الحقيقة أننا نصوت منذ زمن بعيد بناء على عدة اعتبارات معينة ومحددة لا تتعدى التالي:
- على اعتبار قبلي·
- على اعتبار مذهبي·
- على اعتبار المصلحة الشخصية·
- على اعتبار المعرفة والعلاقات الاجتماعية·
- على اعتبار فكري وطني·
جميع الاعتبارات السابقة هي الشائعة ما عدا الاعتبار الأخير هو اعتبار ضعيف لأن أغلب الدوائر الانتخابية لا تتيح لك مثل هذا الاعتبار والاختيار ما عدا دائرة أو دائرتين·
أنت منبوذ إن لم تشارك في الانتخابات الفرعية وأنت كذلك إن لم تصوت لمرشح قبيلتك أو عائلتك وأنت محارب إن حكمت ضميرك واخترت الآخر، أما المذهب الآخر فأنت قطعا متهم بالكفر والزندقة!
يا ساتر حتى الديمقراطية عندنا لوينا ذراعيها وروضناها لتنسجم مع عاداتنا وتقاليدنا وتراثنا المليئين بالغرائب والعجائب والمتسمين بالعنف والقسوة والعصبية الجاهلية، جميع حروبنا وغزواتنا ومعاركنا منذ داحس والغبراء حتى قيام الدولة الحديثة لا زلنا نمارسها ولكن في ساحة الديمقراطية اليوم مازلنا نعتبر الانتخابات البرلمانية والبلدية والتعاونية معارك بين القبائل والعوائل والطوائف، نتعصب ونتجمع وننتظر الإيعاز لنهجم، عميانا لا نرى ولا نسمع لأحد، نتوجه لصندوق الاقتراع وكأننا آلة مبرمجة على وضع معين حتى إن القلم هو الذي يختار ولا يمنح المخ فرصة لأي إشارة للأعصاب لتتحرك أيدينا لحسن الاختيار·
* * *
يتوقع الناس أنه سيأتي يوم لن يتمكن أي مواطن من ترشيح نفسه لعضوية مجلس الأمة، لأنه لا يمتلك رأس المال الكافي لإدارة الحملة الانتخابية التي أريد لها أن تصبح عملية مالية ودعائية وإعلانية ضخمة يعجز السواد الأعظم من المواطنين أصحاب الدخول المحدودة عن القيام بها، هذا إذا لم يصرح بإنشاء الأحزاب على أسس وطنية·
كل رواتبنا تذهب أقساطا ورسوما وضرائب ووضعنا أصبح لا يحتمل، ارحمونا فليرحمكم الله واختاروا نوابا يمثلون الأمة ومصالحها ولا يمثلون عليها، تابعوا قناة (نبيها تحالف) على القمر الأوروبي (هوت بيرد) على تردد (10971) لعلكم تستفيدون وتريحونا من المتردية والنطيحة واللي مافيه خير·
nayef@taleea.com |