| "الكويت إمارة وراثية في ذرية المغفور له مبارك الصباح، ويعين ولي العهد خلال سنة على الأكثر من تولية الأمير، ويكون تعيينه بأمر أميري بناء على تزكية الأمير ومبايعة من مجلس الأمة تتم في جلسة خاصة، بموافقة أغلبية الذين يتألف منهم المجلس·
وفي حالة عدم تعيينه على النحو السابق يزكي الأمير لولاية العهد ثلاثة على الأقل من الذرية المذكورة فيبايع المجلس أحدهم وليا للعهد·
ويشترط في ولي العهد أن يكون رشيدا عاقلا وابنا شرعيا لأبوين مسلمين وينظم سائر الأحكام الخاصة بتوارث الإمارة قانون خاص يصدر خلال سنة من تاريخ العمل بهذا الدستور، وتكون له صفة دستورية، فلا يجوز تعديله إلا بالطريقة المقررة لتعديل الدستور"·المادة الرابعة من الدستور
بات واضحا وضوح الشمس الصراع القائم بين أقطاب الأسرة الحاكمة في الآونة الأخيرة، فتصريحات الشيخ سالم العلي لم تأت من فراغ بقدر ما هي معاناة يتألم منها الكثير من عناصر وأعضاء في الأسرة الحاكمة ومن ذرية مبارك على وجه الخصوص، فهناك صراع قد يكون مدفونا وغير ظاهر ولكن تصريحات الشيخ سالم هي بداية قبل تفاقم المشكلة التي قد تطفو على السطح في أي لحظة!
ونحن أهل الكويت إذ نؤيد ونساند وندعم ونبايع أسرة الصباح التي تحكم الكويت منذ ما يقارب الثلاثة قرون، والدستور نظم طريقة وأسلوب الحكم ولكن ما يقلق ويزعج الكويتيين حقيقة هو الصراع الذي لم يحسم بعد بين أقطاب الحكم خصوصا ونحن نلاحظ في الفترة الأخيرة تفرداً بالسلطة، هذا من جانب، ومن جانب آخر الممارسة غير المقبولة من بعض شباب الأسرة الذي لم يضع لهم حدا بل على العكس يتمادون دون رادع وعلى مرأى ومسمع من الجميع، فالتفرد بالسلطة لن يرسي سفينتنا على بر الأمان، والتوازن بالحكم أمر حتمي وملح وغاية في الأهمية لاستقرار الحكم وإرساء العدالة في الكويت وبين أهلها بشريطة أن يكون هناك عناصر كفؤة وقديرة وجديرة من داخل بيت الحكم في المشاركة بإدارة البلاد، ومن يعتقد أن من شروط الحكم كسب حب الناس من خلال شعبية الشارع بأي ثمن فهو مخطىء وعليه إعادة حساباته وترتيب أوراقه، فهذا النوع من الأشخاص لا يستحق أن يحكم أهل الكويت، فقبل أن نتكلم عن الإصلاح علينا أولا بإصلاح البيت وإعادة ترتيب الأوراق بأسلوب متأن وحضاري وراقٍ ومن بعدها نتكلم عن الإصلاح السياسي والإداري الذي يحتاج إلى تضافر جميع القوى وفي مقدمتها أقطاب الأسرة الحاكمة وهم إحدى الركائز الأساسية في هذا البلد!
فالكويت تنتظر بفارغ الصبر من ينقذها من النفوس المريضة ووقف السرقات والتعدي على ثروة البلد الرئيسية والفساد بجميع أشكاله وألوانه، فهبوا يا جماعة لإنقاذ الدرة كويتنا الغالية؟!!!
وبهذه المناسبة لا يفوتنا أن نقول، حفظ الله قائد مسيرتنا صاحب الحكمة ورجاحة العقل أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الصباح حفظه الله ورعاه·
salahalmudahaf@yahoo.com |
