بادئ الأمر نشكر الولايات المتحدة الأمريكية على تخليص الوطن العربي والعالم بشكل عام من النظام الفاشي الذي كان قابضا على رقبة العراقيين ومصدر تهديد مستمر لجيرانه، ونشكر شعب الولايات المتحدة وبريطانيا وباقي قوات التحالف بشكل عام وأهالي هؤلاء من جنود قوات التحالف الذين لقوا حتفهم بشكل خاص في هذه الحرب ونقدر لهم تضحياتهم·
حسب مصادر وزارة الدفاع “البنتاغون” وكما تفيد الأخبار التي نسمعها من إذاعة صوت أمريكا أن الولايات المتحدة تنوي بناء قواعد عسكرية دائمة في العراق وأن ذلك سيكون بالاتفاق مع الحكومة العراقية الجديدة، هذا بالطبع أمر يخص العراق والعراقيين وحدهم ولكن يرجى أخذ نصائح إنسان كويتي عربي يجاور العراق ومن دولة لها تراث وتاريخ سياسي واقتصادي واجتماعي مشرف تجاه الوطن العربي الكبير وتجاه أصدقائها وحلفائها·
أولا: يجب أن تحرص الولايات المتحدة بأن الحكومة العراقية الجديدة تمثل ما يريده ويطمح له الشعب العراقي ضمن انتخابات عامة ويا ليت بأن يكون ذلك تحت مظلة الأمم المتحدة حيث إنه كلما طالت مدة بقاء القوات الأمريكية على وضعها الحالي أو إذا اشتم العرب رائحة كريهة من الأسس التي ستبني عليها انتقاء الحكم العراقي الجديد فإن ذلك سينعكس سلبا على الولايات المتحدة الأمريكية سياسيا وأمنيا، عربيا ودوليا·
ثانيا: يجب أن لا تكون هناك معاهدات لأي قواعد أمريكية مع أي حكومة عراقية انتقالية ولكن أن تكون مع الحكومة التي تم انتخابها من قبل الشعب العراقي·
ثالثا: ينبغي أن لا تتضمن الاستراتيجية الجديدة لخريطة السلام التي رسمتها الولايات المتحدة الوصول الى السلام النهائي للقضية الفلسطينية عبر تحجيم أنظمة عربية أخرى، نعم هناك الكثير من الأنظمة العربية تحتاج للتحجيم بل وللتغيير ولكن يجب أن يتم ذلك من خلال شعوب تلك الدول مهما طال الزمن· سترتكب الولايات المتحدة خطأ جسيما من الناحيتين السياسية والاستراتيجية إذا تعرضت لسورية وستجد نفسها منعزلة تماما أمام المجتمع الدولي كافة حتى من حلفائها العرب ولعل اجتماع وزراء الخارجية العرب الماضي كان رسالة واضحة·
رابعا: توافقت المصالح لإزالة النظام العراقي ونقف الى هذا الحد، وإن كان هناك تحجيما فليكن على الأقل متساوياً ومتكافئاً، فها هي إسرائيل تكدس الأسلحة النووية ولذلك أي نغمة جديدة عن أسلحة دمار شامل لدى سورية لن تكون مقبولة حتى من العقل العربي·
خامسا: فيما يتعلق بحزب الله فهو مشابه لجبهة التحرير الايرلندية والتي قام رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باستقبال رئيس الجناح السياسي لها في البيت الأبيض، لذا نود أن نرى المعاملة نفسها مع الجناح السياسي لحزب الله·
يا سيد وولفويتز إن معظم العرب ليسوا مع الإرهاب فنحن بشر مثل باقي البشر ولكن القهر ورؤية العالم الحضاري يكيل بمكيالين حول القضية الفلسطينية لأكثر من خمسين عاما وفساد الكثير من الأنظمة العربية جعل الشارع العربي يصل الى ما وصل عليه الآن، إن أرادت الإدارة السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية أن يفخر بها شعبها، وأن أرادت الحفاظ على تحالفها ووجودها في المنطقة العربية فعليها التحرك الآن لإنصاف هذه القضية وإن لم تستطع فعليها التوقف الى هذا الحد بدلا من أن تحرق من الآن أي جهود مستقبلية لإدارات أمريكية متتالية وتجازف بفقدان المصداقية الأمريكية· |