| تقول د· نجمة إدريس: "لابد من زمن غير هذا الزمان، كيما نكون ونتبرعم لابد من عمر غير هذا العمر ومكان غير هذا المكان وأفق أوسع لبزوغنا ولبذرتنا أرض أخرى وماء آخر، متى تقوم قيامة هذا الركام القديم؟ وبنفخ في الصور لتورق عظامنا؟!"·
أتكون اللحظة هي التي تبحث عنها د· نجمة؟ أعن هذا الزمان تتساءل وعن هذا العمر تبحث وإلى هذا المكان تصبو؟ أهذه هي القيامة التي تاقت إلى قيامها؟ كلمات د· نجمة رصدت تماما شعورنا نحن الشارع الكويتي، طوال سنوات ماضية وخصوصا وبشكل مكثف خلال الأيام القليلة المشتعلة التي مرت علينا الأسبوعين الفائتين، والآن وبالرغم من الإحساس بالخيبة لحل المجلس دون الوصول إلى "حل" إلا أنني أحاول أن أرصد الزمان الجديد خلف غبار هدم هذا المجلس، فكرت كثيرا في المقاطعة كما صرح بها أستاذنا عبداللطيف الدعيج، بل قدمت بها تصريحا في القبس في اليوم ذاته الذي صرح فيه الدعيج بهذه الفكرة لأول مرة ولكن الآن، بعد أن اكتملت "السقطة" وسكن غبار الهدم، أرى الرؤية تتجلى والأمل يتجدد، أيكون هذا هو الزمان الذي نحن فيه؟ يمكننا أن نجعله كذلك، يمكننا اليوم أن نقسم أننا سنستحضر الزمان الجميل الذي نريد، ونخلق العمر الرائق، ونقيم قيامة الحرية والإصلاح·
مقاطعة الانتخابات قد تصب الزيت على لهب غضبتنا التي ثارت الأيام القليلة الماضية والتي ظلت تتأجج لسنوات طويلة تحت رماد التمسك بالهدوء والسكينة والحكمة، واليوم نحن لا نريد للغضب أن يتأجج بل للحكمة والإصرار أن يتسيدا، للأمل أن يتجدد وللإيمان بأن الخير مازال موجودا أن يثبت في قلوبنا، نريد أن نعبد طريق الإصلاح بسواعدنا وسيكون ذلك بأن نضع النواب "الصح" على كراسي مجلس الأمة، أن نستخدم كل قوتنا لنشر الوعي بيننا عن أهمية أن نسعى، أن نصر على أن يعكس مجلس الأمة القادم رغبتنا وإرداتنا الشعبية وليس الرغبات الحكومية أو القدرات المالية القبلية والطائفية لهؤلاء الذين يدهسون بأقدامهم كل مبادئ الوطنية والإصلاح للصعود لكرسي النيابة، اليوم نحن أبناء وبنات الشارع الكويتي صوت مؤثر يحسب له حساب، اليوم "احنا نقدر نقلب الموازين" وتحركاتنا ستغير الخريطة وتحق الحق، إذن أنجلس في البيت مقاطعين "حردانين" أم ننزل للشارع صارخين بأصوات الحب لوطننا بأن هؤلاء من نريد على كرسي بيت الأمة وأن هؤلاء "مالهم أمل" اليوم؟! أمرنا بيدنا ومصلحة بلدنا في رقبتنا، نحن لنا الكلمة العليا، والسياسة مناورة فلنستغل قوة الشارع ولتكن يد الشعب فوق يد الجميع في المناورة القادمة بحيث نحقق الإصلاح المنشود بتقليص الدوائر إما لخمس أو أقل، فتحقيق هذا الهدف هو الذي سيجعل من حل مجلس الأمة، بالرغم من شعور الهزيمة الذي يصاحب هذا القرار وبالرغم من أن الأسباب التي سبقت الحل تضع المجني عليه في موقع الجاني خطوة للأمام وليس للخلف·
لنلعب اللعبة ونوصل هؤلاء الذين يستحقون، ولنغلق أبواب المجلس في أوجه اصحاب الفرعيات والرشاوى وحبايب الخمس وعشرين، اليوم نحن أصحاب اليد العليا، وإذا جاء المجلس الجديد مثل سابقه فالخلل فينا ولا نلوم إلا أنفسنا، وأنا تعبت ألوم وأغضب وأترجى وأيأس، أريد التغيير اليوم قبل الغد، و"الحين" الفرصة، فلكل من يحب الكويت لنعمل جميعا على إيصال أصحاب الضمائر إلى المجلس، فرصتنا اليوم لا تعوض، فاليوم قامت قيامة هذا الركام القديم ونفخ في الصور، لتورق عظامنا·
ebtehalamad@hotmail.com |
