أوجه هذا النداء الى الإخوة في جمعيتي الطفولة برئاسة الدكتور الفاضل حسن الإبراهيم، وجمعية حقوق الإنسان برئاسة الأستاذ جاسم القطامي، وأنا كلي أمل ويقين أنهما والعاملين معهما في الجمعيتين الموقورتين ليسوا بحاجة الى هذا النداء والتذكير، أقول: أوجه هذا النداء راجيا الاهتمام والمتابعة لقصة الطفل البالغ من العمر أربع سنوات، الذي وجد هائما على وجهه في بر المطلاع، والذي يبدو أن أهله قد تخلوا عنه·
فقد نشرت جريدة "القبس" الغراء يوم الخميس الثاني من ديسمبر 2004 وعلى صفحتها الأخيرة عن عثور أحد المواطنين على طفل عمره أربع سنوات في بر المطلاع، حيث اصطحبه الى المخفر، وبصعوبة تعرف الضابط المناوب على اسمه وتحديد هويته، حيث جرى الاتصال بوالده بعد معرفة الرقم، لكن المفاجأة التي صعقت الضابط - كما تنقل "القبس - أن والد الطفل بعد أن تبلغ بوجود ابنه في المخفر، وبدلا من أن يطير من الفرح قال للضابط ببرود - ونحن ننقل حرفيا من "القبس" - "خله عندك باشر أجي آخذه ويصير خير"·!! قالها وأغلق الخط·
الضابط المذهول - كما تصفه "القبس" - اتصل بالرقم، فردت عليه الأم وأخبرها الضابط بأن ابنها في المخفر وطلب منها سرعة الحضور لأنه يبكي بمرارة ويكاد يغمى عليه من الجوع والخوف، ردت الأم ببرود: "أنا في الشاليه الحين ما أقدر أجيكم"·!!
تضيف "القبس": "الضابط ما زال مذهولا، اتصل بمدير أمن الجهراء، وأبلغه بالأمر، فقرر حجز الطفل في دار الطفولة التابعة لدور الرعاية الاجتماعية ليحظى بعناية مناسبة لم يجدها بين أحضان والديه"·!!
لا نعرف كيف تقسو قلوب البعض فهي كالحجارة أو أشد قسوة، فأبناؤنا أكبادنا تمشي على الأرض - كما قال الشاعر - لكن يبدو أن ذلك لا ينطبق على بعض الآباء والأمهات، وندائي للجمعيتين أن تلاحقا هذه القضية، خصوصا أن بها شبهة جنائية، والمقصود هنا معرفة ظروف وجود هذا الطفل وحيدا في الصحراء دون راع، ليأخذ قساة القلوب هؤلاء جزاءهم·
alyusefi@taleea.com |