يسرني اليوم أن أعرض على الإخوة المرشحين بعض الأسلحة المتميزة، لعل وعسى من خلال هذه الأسلحة أستطيع أن أسدي لهم خدمة يشكرونني عليها، أما بالنسبة للأخوات المرشحات سوف أعتذر عن تقديم خبراتي المتواضعة لعدم وجود تجربة سابقة لهم في الميدان الانتخابي، بيد أنني أتمنى لهن كل التوفيق والنجاح في تجربتهن الأولى·
عزيزي المرشح قبل أن تفكر بالإقدام على الترشيح، يفضل أن تكون محسوبا على أحد التيارات المنتشرة في البلد، لكي تضمن أكبر عدد من الأصوات، وإن لم تكن معدودا على أحد التكتلات السياسية، فشرط الانتساب لديهم جدا يسير، ولا تحتاج الى مؤهلات تخصصية أو خبرات سابقة فقط الطاعة العمياء وتنفيذ الأوامر التي تفرض عليك ولاسيما من الحركات الظلامية التي تفتقر للديمقراطية وحرية الرأي، وإذا كنت من الذين لا تحتضنهم أي قوى سياسية، فعليك أن ترشح نفسك كمستقل ولكن يفضل أن تكون صاحب ديوانية معروفة على الأقل، وروادها من البسطاء بحيث تستطيع أن تسيرهم على هواك ووفقا لمنافعك الانتخابية، يقول المفكر الفرنسي غوستاف لوبرن: "إن فرط الاستعداد للتلقن هو من الصفات العامة في الجماعات"· ويقول أيضا "إن اللاشعور يسيطر على الجماعة في كل وقت" من هنا أنتهز الفرصة وأنصحك بالاستفادة من النقاط التالي:
فكر مليا في كيفية اختيارك للمفاتيح الانتخابية، فهم يعتبرون جسر الاتصال والمحبة بينك وبين الناخبين، وأحذر من اختيارك لأي إقليد تجاري، وأشترط أن يكون إيطالي المنتج كي يفتح كل أبواب دواوين الدائرة الموصدة في وجهك، وبالمناسبة هذه النوعية من المفاتيح لا يعتريها الصدأ أو الكسر في منتصف حملتك الانتخابية·
وفي اليوم الذي تقرر فيه فتح مقرك الانتخابي، اهتم بعمل بعض الندوات الأسبوعية واستضف بعض الدكاترة والمثقفين وحتى إن كنت لا تفقه شيئا مما يقولون؟ لا ضير في ذلك·· المهم أن الناخبين يعتقدون أنك من المرشحين المتنورين والمتمكنين، كذلك ينبغي أن تختار لندواتك بعض العناوين المختلفة وخصوصا التي فيها نقد واعتراض على سياسات وإخفاقات الحكومة، وعليك أن تهاجم السلطة حتى يصل الناخب الى قناعة بأنك غير حكومي وغير محسوب على جماعة النواب الـ 18 سيئة الذكر، وأيضا القضايا الطائفية والنفخ في العصبيات خصص لها حيزاً في محاضراتك، وعندما يتسنى لك الولوج للبرلمان تجاهل ما قلت في ندواتك وفكر فقط في صفقاتك! بعد أن تنتهي من ندواتك الفارغة لا تنسى بدعوة الحضور لعشاء فاخر ذا النجوم الخمس، فمن هنا تحقق خطوة كبيرة نحو النجاح ولاسيما بعد سيطرتك على بطون الناخبين، وكما هو مشهور "أطعم الفم تستحي العين"· من الضرورات المؤكدة أيضا عليك أن تكثر من هذه المفردات المحببة لدى الناخبين، عمي، طال عمرك، يشرفني، تحت أمرك، وعليك أن تبالغ في التقبيل وبالذات بعض كبار السن الذين يرغبون بالقبلة التي تكون فوق الرأس وتحديدا في المنتصف، وفي ظل غمرة انشغالك في مقرك العامر بالمجاملات والنفاق، عليك ألا تفوت الفرصة بزيارة مرضى الدائرة المهمين من الذين يملكون أصواتا كثيرة، وأيضا لا تتجاهل أموات الدائرة، وحبذا لو قمت بالذهاب الى المقابر لتأدية واجب العزاء والبكاء عليهم إن أمكن! حتما ستظهر بصورة حسنة وستقرب أكثر من أبناء دائرتك، ناهيك عن الأصوات التي ستنهال عليك من كل حدب وصوب، ولكن قبل رحيلك من المدفن تأنى في مشيك وتأمل الأموات مرة أخرى، فلا تعلم يحتمل رصيدك من الأصوات عند الموتى أيضا تصاعد، فإذا كان كذلك فلماذا لا ترشح نفسك بينهم؟! كونك من الأموات أصلا، ونحن هكذا صنف من الوصوليين في غنى عنهم، وكما يقول الشاعر: ترجو (النجاح) ولم تسلك مسالكها، إن السفينة لا تجري على اليبس·
freedom@taleea.com |