في مقابلة على محطة LBC مع الدكتور أحمد الربعي ووزير الثقافة اللبناني غسان سلامة حول الأوضاع الحالية في المنطقة كانت نقطة الخلاف بين هاتين الشخصيتين اللتين اتسمتا بالعقلانية والموضوعية وهذا ليس بغريب عليهما هو موضوع الخطر الخاص بقدرة دولة أو مجموعة من الدول أن تخرج من المنظومة الخاصة بالأمم المتحدة وتغير نظام حكم أو خريطة لأي منطقة كانت، وهذا ما كان ينبه له الوزير اللبناني بينما كان تركيز الدكتور الربعي هو فساد النظام العراقي وبناء أنظمة ديمقراطية في الدول العربية، كما هو معتاد فقد أبلى الدكتور الربعي بلاء حسنا في نقل الفكر الكويتي الواعي حول أوضاع المنطقة ولكن ياليته لو ركز أكثر على النقطة التي كان يثيرها الوزير سلامة وهي قدرة دولة لتغيير خريطة الشرق الأوسط بخلاف سيناريو الاستعمار المباشر·
نعم هناك تخوف من قبل الفكر الكويتي العربي الواعي من هيمنة دولة أو مجموعة من الدول على النظام العالمي ولكن الآن وفي الوقت الحاضر تتوافق مصلحة وسيادة وأمن دولة الكويت مع التحرك الأمريكي البريطاني لإزالة هذا النـظام، وعندما تأتي المسألة إلى سيادة وأمن دولة الكويت فإننا في الكويت حكومة وشعبا وبرلمانا نضعها فوق كل اعتبار مثلما تفعل أي دولة أخرى في العالم عربية كانت أو غربية·
وعندما يتحقق هذا الهدف فعندها سنساعد المجتمع الدولي في تطوير دور الأمم المتحدة إن أرادت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تطوير هذا الصرح المهم، هذا وقد تطرقت في مقالة سابقة بعنوان “ليس من يحكم بغداد بل من يحكم العالم”، لموضوع الأمم المتحدة وخطورة الهيمنة الأحادية، ولكن الآن وفي الوقت الحالي يجب أن لا نجامل أحدا ونقول بأعلى صوت إن مصلحتنا هي في تغيير النظام الصدامي، وقد قال ذلك الدكتور الربعي وأبدع في شفي غليل البعض منا من هو معارض للخجل من المناداة صراحة بواقع الأمور، نقول لمعالي الوزير اللبناني إننا معك في تخوفك من الهيمنة الأمريكية خارج المنظومة العالمية ولكن صبرا علينا حتى نتخلص من هذا النظام وعندها سنكون معك في فندق واحد حول هذا الموضوع، ونقطة أخيرة ذكرها الدكتور الربعي وأوافقه عليها وهي أن الديمقراطية هي الخيار الوحيد لتطوير الأنظمة العربية حتى وإن كانت ديمقراطية رضيعة شبيهة بديمقراطية الكويت· |