أستغرب بل أكاد أقف مذهولا ولا أجد إجابات شافية لتساؤلاتي المتعلقة بالجولان السوري المحتل·
فمنذ احتلال هذا الجزء العزيز من وطننا العربي في أعقاب نكسة 1967 م لم أجد اهتماما إعلاميا يذكر بهذه الأرض المحتلة وكأن العرب سلموا بأنها أرض إسرائيلية أو أنهم يريدون بذلك معاقبة سوريا وموقفها البطولي الرافض للصلح والتطبيع مع إسرائيل وهو موقف بات شاذا- بكل أسف- هذه الأيام·
وقد وقع في يدي منذ أيام تقرير يوجز الإجراءات التي اتخذتها السلطات الإسرائيلية في الجولان المحتل، ولأهميته أستعرض بإيجاز أهم ما ما جاء فيه·
يقول التقرير إنه تم بناء 33 مستوطنة على أنقاض القرى السورية التي دمرت في أعقاب احتلال الهضبة عام 1967 حيث يعيش فيها قرابة 16 ألف مستوطن، إسرائيلي ويقومون بالاستفادة شبه الكاملة من الثروات الطبيعية في المنطقة خصوصا الثروة المائية والمراعي والأراضي الزراعية·
كما يتم استغلال مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية لإقامة معكسرات تدريب ومراكز عسكرية يبلغ عددها 60 معسكرا ومركزا كما يوجد بالمنطقة مناطق مزورعة بالألغام تقدر بـ 76 حقلاً·
أما المواطنون السوريون الذين بقوا في الجولان المحتل فيمتلكون حوالي 75 كلم من الأراضي فقط! ويسمح لهم باستهلاك نسبة بسيطة من المياه شريطة أن يدفعوا قيمتها لشركة المياه الإسرائيلية بالرغم من أن أغلب آبار المياه حفرتها قوات الاحتلال في أراضيهم!!
ما سبق كان نظرة موجزة لواقع الحال في الجولان المحتل الذي لا يحصل على أي دعم من المنظمات الدولية بالرغم من أن جريمة احتلال الجولان وبناء المستوطنات على أرضه ومجمل الممارسات اللا إنسانية تخالف أبسط قواعد القانون الدولي· |