المشروع الصهيوني منذ أن وضع أساسه مؤسس الحركة الصهيونية (تيو دور هرتزل) في مؤتمر بازل الشهير الذي عقد في سويسرا عام 1860م قام على معادلة رئيسية هي: (الاستيطان = الترحيل)· فالحركة الصهيونية، من أجل إقامة دولة إسرائيل سعت لترويج مقولة، (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض) وهي المقولة الباطلة بكل المقاييس لأن أرض فلسطين يسكنها أبناؤها المسلمون والمسيحيون منذ مئات السنين·
وتستند فكرة الاستيطان الإسرائيلي على مفهوم مواز هو الترحيل الجماعي وإخلاء الأرض من سكانها بمختلف الطرق والوسائل، سواء كان بموافقة سكانها تارة أو بإرغامهم تارة أخرى أو بتصفيتهم في مرات عديدة، وما جرائم نكبة فلسطين التي ارتكبت بحق سكان عشرات القرى والمدن الفلسطينية في عامي 1947-1948م إلا خير دليل على سعي اليهود منذ ذلك الحين لتحويل تلك القرى الى أرض خالية لتحقيق فكرة الأرض بلا شعب·
وللدلالة على هذه المعادلة، نستذكر ما قاله (هرتزل) في المؤتمر الصهيوني الأول عندما خاطب جموع اليهود بالقول: (أعطونا السيادة على قطعة من الأرض واتركوا لنا بقية الأمر، فالخطة بسيطة في شكلها على الرغم من صعوبة تنفيذها·· وإنني سوف أدمر كل ما هو غير مقدس عند اليهود إذا قدر لنا يوما أن نملك القدس وأنا على قيد الحياة)·
كما أن قانون الغائب الذي أصدرته الحكومة الإسرائيلية عام 1950م يشكل قمة المخالفة للقوانين الدولية المتعلقة بطرد الفلسطينيين من أراضيهم حيث أنكر القانون على اللاجىء الفلسطيني حقه في استعادة أرضه ومنزله وممتلكاته ومنحها لليهودي المهاجر لإسرائيل·
وهذا الأمر يشكل مخالفة للأعراف الإنسانية واتفاقية جنيف الرابعة واتفاقية لاهاي الرابعة اللتين تحظران مصادرة الأملاك الخاصة، خلاصة الحديث: أن دولة إسرائيل قامت على مخالفة القانون الدولي والإنساني· وعليه، فالباطل المحض لا بد أن تكونن له نهاية ولو بعد حين· |