منذ أسابيع، قامت مجموعة من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي بتنظيم معرض إعلامي حول الممارسات الإجرامية التي ارتكبوها بحق الفلسطينيين خلال فترة خدمتهم في منطقة الخليل·
وتحت عنوان "اكسروا الصمت"، كشف الجنود على مدى أيام جانبا من الفظائع التي تخالف القانون الدولي والمواثيق والأعراف الإنسانية·
فقد عرض في المعرض صور التقطها الجنود وهم يقفون إلى جانب فلسطينيين مقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين أو أطفالا يلعبون تحت أنظار جندي أو مشهد لمدينة الخليل التقط من نافذة منزل محتل مدمر بفعل الرصاص·
ويؤكد أحد الجنود أن الصور لا تكشف سوى جزء من الحقيقة ويضيف: "ينتهي الأمر بمعظم العسكريين إلى التصرف بشكل غير أخلاقي، لكن الاحتلال هو الذي يدفع إلى ارتكاب التجاوزات"·
وفي حانب آخر، هناك عرض لفيلم مصور يكشف قيام مستوطن بصدم طفل فلسطيني في سيارته وقيام الجنود بفحص الأضرار التي لحقت بالسيارة وقول أحدهم بشأن الطفل: "لا يهم، إنه فلسطيني"·
وتظهر إحدى الصور قيام الجنود بمنع جنازة فلسطينية من الاستمرار في طريقها بالقول إنها ممارسات إرهابية، وفي صورة أخرى، يقوم جندي بضرب عجوز فلسطيني والضحكات الهستيرية تتصدر وجوه زملائه·
ويقول أحد الجنود في شهادته: "إننا أشخاص من دون ضمير، خصوصا عندما قمنا بالتنكيل بجثث فلسطينيين والتقاط صور معهم، في وضعيات تشبه الصور التي كشفت تنكيل جنود من الجيش الأمريكي بالأسرى والقتلى العراقيين في سجن أبو غريب"·
كما روى الجنود حكايات حول جرائم سلب ونهب، وحرائق ارتكبها مستوطنون ضد الفلسطينيين وأملاكهم في المدينة، حيث قال أحدهم إنه أدرك بعد نصف سنة من خدمته في الخليل أنه كان يتحتم عليه حراسة الفلسطينيين من اعتداءات المستوطنين اليهود وليس العكس·
إن الإرهاب الذي يمارس في حق الأبرياء في فلسطين والعراق مصدره واحد، وأهدافه مشتركة وسبل مواجهته محددة بالمقاومة ولا شيء غيرها·
abdullah.m@taleea.com |