رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 21 مارس 2007
العدد 1766

أنا مش معاهم!
سليمان صالح الفهد

"إن هذا الدين متين فأتوه برفق" (حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم)·

·    لا أذكر آخر مرة دخلت فيها دار السينما·· لكن النقاد في مصر المحروسة حرضوني على مشاهدة فيلم "أنا مش معاهم" لكونه يتمحور حول ظاهرة التطرف الديني واللاأخلاقي على حد سواء! بمعنى أنه يعالج التطرف بتجلياته كلها! وهذه مزية تحسب للفيلم، ذلك أن العادة جرت على أن الأفلام التي عرضت خلال العقدين الأخيرين، مكرسة لمعالجة التطرف الديني وحده! والعيب الأساسي في هذه الأفلام، في ظني، يكمن في أنها محصورة في الحديث عن كيف يكون المتطرف إرهابيا فحسب! أي أنها لا تطرح السؤال: لماذا البتة!

 

·   في فيلم "أنا مش معاهم" عمرو المنياوي "أحمد عيد" طالب الطب "الصايع" الحشاش الخمرجي الفاشل في دراسته الغشاش في الامتحانات، ابن العائلة الثرية المدلل من قبل أبيه، يحب زميلته في الكلية··· الحسناء "فرح" المتدينة المحجبة إلى درجة التنطع والتشدد المكبل للذات·· وللآخرين!

ولأنهما على طرفي نقيض··· يستحيل نشوء علاقة حب متبادلة، إذا افتقرت إلى حضور الكيمياء التي تؤلف القلوب ولكي يتقرب "عمرو" من حبيبته "فرح" شاركها التظاهر مع الجماعات الإسلامية، لكن المظاهرة أفضت به إلى الصدام مع رجال الأمن، ومن ثم السجن حيث التحقيق المضمر بالشبهات التي كرسته كواحد من عتاة الجماعات الإسلامية بينما هو في واقع الحال ولسانه يقول: "أنا مش معاهم" اسم الفيلم واضح المعنى والدلالة·

ولعله يريد أن يقول: بأنه ليس مع التطرف أيا كان نوعه· وفي الفيلم شاء السيناريست اختيار نهاية سعيدة للفيلم تقضي بلم شمل الحبيبين بعد أن اكتشفت "فرح" - بمعونة رجال الأمن - أنها كادت أن تتورط بفعل إرهابي ضد بني قومها!

 

·    الفيلم كوميدي الأمر الذي سهل مهمة الممثلين (من الجنسين) لطرح قضية ملتبسة معقدة مثل التطرف بشقيه كما نوهنا آنفا·

نعم·· نحن إزاء فيلم كوميدي ساخر، يبدو مختلفا عن الأفلام الكوميدية إياها التي تتوسل إضحاك المشاهدين بوصلات الرقص الشرقي الرجالي الممجوج، و"الإفيهات" البذيئة الخادشة للحياء والذوق· ففي فيلم "أنا مش معاهم" ثمة موقف يتجلى في جميع أحداثه يشي بأنه لا ينتمي إلى هذه الفصيلة من الأفلام الكوميدية و"مش معاها" أبدا· فنحن نشاهد كوميديا ذات فكر ومضمون، فقد نتفق أو نختلف معها، لكنها تحرضنا على متابعتها بما يليق بها من احترام·

ومن هنا أتمنى على شركة الكويت للسينما عرض هذا الفيلم في البلاد·· لأن التطرف ليس محنة مصرية فحسب·· بل إنه حاضر في نسيج حياتنا الاجتماعية بشدة ووضوح لا تخطئهما عينا البصير!

�����
   
�������   ������ �����
"الله بالخير" بوصلة الهم العام
أنا مش معاهم!
رهاب الاستجواب
"بوعرام" الخطوط الكويتية!
حكاية شاعر عاشق لمصر(2-2)
حكاية شاعر عاشق لمصر
تاكسي الخميسي!
"عروس المطر" وكيمياء التواصل!
"عروس المطر" التي لم يخلق مثلها في البلاد
"فيروسات" التأزيم و"جينات" الحرمنة!
وهذه الفتوة علاما؟!
الطريق إلى دمشق
حمانا جبل لبنان
النداء الأخير!
مولد مولانا.. المونديال!
يصير خير!
المراوغة في لغة المرشحين!
السياحة والإرهاب وقانون الطوارئ!
مصر الحبلى بكل الاحتمالات
  Next Page

صراع الحضارات والقيم العالمية:
علي حصيّن الأحبابي
أنا مش معاهم!:
سليمان صالح الفهد
السيناريو الأصعب:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
القضية وآباؤها الجدد!!:
سعاد المعجل
بين الشيخ والمواطن:
على محمود خاجه
"الديرة رايحة... يا فلان":
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
حيلة كليوباترا...:
الدكتور محمد سلمان العبودي
دبي.. هي الرؤية المستقبلية:
د. محمد عبدالله المطوع
كما نتمنى يا حكومة ويا مجلس الأمة:
محمد جوهر حيات
هيبة القانون والقدوة:
محمد بو شهري
الوطن ومسؤولية المواطن:
المهندس محمد فهد الظفيري
الحي القديم لا يموت:
مريم سالم
معنى التجربة:
د. فاطمة البريكي
الجرح النازف:
عبدالله عيسى الموسوي
نوابنا والأخلاق..
الجريمة والعقاب!:
خالد عيد العنزي*
فراشة مبتسمة تطير من شدة الفرح:
د. لطيفة النجار