رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 25 شوال 1425هـ - 8 ديسمبر 2004
العدد 1656

ثقافة التسامح.. أم تسامح الثقافة؟
دبي الحربي
dabbey@taleea.com

قبل أكثر من عقدين كتبنا حول مبدأ الخلاف والاتفاق بين المذاهب والأديان، وقلنا إن الأديان والثقافات الإنسانية تتفق على الكثير من المبادىء والقيم الإنسانية عبر التاريخ البشري، وهنا يتساءل المرء: لماذا إذن هذه الخلافات والصراعات الدموية المتكررة، لا بين الثقافات والأجناس المتباعدة عرقياً وجغرافياً وإنما بين أصحاب الدين الواحد والعرق الواحد والثقافة الواحدة؟!

إن العامل الأبرز كما سبق وإن ذكرنا إضافة إلى المصالح والمآرب الخاصة، هو أن الطوائف والمجتمعات في تداولها اليومي أو في تعاليمها أو مدارسها لا تنظر إلى نقاط مهما كانت هامشية، ويصار إلى تضخيمها وجعلها هي الأصل في العلاقة بين الطائفتين أو مع الآخر، وتشحن بذور الخلاف بشتى الفيروسات الأخرى، مثل التعصب والتعنصر ومحاولات الإقصاء، والاستئصال، لتزداد وتشتعل لينكوي بنارها الضعفاء والفقراء والأمم المشتتة والمقطعة الأوصال، لتنضج الطبخة فيتلذذ بأكلها أصحاب المآرب المريضة والنوايا الخبيثة، وأولي الأمر وأسيادهم·

هذا حدث بين الشيعة والسنة عبر التاريخ الإسلامي، وإبان الحرب العراقية الإيرانية، وامتد الأمر إلى عرب وفرس، وكانت الأقلام والإذاعات الرسمية وخطباء المساجد لا هَم لها إلا تأجيج هذا الأمر وذر الملح على الجراح النازفة، وتم ما تم وحصد من حصد أرصدته ولملم حساباته وتتلذذ من تلذذ بلهيب تلك الحرب، ولم نسمع عن أدبيات ثقافة التسامح في حينه، إلا من قلة قليلة··

الآن نسمع عن مفاهيم وأطروحات جديدة، تتحدث عن "ثقافة" التسامح والقبول بالآخر·· إلى آخر هذه "المواويل"، نحن نفهم ثقافة التسامح، وأهمية التسامح بين الشعوب والمجتمعات والأفراد، والقبول بالآخر ضمن المصالح الجماعية العامة، ولكن يقف المرء متحفزاً ومتوتراً أمام هذه الأطروحات التي يحاول البعض استخدامها في الوقت الذي توحدت فيه أصوات المنابر وإن اختلف الخطباء والمذاهب·· فهل هذه الدعوة والاطناب في التسامح لغرض في نفس "يعقوب"؟ وهذا "اليعقوب" بات معروفاً ويكثر من زلات اللسان ولا يعتذر·· والهدف بات واضحاً ومكشوفاً والآخر المراد قبوله وتسويقه أيضا بات واضحا ومدججا بكل أسلحة "التسامح" من الآباتشي إلى الشبح وقنابل عنقودية ونووية "متسامحة جدا"·

إن المطلوب ليس خلق أرضية للسلام وثقافة السلام، وإنما خلق وتدجين ثقافة المقاومة الرافضة للهيمنة الاقتصادية والسياسية والعسكرية، ليتم تمرير كل المشاريع الاستعمارية التي تتم إعادة جدولتها، فثقافة التسامح لا يمكن لها أن تنمو إلا في أرضية صالحة، للتعاطي مع الآخر بشكل حر وإرادة مستقلة وتفهم متبادل، بعيداً عن الاستقواء والإملاء·

إن من ينادون "لثقافة التسامح"·· والحوار بصيغها الراهنة مهما كانت نواياهم حسنة، هم واهمون، فنحن نعيش هجمة واضحة المعالم يراد بها وأد استقرارنا والحيلولة دون وصولنا إلى حالة التغيير والنضج الذاتي لبناء ثقافة التسامح والسلام مع أنفسنا قبل الآخر الغريب، إن إعادة جدولة الاستعمار الماثلة الآن تتطلب منا استحضار كل مفاهيم المقاومة والجفوة، مع كل مخالفات الاستعمار البائد والماثل، ولكل حرب أدواتها وصورها، وليس أبلغ من ذلك من "صورة" الشيخ ياسين وقد تمزق جسده، ومقولة الرئيس بوش·· شكرا يا أرييل،·· لا أريد أن أكثر·· وأختم بمقولة الشاعر العراقي مظفر النواب "يسمون احتلال البلاد ضيافة" بل بلغ تسامح الثقافة لدينا إلى تسمية احتلال البلاد تحريرا·· قد تكون ثقافتنا معذورة في ذلك كله لأنها أرادت القول إن التعامل مع أصحاب المنتج أفضل من جور الوكلاء والوسطاء والسماسرة، وبذلك نحصل على "السلع" والبضاعة التي نريد بما فيها الديمقراطية بسعر أقل بعد خصم عمولات الوكلاء والوسطاء والسماسرة ومن لف لفّهم·

�����
   

أنثروبولوجيا الكويت!!:
سعاد المعجل
مرور 40 عاما على تأسيس الحركة النقابية الكويتية:
المحامي نايف بدر العتيبي
البديل الديمقراطي:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
الظلاميون في أسوأ حالاتهم:
محمد بو شهري
4000 دعوة غير شرعية للجنس يوميا في الكويت:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
إحساس عجيب!:
فهد راشد المطيري
محنة الديمقراطية الكويتية!:
عامر ذياب التميمي
الإصلاح إصلاح البيت:
صلاح مضف المضف
حضن دار الطفولة ولا حضن والديه
نداء الى جمعيتي الطفولة وحقوق الإنسان:
د. محمد حسين اليوسفي
"اكسروا الصمت"(2-2):
عبدالله عيسى الموسوي
حكومات أفضل من محكومين:
أحمد المهنا
ثقافة التسامح.. أم تسامح الثقافة؟:
دبي الحربي
استدراج من أجل العمولة:
عبدالخالق ملا جمعة
الفساد في طابور القوانين:
عبدالحميد علي
نهر الوزاني وبطولة حزب الله:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
كوبا بين التكيف والانهيار:
رضي السماك