رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 14 فبراير 2007
العدد 1762

حكاية شاعر عاشق لمصر
سليمان صالح الفهد

حين سألني صديقي السائح الخليجي أين تذهب هذا المساء؟ أخبرته: سأذهب الى مسرح "الطليعة" الذي يتدرب على بروفة مسرحية تتمحور حول سيرة الشاعر "نجيب سرور" رحمه الله، عاود الصديق سؤالي ثانية ببراءة لا يغبط عليها أتعني "سرور" صاحب قصيدة "أميات" الهجائية السياسية؟! الحق أني شعرت بغصة لأن صاحبنا - وأمثاله كثر ولله الحمد - يظن آثما من دون شك بأن الهجائية الشعرية السياسية "أميات" تختزل الشاعر الفذ، والكاتب المسرحي المبتكر المجدد: مبدع المسرحيات الشعرية العديدة المدهشة، وتنفي كل إبداعه في الشعر والمسرح والنقد بجرة رأي جاهز ينطوي على الخفة والجهل وربما التجاهل!

من هنا تأتي أهمية مبادرة الهيئة المصرية العامة للكتاب التي تبدت في إصدار الأعمال الكاملة للمبدع الفذ "نجيب سرور" لتكون في متناول عامة القراء وخاصتهم منذ عشر سنوات خلت، وقد نفدت الطبعة كلها لكن احتفاء المسرح بنجيب سرور الشاعر والإنسان صاحب الموقف الصلب الثابت يأتي بعد عشر سنوات على إصدار أعماله الكاملة، لا بأس المهم أن المسرحيين تذكروه أخيراً بعد مضي أقل من ثلاثين سنة على رحيله

"24-10-1978" الأمر الذي يؤكد مقولة المثل الصح القائل "لا يصح إلا الصحيح" ولو بعد حين! أو بمعنى آخر كما يقول الأستاذ الأكاديمي المسرحي الدكتور "عبد العزيز حمودة" في مقدمته لمسرحية "سرور" التي لم يكتب لها أن تمثل وتنشر إلا بعد رحيله يقول "إذا كنا نشهد الآن صحوة لمسرح نجيب سرور، وعودة لاكتشاف ذلك الفنان العملاق فإن تلك الصحوة أقل بكثير مما يستحقه ذلك الصرح الأدبي والفني الكبير من تكريم" ولعلي لا أختلف البتة مع الدكتور "حمودة" فيما ذهب إليه آنفا·

وقد تداعت الى ذاكرتي قصيدة الشاعر الشهيرة، والتي أبدعها المخرج التلفزيوني الرائع "عبدالله المحيلان" صورة فوتغرافية تشكيلية متماهياً فيها مع آلام الشاعر وعذاباته بلقطة فوتغرافية شديدة البلاغة والدلالة· يقول الشاعر المجروح فؤاده "قد آن يا شاعر·· للقلب الجريح·· أن يستريح فاحفر هنا قبراً ونم·· وانقش على الصخر الأصم·

يا نابشا قبري حنانك ها هنا قلب ينام لا فرق من عام ينام وألف عام هذي العظام حصاد أيامي فرفقا بالعظام·

üüüüü

أنا لست أحسب بين فرسان الزمان·· إن عد فرسان الزمان· لكن قلبي·· كان دوماً قلب فارس·· كره المنافق والجبان مقدار ما عشق الحقيقة·

üüüüü

قولوا "لإخطاب" الجميلة·· أخطاب·· قريتي الحبيبة: هو لم يمت بطلا ولكن مات كالفرسان بحثا عن بطولة·

لم يلق في طول الطريق سوى اللصوص

حتى الذين ينددون كما الضمائر باللصوص

فرسان هذا العصر هم بعض اللصوص·

والقصيدة السالفة الذكر ترد في سياق المسرحية التي أعدها وأخرجها الفنان المخرج الأستاذ "إيمان الصيرفي" بصيغة "كولاج" مسرحي يتكئ على أشعار ومسرحيات "نجيب سرور" حينا وعلى أشعار الفنان الممثل "سامح العلي" حينا آخر لتكون الصياغة الدرامية لهذا العرض المسرحي الغنائي الذي يردفه بعض الأداء الحركي التعبيري بحيث تتضافر فيها موسيقى وألحان الموسيقي "فاروق الشرنوبي" التي أحسب أنها "بطلة" العرض ودعامته الأساسية بمعنى من المعاني، وأعتقد جازما بأن إسهامه الموسيقي والغنائي الدرامي في هذه المسرحية وغيرها: تعد مكسبا للمسرح المصري· إن شعار "نحو الأرفع والأنفع" الذي هتف مطلع الستينات به الأستاذ الكبير "توفيق الحكيم" يتجلى في الصياغة الدرامية للعمل من جهة، وفي الموسيقى والألحان الغنائية من جهة أخرى· أما حماس الممثلين "من الجنسين" وحبهم للعمل الممسرح المتمحور حول سيرة الشاعر "سرور" تحرضهم عى التجويد والإتقان المفضيين ·· بالضرورة ·· الى النجاح والتوفيق حين تعرض المسرحية على الجمهور!

وحتى لا يظن ظان بأن العبد لله متحمس للمسرحية بحكم صداقته للعاملين فيها·· أو بعضهم! أنوه بأني لم أكن أعرف أحداً منهم البتة قبل اختلافي الى مسرح "متربول" لمشاهدة البروفة أول مرة والتي أعقبها مرات كثيرة جراء إعجابي بالعمل ليس إلا! إن العبد لله يدبج خواطره عن هذا العمل المسرحي الجميل بمداد الإعجاب والحب أما حبر النقد المنهجي المتخصص فهو شأن النقاد المتخصصين، حين يتاح لهم مشاهدتها قريبا والخواطر موصولة بإذن واحد أحد·

�����
   
�������   ������ �����
"الله بالخير" بوصلة الهم العام
أنا مش معاهم!
رهاب الاستجواب
"بوعرام" الخطوط الكويتية!
حكاية شاعر عاشق لمصر(2-2)
حكاية شاعر عاشق لمصر
تاكسي الخميسي!
"عروس المطر" وكيمياء التواصل!
"عروس المطر" التي لم يخلق مثلها في البلاد
"فيروسات" التأزيم و"جينات" الحرمنة!
وهذه الفتوة علاما؟!
الطريق إلى دمشق
حمانا جبل لبنان
النداء الأخير!
مولد مولانا.. المونديال!
يصير خير!
المراوغة في لغة المرشحين!
السياحة والإرهاب وقانون الطوارئ!
مصر الحبلى بكل الاحتمالات
  Next Page

مبادرة في الوقت الضائع!!:
سعاد المعجل
هل من ناصر ينصر قدسنا:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
حكاية شاعر عاشق لمصر:
سليمان صالح الفهد
الكويتية أسرع من السيارة!!:
سعود راشد العنزي
ما فهمت:
على محمود خاجه
مالكم والسيد المهري :
فيصل عبدالله عبدالنبي
داء الفتنة ...والعياذ بالله:
علي حصيّن الأحبابي
ماذا اكتشفت ناسا؟:
الدكتور محمد سلمان العبودي
كفى تقريعاً لأمريكا:
خلف أحمد الحبتور
تهديد متدرج ينبئ بكارثة عظيمة:
عبدالله عيسى الموسوي
دفاعاً عن نائبنا "الصعلوك"
مسلم واللئام.. ونحن وأربعينية صدام:
خالد عيد العنزي*
عن الرياضة والثقافة:
د. لطيفة النجار
بعد الإعدام:
يوسف الكندري