن·· يمشي آمن·· ولا آمن يمشي فين؟! أحمد فؤاد نجم أو (ندل) لا فرق!

قلت لنفسي وأنا أحاورها: هل اللغة العربية واللهجة العامية اللتان نستخدمها في حياتنا اليومية دالة وصادقة وشفافة تسمي الأشياء بأسمائها من دون لف وغموض ودوران، والتباس، وعدم فهم وتفاهم، ومراوغة، الى آخر الصفات والنعوت التي يمكن التساؤل عن الدور الذي تلعبه في صياغة خطابنا اليومي، في المكتب والديوانية والمنتديات العامة، وعبر الصحافة والإذاعة والتلفزة والإنترنت·· وكل وسائل الاتصال والتواصل·

تعالوا نحاول رصد بعض العبارات والاصطلاحات السائدة، هذه الأيام، في حياتنا الاجتماعية الانتخابية لنعرف ما إذا كانت اللغة السائدة في هذا السياق صادقة شفافة وتسمي الأشياء بأسمائها من دون مراوغة، وبرقعة، وتزويق!

وخذ عندك، على سبيل المثال لا الحصر، فالانتخابات الفرعية القبلية والمذهبية باتت تعرف حاليا باسم مراوغ كاذب هو لقاء تشاوري، بمعنى أنه لا ينطوي على ممارسة فعلة بغيضة مخالفة لقانون الانتخابات، ولا يتضمن سلوكاً نافياً للديمقراطية، وفعل الاختيار الحر المناط بمعشر الناخبين! والمحررون البرلمانيون يدبجون تقارير صحافية تضفي على المرشح الكامل الدسم صفات ومناقب ليست فيه، بحيث توحي للمتلقي المسكين، بأن المرشح إياه هو الذي يحظى بقبول جل الناخبين وأغلبهم! ولو أن الصحيفة ناشرة التقرير الملطخ بالكذب والمبالغة والتزويق وما الى ذلك، نوهت - بطريقة ما - الى أن هذا التقرير هو "موضوع تسجيلي" الاسم الحركي للإعلان المدفوع الثمن لهان الأمر، ولأدرك الناخبون أنهم إزاء إعلان وليس إعلام! وحتى عبارة "موضوع تسجيلي" التي تذيل بها التقارير الصحافية الإخبارية عن بعض المرشحين هي الأخرى مموهة ومضللة لأن الكثيرين من الناخبين لا يفقهون معناه ودلالته! والعبارة شائعة في الصحافة المصرية أكثر من غيرها·

أما الرشوة المتوسلة شراء الأصوات في مزاد البطاقات المدنية، وشهادة الجنسية الكويتية، فإنها تتم جهارا نهارا على مرأى من القيمين على إشاعة الأمن، ومنع الفعل الحرام الذي يمارسه الراشي والمرتشي دون أن يرف لهما جفن الخشية، ورمش العقاب! ربما نظن كلاهما أنهما في حضرة تقديم "زكاة" مشروعة ومطلوبة ومحمودة! وبالمناسبة كلنا يعرف بعض المرشحين الذين يوقتون توزيع زكاتهم خلال الأيام التي تسبق عملية الاقتراع! لذا تجد القوم يزعمون بأن المرشح المزكي، إنسان سخي تقي جواد كريم، الى آخر الصفات المدللة على ممارسته لفعل لا تشوبه شائبة! وكما ترى صارت الرشوة تنعت حينها بالهدية، وبالزكاة حينا أخرى! ومن هنا لم تعد الرشوة تثير حفيظة القيمين على الأخلاق والأمن والفضيلة والشفافية، الى آخر المفردات التي نلوكها بنبرة مرسلة، وإيقاع مطلق لا يعبر بالضرورة عن المعنى الحقيقي للكلمة! وكنا في الأيام الخوالي، نخاف من الرشوة السائدة خارج حدودنا، فصارت الحين مثل الرسوم وصارت لغة الدعاية والإشهار حمالة أوجه، بحيث تكون لها قراءات شتى ومعاني مختلفة من طرف لآخر! والحال نفسه، المذكور آنفا، ينسحب على ما يسمى بفرية البرنامج الانتخابي وهو كذب وافتراء لكون البرنامج ليس مجرد كلام مرصع بالأماني والأحلام، والمطالب المشروعة وغير المشروعة، التي تدغدغ عواطف ومشاعر الناخبين! زد على ذلك أن البرنامج - عادة - تقدمه الأحزاب لا الأفراد الذين لن يكون في مقدورهم تنفيذ أي جزء من البرنامج الدعائي· ومن يدري قد يكون هناك بعض المرشحين يشترون البرامج الانتخابية من شركات الدعاية التي تعنى بترويج صورة الطلعة البهية لحضرة المرشح، وإشهار مناقبه وقدراته وإنجازاته التي "س" ينفذها في يوم·· في شهر في سنة، الى حين أن ينساها المرشح أو الناخب، أو كلاهما معا! إن البرامج الانتخابية التي أثبتت السوابق الانتخابية الماضية بأنها مقبولة وجذابة وذات جماهيرية طاغية تكمن في "البوفيهات" الخمس نجوم الكاملة الدسم، المحتوية على كل لذائذ المطابخ العالمية العريقة!

ولعلي لا أذيع سرا إذا زعمت بأن أستاذي الزميل "محمد مساعد الصالح" قد أخفق في الانتخابات البرلمانية التي خاضها، لأن "برنامجه" الانتخابي إياه كان قليل الدسم، وربما كان البوفيه - البرنامج - من دون نجوم تأسيا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم "اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم" إضافة الى أن برنامج "بو طلال" كان ينقصه البهارات الانتخابية كأن يطيح المرشح في الناخبين بوسا وحضنا وعناقا وتحايا مصحوبة بفلة حجاج، وابتسامة المضيفات المرسومة، ومواويل التزلف التي يلعلع بها الكثير من المرشحين على أسماع الناخبين في كل حين، ولا أخفيكم بأني طربت لعدم نجاح صاحبنا، رغم أن الفرق بينه وبين الطرف الناجح أصوات عدة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، طربت بظني بأن خسارته قد تزعجه قليلا والى حين، لكن خسارته ككاتب مقروء من الخاصة والعامة على حد سواء لا تعوض· بمعنى آخر أقول بأن مهمة النائب مشاعة، ويمكن أن يقوم بها أي مواطن، وإن لم يكن كفؤا! لكن الكاتب الصحافي الناجح المقروء من الذين يتفقون معه، وأولئك الذين يختلفون معه مزية لا يحظى بها إلا الراسخون في الصحافة الساخرة، والمميزون بأقلام مدججة بأسلحة التنكيت، والتعرية، والفضح، والإضاءة، والاستنارة ولو أن "بو طلال" تحول الى "مبوسة" يقبل ذاك الناخب، ويحضن ذياك المفتاح، ويفز هاشا باشا بكل خلق الله، لكان برنامجه الشامل الجامع المانع هو الطريق المعبر المفضي الى قاعة الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم رحمه الله·

الشاهد أن فضاء الانتخابات سيضج بدوي الكلمات التي يجترها جل المرشحين في كل انتخابات ويلوكونها كاسطوانة مشروخة لا تغني ولا تسمن من جوع، وهذا هو دأب أغلب المرشحين الأمر الذي قد يفضي بهتاف الحائرين القائلين إن البقر تشابه علينا! مع الاحترام الشديد·· للبقر طبعا!!

�����
   
�������   ������ �����
"الله بالخير" بوصلة الهم العام
أنا مش معاهم!
رهاب الاستجواب
"بوعرام" الخطوط الكويتية!
حكاية شاعر عاشق لمصر(2-2)
حكاية شاعر عاشق لمصر
تاكسي الخميسي!
"عروس المطر" وكيمياء التواصل!
"عروس المطر" التي لم يخلق مثلها في البلاد
"فيروسات" التأزيم و"جينات" الحرمنة!
وهذه الفتوة علاما؟!
الطريق إلى دمشق
حمانا جبل لبنان
النداء الأخير!
مولد مولانا.. المونديال!
يصير خير!
المراوغة في لغة المرشحين!
السياحة والإرهاب وقانون الطوارئ!
مصر الحبلى بكل الاحتمالات
  Next Page

المراوغة في لغة المرشحين!:
سليمان صالح الفهد
الانتخابات وإرادة الشباب:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
صرخة 1921!:
سعاد المعجل
دعوة للعشاء في مقرنا الانتخابي:
محمد بو شهري
ترف أم إرادة:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
طلبة الجامعة ودورهم المهمش:
فاطمة مسعود المنصوري
"مسافة الـ 1000 ميل تبدأ بخطوة":
مسعود راشد العميري
التنمية المجتمعية:
د· منى البحر
مراقبون دوليون:
د. محمد حسين اليوسفي
الاستيطان = الترحيل:
عبدالله عيسى الموسوي
نفخ في الصور:
د.ابتهال عبدالعزيز أحمد
العباءة والبرلمان!:
د. محمد عبدالله المطوع
الحكومة دائما على حق:
يوسف الكندري
هل يتخذ الناخبون موقفا وطنيا هذه المرة؟!:
فيصل عبدالله عبدالنبي
الحكومة تتفرج عليها:
على محمود خاجه