رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 14 يونيو 2006
العدد 1732

���� �������
بكل صراحة ما أدري شقول وما أدري شكتب، لأن أول مرة يعجز القلم عن تسطير الأفكار الدائرة والمتراكمة في رأسي، لأول مرة وهذا اعتراف مني بأني لم أعد أفرق بين الصح والغلط وبين الأسود والأبيض، والسبب انتخابات مجلس الأمة،
"الإرادة الحقيقية للأمة" هي بالتأكيد مغيبة وفق الـ 25 دائرة انتخابية وغيرها من أساليب التغييب التي تمارس على هذه الأمة، والـ 50 "نائب" الذين يأتون الى مجلس الأمة وفق هذه التقسيمة لا يمثلون سوى الفئة أو القبيلة أو الطائفة التي سهلت لهم الوصول الى المقعد النيابي ولا يمكن - بحال - وصفهم بأنهم ممثلون عن الأمة بأسرها (مع احترامنا للبعض).
دوي الأفكار
الكاتب الإنجليزي جورج أورويل في روايته العالمية "مزرعة الحيوانات" يسلط الضوء على أمر مهم في مراحل التغيير التي تحدث للشعوب وخاصة الأحداث التي تشكل مفصلا تاريخيا للمواطنين، ينبه على ضرورة الحذر ممن يسرقون ثمرة جهود الجماهير ويجيرونها لمصالحهم، ومن ثم أول المتضررين يكون الناس أنفسهم الذين يرجع لهم الفضل كله في إحداث التغيير للأفضل،
يأتي حديث أغلبية المرشحين بذكر فساد النظام الانتخابي في الدولة والذي تحتضنه الحكومة وترعاه، وكون هؤلاء المرشحون يخوضون معركة في وكر فاسد فتجد بعض من تأثر من المرشحين، فإما تجده انسحب كونه استهلك طاقاته و ظن أن دور المؤيد الشاهد هو دوره في هذه العملية الانتخابية الحالية أو أنه يتناول القضايا بذات الأسلوب الذي يتناوله المرشح الفاسد ويفرق هذا عن ذاك علو وانتشار صوت الثاني على الأول.
عندما اتصل بي الصديق الدكتور مرزوق بشير مدير الإدارة الإعلامية بالأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي يدعوني للمشاركة في حلقة النقاش التي ستقيمها الأمانة حول مسيرة التعاون الإعلامي بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاما على قيام المجلس طالبا مني تقديم ورقة حول "العلاقة بين الإعلامي والسياسي وانعكاساتها على مسيرة التعاون الإعلامي" كان السؤال الذي تبادر إلى ذهني ولم أتردد في توجيهه هو: ما هو سقف الحرية المتاح للحديث في موضوع شائك وحساس كهذا؟
شراء الأصوات قضية شغلت الساحة السياسية الكويتية خصوصا في السنوات الأخيرة لانتشارها بشكل كبير لدرجة بات فيها من الصعوبة بمكان أن ينتصر صاحب الكفاءة بالانتخابات إذا ما واجهه شخص يستغل ماله للوصول إلى الكرسي الأخضر حتى وإن كان صاحب المال لا يستحق الوصول إلى كرسي المجلس.
آفاق ورؤيـــة
الإنترنت أصبح وسيلة سريعة لاستقاء الأخبار من كل مكان، ومنها الكويت، فهي الخدمة الأسرع والأسهل والأرخص من كل صحيفة أو وسيلة إعلام أخرى، ولقد ظهرت أكثر من صحيفة كويتية إلكترونية تعرض آخر الأخبار والتي لا تستطيع الصحف المقيدة بالقانون أن تعرضها..
توسعت القاعدة الانتخابية أكثر من الضعف بدخول المرأة المعترك السياسي كمرشحة وناخبة، وبات الصوت النسائي إما عنصراً مرجحاً في بعض الدوائر أو عنصراً منجحاً في دوائر أخرى· فقد ارتفع عدد من يحق لهم الانتخاب من130 ألف رجل في آخر انتخابات إلى 334 ألف ناخب وناخبة يحق لهم التصويت هذه الأيام· وتمثل نسبة النساء من هذا الرقم 58% وتتفوق في بعض الدوائر كثيراً عن تلك النسبة.
من الواضح أن الشارع الكويتي يعيش مرحلة حاسمة في تقرير مصيره من خلال انتخابات مجلس الأمة التي أتت مباغتة لكل من المرشحين والناخبين على حد سواء ولكن التساؤل الذي يطرح نفسه هو: هل الشارع الكويتي سوف يحدث تغييراً في المعالم السياسية من خلال أعضاء مجلس الأمة القادمين؟
بالإضافة الى حزبي "الطاغوت" و"الذبح" اللذين تحدث عنهما المخضرم "بو عبدالعزيز" في الفترة الأخيرة يبدو لنا أن هناك حزبا آخر هو حزب "النقل" وهذا الحزب هو الحزب الوحيد المشهر والذي يعمل بصورة قانونية ويستطيع أن يعطيك الإثباتات الرسمية التي تدل على أنك من عيال "الشامية" أو من أبناء "الضاحية" دون أن يقدر أحد على نفي أنك من سكان هاتين المنطقتين،
الحقيقة أننا نصوت منذ زمن بعيد بناء على عدة اعتبارات معينة ومحددة لا تتعدى التالي:
- على اعتبار قبلي·
- على اعتبار مذهبي·
- على اعتبار المصلحة الشخصية·
- على اعتبار المعرفة والعلاقات الاجتماعية·
- على اعتبار فكري وطني·
قضيتنا المركــزية
أستغرب بل أكاد أقف مذهولا ولا أجد إجابات شافية لتساؤلاتي المتعلقة بالجولان السوري المحتل.
فمنذ احتلال هذا الجزء العزيز من وطننا العربي في أعقاب نكسة 1967 م لم أجد اهتماما إعلاميا يذكر بهذه الأرض المحتلة وكأن العرب سلموا بأنها أرض إسرائيلية أو أنهم يريدون بذلك معاقبة سوريا وموقفها البطولي الرافض للصلح والتطبيع مع إسرائيل وهو موقف بات شاذا- بكل أسف- هذه الأيام.
بلا حــــدود
يشهد العالم العربي موجة من الحراك الشعبي السياسي المطالب بالتغيير والإصلاح، فمن مصر الى لبنان والبحرين والكويت، حيث انطلقت أفواج المواطنين معبرة عن احتجاجها أو مطالباتها السياسية.
خروج الأفواج الكويتية فيما أصبح يعرف "بثورة البرتقالي"، لا تشكل أولى تجارب الشارع الكويتي فقد سبق للكويتيين أن احتكموا ولجأوا للشارع في أكثر من مرة،