رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 31 مايو 2006
العدد 1730

طلبة الجامعة ودورهم المهمش
فاطمة مسعود المنصوري
???? ???? ?????? ????????

تولي معظم قيادات العالم أهمية كبرى بطلبة الجامعات في دولهم والدول الأخرى· فهم في نظرهم القيادات التي ستقود العمل في المستقبل في شتى مجالات الحياة ، فلا بد إذا من تهيئتهم والاهتمام بتنشئتهم وفق هوية المجتمع ومصالحه الوطنية· لذلك نجد قادة كالرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي يركز على إلقاء العديد من المحاضرات حول قضايا متعلقة بالواقع الإيراني أمام طلاب جامعات مختلفة في إيران، ونجده يركز كذلك على أهمية دور الحركة الطلابية ونضالها الوطني في إرساء دعائم العمل الوطني في إيران· ويعد  كتاب الديمقراطية وحاكمية الأمة الذي يحتوي على العديد من هذه نصوص وخطب خاتمي خير شاهد على ذلك · ويلعب الرئيس الإيراني اليوم الدور نفسه فنراه يمشي على خطى من سبقه في التركيز على شريحة الطلبة ·  ففي أثناء زيارته الأخيرة لأندونيسيا نرى أحمدي نجاد  يستهدف في أجندة رحلته طلبة الجامعة ، فألقى كلمة أمام طلاب جامعة سياريف هداية الله الإسلامية، والتي أيضا شملت عقد لقاءات مع مجموعة من طلاب الجامعة،  وذلك في سعي بلاده الحثيث لتخفيف حدة الضغط الدولي على برنامجها النووي وحشد أكبر دعم إسلامي ممكن لايران ولبرنامجها السلمي·  وفي الصين ذلك البلد الذي لعب فيه الطلبة على مدار تاريخه دوراً كبيراً في تشكيل تاريخه الحديث ، فهم من قاد الثورة الثقافية التي أقرها ماوتسي تونغ عام 1945 ، وهم من قاد كذلك ثورة 1989 والتي تعرف بمظاهرة تيانمين· من هذا نلاحظ أن الصين تركز هي الأخرى وبشكل كبير جداً على التربية الإيديولوجية والأخلاقية لطلاب الجامعات وهذا ما ترجمته كلمة الرئيس الصيني هو جينتاو خلال مؤتمر وطني نظم بهذا الخصوص، حيث أكد الرئيس على أن دور الجامعة لا يقتصر فقط على تحسين مدارك طلاب الجامعات بمختلف العلوم، بل ينبغي عليها أيضاً أن ترفع وعيهم الإيديولوجي والسياسي لأنه فقط من خلال إنجاز تلك المهمة، سيستطيع الصينيون أن يحافظوا  على استقرار المجتمع وتوريث القضايا العظيمة إلى أجيال المستقبل·

فإذا كان هذا على صعيد الدول الثورية والاشتراكية التي تنشأ كما يقول البعض فيها مثل هذه التنظيمات الطلابية بتوجيه من القادة السياسيين والنظام الحاكم لتؤدي مهمات إضافية تتعلق بطلائع الدفع الثوري لإحداث وإعادة صياغة القيم والعلاقات في المجتمع ودعم نظام الحكم وإيجاد الشرعية المناسبة لتبرير ما يقوم به، فإننا نلاحظ أن الاهتمام بالتنظيمات الطلابية أو بطلاب الجامعات بشكل عام لا يقتصر على هذه الدول الثورية والاشتراكية بل يمتد ليشمل الدول ذات النظام الديمقراطي تلك التي تقر مبدأ المشاركة السياسية· فكثيراً ما نرى زعماء الدول الغربية أو مسؤولين كباراً في الحكومة يلقون خطباً تتعلق بسياسة دولهم من أمام منابر الجامعات، سواء في محاولة ترويجية لسياسة تنوي الدولة اتخاذها أو تبرير سياسة معينة قامت الدولة باتخاذها، فكأن طلاب الجامعة يشكلون بذلك برلمان شعبي يمثل شريحة الشباب التي تعتبر لبنة المجتمع الرئيسية ولا بد  من الأخذ برأيه وإقناعه بما ستقوم به الدولة· ونرى ذلك بوضوح على صعيد الحكومات في الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى دائماً لإقناع الشعب الأمريكي بمختلف شرائحه بمشاريعها الاستراتيجية  ومنها مشروعها الأخير حول دمقرطة الشرق الأوسط بشكل عام والعراق بشكل خاص· فكثيراً ما تنقل لنا نشرات الأخبار خطب الرئيس بوش التي يلقيها من أمام طلبة جامعات ومعاهد دراسية في الولايات المتحدة، ولا تقتصر هذه السياسة على الداخل الأمريكي بل تمتد لتشمل طلاب الجامعات في الدول التي يقومون بزيارتها · ونذكر فيما نذكره أنه في زيارته لتركيا قبل عامين ألقى الرئيس الأمريكي بوش كلمة أمام طلاب جامعة تركية يروج فيها لمشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط · وكذلك الحال مع مسؤولي حكومته سواء على صعيد وزيرة الخارجية أو مساعديها أو غيرهم·  فكونداليزا رايس مثلا وأثناء زيارتها في مارس الماضي لأستراليا ألقت خطاباً أمام طلاب جامعة في أستراليا تدافع فيها عن دور حكومتها في العراق وتبرر ما يحصل،  محاولة اختزال المسألة في كونها مسألة وقت وصبر، حتى قاطعها أحد الطلبة بأنها مجرمة حرب ويديها ملوثه بدماء العراقيين ولن تستطيع غسلها، لكن وبدلا من أن تثور وتغضب أخذت تزيد في حدة محاولات إقناعها وتبرير ما يقومون به في العراق· فطلبة الجامعات في العالم إذاً أصبحوا هدف القيادات السياسية للترويج لبرامجهم وأفكارهم أينما ذهبوا· فأول بند على أجندة أي رئيس أمريكي يزور الصين مثلا هو ضمان لقائه بطلبة الجامعات، وهذا حال القيادات الغربية وإن كانت بدرجات متفاوتة··

ولكن ماذا عن طلبة الجامعات في الدول العربية؟ ولماذا هم مهمشون من قبل القيادات الداخلية والخارجية بحيث إننا لا نشاهد رئيس دولة عربية ولا رئيس دولة أجنبية يحرص على أن يقف أمام طلبة الجامعات في إحدى الدول العربية ليعرض برنامج بلده في أي مجال· ويبدو أنه ليس من الضروري الأخذ برأي طلبة الجامعات كما إنه ليس من الضروري إقناعهم بما تنوي الحكومات اتخاذه من سياسات معينة تجاه قضايا مهمة ومصيرية تتعلق بشؤون دولهم أو على الأقل بشؤون الحركة التعليمية الطلابية كالتعديلات المصيرية التي بدأت تجتاح الحركة التعليمية الجامعية في بعض الدول · لأنهم لا  يمثلون قوى مهمة بالنسبة لمتخذي السياسات في الدول العربية ولم تؤهلهم تربية المجتمع بأن يصبحوا قوى فاعلة فيه يكون لهم دور ورسالة يسعون إلى تحقيقها· فنراهم في بعض المجتمعات  مجرد دمى ، وفي مجتمعات أخرى يضربون على رؤوسهم بالعصي لأنهم وجدوا في دول لا تعترف بالآخر وتسعى بكل ما تملك لتلغي وجوده، فلا قوى طلابية ولا عمالية ولا نقابات حرة ولا  مؤسسات مجتمع مدني ، أي بالمختصر المفيد دول تلغي كل مظاهر المشاركة السياسية والمجتمعية فهي التي تقرر وتنفذ وتشرف وتراقب ·· في الواقع لا أذكر أنني شاهدت خطاباً لرئيس ولا تصريحاً لمسؤول رفيع المستوى أمام منابر جامعات حكومية في الدول العربية· لا أعلم  ربما يعود ذلك إلى قلة اطلاع مني أو قصور في معرفتي، لكن أستطيع القول أن معرفتي مقتصرة على ما تراه عيني من خلال شاشات التلفاز من  سياط وقنابل مسيلة للدموع ورجال أمن ومدرعات عسكرية لفض أي مظاهرة طلابية إزاء استيائهم أو احتجاجهم من موقف أو سياسة معينة· فإلى متى إهمال الشباب الجامعي وتغييبه عن الواقع في مجتمعاتنا العربية! فمن يا ترى سيقود هذه المجتمعات في المستقبل أليس الشباب، أليس من المفروض تهيئتهم فكرياً من خلال تواصلهم مع قيادات المجتمع وتواصل قيادات المجتمع والعالم معهم·فإن كان هذا لن يتوافر فلا للديمقراطية ولا لشعاراتها ومؤتمراتها التي ضاقت بها أرض العرب إذاً ·

 

* مركز زايد للتراث والتاريخ

�����
   
�������   ������ �����
 

المراوغة في لغة المرشحين!:
سليمان صالح الفهد
الانتخابات وإرادة الشباب:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
صرخة 1921!:
سعاد المعجل
دعوة للعشاء في مقرنا الانتخابي:
محمد بو شهري
ترف أم إرادة:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
طلبة الجامعة ودورهم المهمش:
فاطمة مسعود المنصوري
"مسافة الـ 1000 ميل تبدأ بخطوة":
مسعود راشد العميري
التنمية المجتمعية:
د· منى البحر
مراقبون دوليون:
د. محمد حسين اليوسفي
الاستيطان = الترحيل:
عبدالله عيسى الموسوي
نفخ في الصور:
د.ابتهال عبدالعزيز أحمد
العباءة والبرلمان!:
د. محمد عبدالله المطوع
الحكومة دائما على حق:
يوسف الكندري
هل يتخذ الناخبون موقفا وطنيا هذه المرة؟!:
فيصل عبدالله عبدالنبي
الحكومة تتفرج عليها:
على محمود خاجه