رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 25 شوال 1425هـ - 8 ديسمبر 2004
العدد 1656

بلا حــــدود
أنثروبولوجيا الكويت!!
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

في لقاء أجرته مجلة "الشاهد" في أبريل الماضي مع الدكتورة "مي يماني" عالمة الأنثروبولوجيا سعودية المولد، والباحثة في المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية، حيث تحدثت عن الأوضاع في المملكة العربية السعودية، وعن حملة الاعتقالات التي قامت بها السلطات هناك ضد التيارين الإصلاحي والليبرالي، واعتبرت أن هذه الحملة مرتبطة بانتقادات المعتقلين للعائلة المالكة ومطالبتهم بدستورية ملكية ولجنة حقوق إنسان مستقلة وغير ذلك من المطالبات السياسية·

وقد أجابت الدكتورة "مي يماني" عن سؤال عن من يحكم المملكة حاليا، بقولها إن هنالك صراعا للأجنحة، وأزمة حكم ومنافسات وصراعا بين الأمير عبدالله (ولي العهد) من جهة وبين الأمير نايف (وزير الداخلية) من جهة أخرى وأن الأمر لا يقتصر على الاثنين فقط، وإنما هو أكثر تعقيدا، فالأوراق مختلطة، والسلطات تتنازعها مقدرات ومراكز نفوذ متعددة، وأن الخطر الآن يكمن في غياب آلية محددة تحسم الأمر وتعطي للدولة المجال لتخطط وترسم وتنفذ وتتخذ القرارات·

وفي الكويت، لا يختلف الأمر كثيرا عن الشقيقة السعودية، فالصراع داخل الأسرة خيم على سائر التفاصيل والشؤون السياسية وأصبح كل شيء شبه مؤجل الى حين حسم صراع الأقطاب داخل مؤسسة الأسرة·

وعلى الرغم مما يشكله وضع كهذا من قلق سياسي، إلا أن انعكاساته على أمور أخرى هي أكثر قلقا وخطورة، خصوصا في ظل الأوضاع الراهنة·

فالكويت اليوم تعيش مرحلة المخاض العراقي وهي لا تملك الخيار في ذلك، لأسباب جغرافية وسياسية· وتدهور الأوضاع في العراق يجعل الكويت في مقدمة المعنيين بهذا التدهور الخطير، لكن الكويت وحتى الآن لا تملك رؤية واضحة أو محددة، وإنما تتخبط الرؤى وتتلاطم القرارات بعد أن أصبح الأمر محصورا في كسب ولاءات لحسم الخلافات الداخلية وذلك على حساب القضايا المصيرية الأخرى·

وقد تجسد هذا الوضع مؤخرا حين استضاف بعض المسؤولين في الدولة أحد شيوخ الدين من دولة مجاورة، كان قد صدر قرار بشأن عدم استضافته أو تداول محاضراته وندواته لكونها تتداخل وتتعارض مع مصلحة الكويت وأمنها القومي· وقد شهدنا جميعا كيف اخترق ذلك الشيخ قوانين الدولة، وفرض نفسه ورؤيته على الشعب والحكومة الكويتية دون أن تخرج مبادرة واحدة لحسم ذلك الإشكال والاختراق لأمن الكويت القومي ومصلحتها السياسية، ولعل الشيخ أو مناصريه من داخل الكويت، قد وقّتوا لهذه الزيارة جيدا، بحيث حلت في مرحلة تحتاج الحكومة فيها الى كل الولاءات للدفاع عن وزيرها في معركة الاستجواب المقبلة ودحض المستجوبين وشهاداتهم·

في نهاية اللقاء، لخصت الدكتورة "مي يماني" المشكلة في أن لا أحد يعرف ما الجهة التي تحكم البلاد داخل العائلة الحاكمة، وهي مشكلة كبيرة وخطيرة ولم تعد سرا لا للسعوديين ولا لغيرهم، بالإضافة الى أن هنالك جيلا ثانيا من الأمراء من صغار السن الذين يريدون وظائف حساسة ومهمة، ويريدون منافع وامتيازات مثل الكبار، ويعتبرون أن ذلك حق مكتسب لهم، وتلك مشكلة تعاني منها الكويت أيضا خاصة في مرحلة ما بعد الغزو، وخطورتها أنها تصب مباشرة في أزمة الخلافات الداخلية داخل الأسرة، حيث شكلت ركيزة لصراع التحالفات داخل الأسرة، من خلال توزيع حصص الوظائف الحساسة في سبيل كسب الولاءات، وهو أمر كانت له انعكاساته المباشرة على القرار والرؤية الكويتية، والتي بدت واضحة وجلية تحت قبة مجلس الأمة، والذي انقسم بدوره بفعل صراع التحالفات هذا، وأصبح بذلك عاجزا تماما عن الأداء وفقا لما تمليه مصلحة الكويت أرضا وشعبا·

قد لا يخلو أي نظام سياسي من صراعات داخلية، تتفاوت حدتها من نظام الى آخر، لكن المشكلة الحقيقية تكون حين تطغى تلك الخلافات على المصلحة العامة، وتجمد في طريقها كل القرارات المهمة والمصيرية، وتعيش البلاد بلا قرار ولا رؤية في مرحلة ضبابية المشهد، سيحتم علينا المستقبل القريب السير في دروبها.

 

suad.m@taleea.com

�����
   

أنثروبولوجيا الكويت!!:
سعاد المعجل
مرور 40 عاما على تأسيس الحركة النقابية الكويتية:
المحامي نايف بدر العتيبي
البديل الديمقراطي:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
الظلاميون في أسوأ حالاتهم:
محمد بو شهري
4000 دعوة غير شرعية للجنس يوميا في الكويت:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
إحساس عجيب!:
فهد راشد المطيري
محنة الديمقراطية الكويتية!:
عامر ذياب التميمي
الإصلاح إصلاح البيت:
صلاح مضف المضف
حضن دار الطفولة ولا حضن والديه
نداء الى جمعيتي الطفولة وحقوق الإنسان:
د. محمد حسين اليوسفي
"اكسروا الصمت"(2-2):
عبدالله عيسى الموسوي
حكومات أفضل من محكومين:
أحمد المهنا
ثقافة التسامح.. أم تسامح الثقافة؟:
دبي الحربي
استدراج من أجل العمولة:
عبدالخالق ملا جمعة
الفساد في طابور القوانين:
عبدالحميد علي
نهر الوزاني وبطولة حزب الله:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
كوبا بين التكيف والانهيار:
رضي السماك