تعيش البلاد حالة من الفوضى العارمة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الكويت الدولة الحديثةأي منذ ما يقارب الثلاثة والأربعين عاما وبكل أسف فإن أبطال الفوضى هم القائمون على إدارة البلاد حاليا سواء في السلطة التنفيذية أم التشريعية، ونحن نتكلم عما يسمى بالإصلاح السياسي والذي أصبح بالنسبة إلى الكويتيين كالسراب نراه ولا نلمسه، فمن يعتقد أنه على طريق الصواب باتجاه الإصلاح لا يمنح 2000 دينار لفواتير الكهرباء للمواطنين المتقاعسين عن السداد بل يشجعهم على الكسل، ولا يحارب إعادة توزيع الدوائرالانتخابية بشكل أو بآخر من خلال أزلامه سواء النواب أو بعض العناصر الصغيرة من الأسرة الحاكمة الذين كنا نتوسم بهم خيرا، ولكن الفساد تطاولهم مع الأسف الشديد وهذه مسؤولية من قام بتوجيه هؤلاء الشباب، ويكفي فشل الحكومة عما نقوله هو عدم قدرتها على مواجهة المجلس في حضور الجلسات·
والأدهى والأمر من ذلك بعض النواب الذين أعطاهم الشعب الكويتي الثقة طالبوا بإسقاط القروض الاستهلاكية مما يشجع المواطنين على الكسل والكسب السهل وواضح جدا أن كل هذه التخبطات تنم عن جهل الكثير ممن بيدهم القرار وأن البلاد تدار من قبل أشخاص غير أكفاء وغير مؤهلين لهذا المستوى من المسؤولية والسبب واضح وضوح الشمس·
والحل هنا هو الاستعجال في الحسم الذي تأخر بما فيه الكفاية من أجل تنظيم بيت الحكم بعيدا عن العواطف التي قد تؤدي ببلدنا إلى الهلاك، فالمرحلة المقبلة تحتم على من بيده الحسم لاستكمال الحكم الديمقراطي في الكويت وفق دستور 62، والحرص على المشورة مع أهل الكويت العقلاء والحكماء، والنظام الحاكم يعرف جيدا من هم أصحاب الرأي السديد وقت الضيق والمحن ولا داعي للتردد فالكويت أبقى وأبدى من الجميع، ووفقنا الله جميعنا للحفاظ على كويتنا الغالية وما يتردد على لسان شرار فهو مرفوض جملة وتفصيلا من كل أهل الكويت·
وقفة
غريب جدا الاستياء الحكومي من نواب لها الفضل في وصولهم إلى قبة البرلمان·· يا سخرية القدر!
أما ما يتردد عن بحث الدولة عن مفت في دولة مدنية مثل الكويت تعمل وفق نظم وقوانين فذلك يعني ضحكا على الذقون واستخفافا بالعقول!
Salahalmudhaf@hotmai.com |