لا يختلف اثنان من أصحاب الوعي والإدراك، إن المتسربلين برداء الدين في أسوأ حالاتهم في هذه الأيام، ولاسيما على النطاق الدولي والإقليمي، وهذا الأمر أصبح واضحاً للعيان، وخصوصا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر المأساوية، والتي دفعت الولايات المتحدة ثمنه غالياً بعد أن كانت تدعم هذه الجماعات لعقود من الزمن· ولاشك أن تلك الأحداث قد هيأت الظروف والأسباب للولايات المتحدة والدول الغريبة وحلفائها على أن تتحد ضد الإرهاب والأنظمة المارقة التي ساندت وأيدت تلك الجماعات المتطرفة والدموية، ومنها بالطبع نظام طالبان المقبور وأيضاً نظام صدام المصدوم· وهناك بالتأكيد أسباب أخرى أدت إلى وهن تلك الجماعات· أولاً: حينما قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بتجفيف منابع الأموال والثروات المشروعة وغير المشروعة كتجارة المخدرات والسلاح والتي كانت تعتبر بمثابة الدينامو والمحرك لهم· ثانياً: عزوف الجماهير عنهم، بسبب اكتشافها لزيف ادعاءاتهم وكذلك شعاراتهم الخاوية التي كانت ترفعها تلك الجماعات المزايدة والمتطرفة، وعلاوة على ذلك تناقض الممارسات والأقوال التي كانت لاتنطبق مع ما يبشرون به، والتي كانت تظهر على السطح بين الحين والآخر، مثل هجوم دهاقنتهم ضد كل شيء غربي، وبالمقابل تمتعهم بكل المنتجات والصناعات الغربية، كالسيارات الفارهة والألبسة الراقية ومن أشهر دور الأزياء، وفضلاً عن ذلك ارتيادهم للمطاعم الغربية العديدة، وناهيك عن تلقي أبنائهم للتعليم والثقافة الغربية·
ثالثاً: من العوامل الأخرى التي أدت إلى تراجع الظلاميين، انفضاح أمر الفضائيات المشبوهة، وعلى رأسها قناة "الجزيرة"، والتي كانت تقدم الدعم المتواصل لهؤلاء، من خلال تضليل العامة وإسباغ الشرعية على أداء هذه الجماعات، مثل إطلاق كلمة المقاومة على العمليات الإرهابية ونشر صور قتل المدنيين الأبرياء، بالإضافة لاستضافتهم لقيادات هذه الجماعات أو بث خطابات زعماء القاعدة بعد كل عملية إرهابية، تحت ذريعة السبق الصحافي والشفافية، يبدو أنه بعد كل هذا العمل المشين من قبل الفضائيات السيئة، بدأ تأييد العامة لهذه الشرذمة من الجماعات الإرهابية بالانحسار، وفي بعض الأحيان بالنقد الشديد لهم، لما لمسوه من دمار كبير وفتك للأرواح البريئة، وإضافة إلى ذلك بدأت الجماهير تطالب الحكومات والمؤسسات الشعبية بدور أكثر حزما وفعالية في القضاء على جذور الإرهاب·
إن تضييق الخناق على الجماعات الظلامية الإرهابية يتم بلا شك من خلال تنفيذ المشاريع الإصلاحية الموعودة والسعي الحثيث في تحقيق العدالة الاجتماعية لجميع فئات المجتمع، وكذلك تعزيز المسيرة الديمقراطية إقليمياً ومحلياً·
إننا في عالم سريع التطور والتقدم وتأخرنا عن الركب سيأتي وبالا علينا، لذا لزاماً علينا أن نتصدى لتلك الشرذمة بكل ما أوتينا من قوة، وكلي أمل في أن تجري غربلة كبرى لهؤلاء في القريب المنظور·
***
إيران مستمرة بتدخلها السافر في العراق
في العدد رقم 9502 لجريدة الشرق الأوسط الصادرة بتاريخ 2004/12/3، هناك صورة لمجموعة من الفتيات الإيرانيات يرتدين الأكفان في مقبرة الشهيد بهشتي في طهران، حيث أقسموا على القيام بعمليات انتحارية ضد الأمريكيين في العراق!!
ترى أين حق الجيرة؟ وإلى متى هذا الاستهتار والتدخل الفاضح في الشأن العراقي؟ ألا يستحق العراقيون أن يعيشوا بأمان في وطنهم المثخن بالجراح والثكالى؟
freedom@taleea.com |