نبع الوزاني أصبح تاريخا للبنان وتاريخا للعرب حين دخل اسمه في الصراع العربي الإسرائيلي بعد أن تحدى حزب الله الإسرائيليين حين أصر على سحب المياه من هذا النهر الصغير الذي هو عبارة عن نبع صغير في الجنوب اللبناني المحرر لطالما كانت إسرائيل تستفيد منه·
وحسنا فعل مجلس الجنوب حين قرر تنفيذ مشروع ضخ المياه من نبع الوزاني لصالح عدد من القرى الجنوبية المحررة·
فقد أفلح تحذير حزب الله الذي أطلقه سماحة السيد حسن نصر الله حين هدد الصهاينة بالرد على أي اعتداء منهم على المشروع أو القائمين عليه· ولقد كان احتفالا قوميا حين اجتمعت كل القوى والتيارات اللبنانية متناسية انقساماتها وخلافاتها السياسية في احتفال كبير يوم افتتاح المشروع الذي حضره كل المسؤولين وبالأخص رئيس الجمهورية إيميل لحود الذي فاجأ المحتفلين بحضوره، كما دعي له كل السفراء العاملين في لبنان فحضروه جميعا عدا السفير الأمريكي الذي تضامن مع الأعداء الصهاينة·
وأصبح هذا النهر الصغير عنوانا كبيرا لقدرة المقاومة اللبنانية للتصدي للعدو الصهيوني وتقزيمه حين يكون التحدي محميا من المقاومة الباسلة·
وسيكون لهذا النهر الدور الكبير في إعمار المزارع اللبنانية بالجنوب والتي سيكون لها دور في تدعيم الاقتصاد اللبناني القائم على الزراعة بدرجة كبيرة·
وكان الإسرائيليون يسرقون سنويا ما يقارب مئة وخسمين (150) مليون متر مكعب من مياه لبنان سنويا ومن دون استشارة أحد من خبراء المياه أو من الإدارات السياسية الدولية·
ويقوم المشروع على تركيب أنابيب بقطر 40 سم انطلاقا من الخزان الكبير الذي أنشئ مؤخرا عند الطرف الغربي لبلدة الوزاني باتجاه النبع لمسافة تقارب الكيلو مترين حيث ستتركز مضخة قوية لضخ المياه باتجاه الخزان الرئيسي ومن ثم الى خزانات فرعية انطلاقا من موقع الضخ نفسه الذي أقيم على بعد أمتار قليلة من نبع الوزاني وعلى مسافة عشرة أمتار من المضخة الإسرائيلية التي تغذي بلدة الغجر بالمياه·
وبالتالي فإن هذا المشروع سيحل مشكلة لهيب الصيف حيث يقرع العطش أبواب الجنوبيين المحررين من مرتفعات شبعا حتى محيط مدينة بنت جبيل·
ولقد نجح التضامن اللبناني والوقوف المناصر لحزب الله والمقاومة الباسلة في تحدي الصهاينة من لبنان ومن جنوبه الباسل الذي ما زال يذيق العدو دروسا في القدرة على التحدي والإذلال·
|