أهلنا بالبحرين عندهم مثل حلو من الماي الي يقولون فيه (عين عذاري تسقي البعيد وتنسى القريب) والظاهر أن وزارة الطاقة عندنا طبقت هالمثل بحذافيره، لأن اليوم قمنا نشوف التناكر وهي تحوس بشوارع الكويت وبين المناطق السكنية النموذجية عشان تعبي الماي لأهل المنزل، وبصراحة هالمنظر ذكرني بأيام الغزو وأول أيام التحرير، يوم كان الماي علينا بالحسرة وكنا نستعمله بالقطارة، بس يا جماعة لا نستغرب من انقطاع المياه عن منازلنا لأن الحكومة والله أعلم تريد لهذه القضية أن تبعد الناس عن مشاكل البلد وعن جو الانتخابات، لكن كعادة الحكومة عندنا دائما تقرأ الأحداث بصورة خاطئة ودائما عندها التبريرات المستملكة اللي الناس ملوا من سماعها وأصبحت كالأسطوانة المشروخة، لأن في بداية الأزمة بدل من أن تعترف وزارة الطاقة بفشلها لمعالجة هذه المشكلة قامت بالتصريح بأن الشعب (اللي اهو إحنا) هو السبب باستنزاف احتياطي الماء للدولة، بس الحمد لله جاء الرد من محطات تعبئة المياه اللي أغلبها اليوم لا يوجد بها مياه للتعبئة، وسؤالي من يستنزف المياه بمحطات وزارتكم؟ ثم قامت الوزارة بالتبرير السخيف بأن أغلب الشبكات أكل عليها الدهر وشرب، وهذا عذر أقبح من ذنب لأن المواطنين ليس لهم علاقة بالشبكات المائية، إلا إذا كانت وزارة الطاقة يريدون من الناس أن تقوم بفحص واستبدال هذه الشبكات على حسابهم فهذا أمر آخر·

واستمرت وزارتنا مع أركانها بالتبريرات تلو الأخرى لكن للأسف لم تفصح عن السبب الرئيسي الى اليوم لأن سبب استنزاف المياه وانقطاعها عن المنازل هو تصدير المياه للعراق وبالتحديد الى محافظة البصرة، ويا خوفي أنه بالغد نجلب المياه من البصرة ويمكن يتكرمون علينا ويعطونا شوية ماي نشرب منه، أما المضحك بالأمر أن حكومتنا توقع عقداً مع جمهورية مصر بقيمة 20 مليون دينار لإصلاح شبكات المياه بمصر وتنسى شبكات الديرة التالفة والتعبانة، مو قلت لكم إنه شي يضحك لأن العراق فيه ثلاثة أنهر ومصر فيها أكبر وأطول نهر بالعالم وإحنا اللي لا نهر ولا بحيرة انوزع الماي على جيرانا· وبالختام أحب أقول شي واحد: إن حكومتنا مو عارفة وين تروح ووين توقف واللي يبط الكبد إنها تتغنى بالإصلاح ليل نهار وإنما صاحبة خطط ومشاريع تقدمية، إلخ لكن الحمد لله إن الحكومة هي من كشف عن نفسه وعن الفساد الضارب حتى النخاع في أجهزتها وهي اللي أدانت نفسها بقضية المياه وهي اللي خلتني أسبح بهوز ماي مثل أيام الغزو والتحرير ويمكن حكومتنا تبي الكويت ترد لأيام المهارة والكنادرة بتوزيع المياه ولتقديمها كما كانت وكل هذا ببركات الوزير السوبر، والله كريم·

آخر المقال: يظهر أن مستشاري رئيس مجلس الأمة السابق حايسين ومتلخبطين من مواقف مرشحهم، فبعد مقولة خوفه على أبناء الكويت وخوفه من الملامة، قام الأخ الرئيس بتوجيه كلمة سامية معبرة لأبناء الأسرة الحاكمة باتباع المشورة والتفاهم فيما بينهم· حتى لا يحرقوا الأخضر واليابس وأن لا يلعبوا بالنار حتى لا يحرقوا الكويت، والأخ الرئيس ناسي نفسه يوم جلب قوات الشرطة وأشعل فتنة بالمجلس والشارع من خلال نوابه والمسرحية التي قاموا بتمثيلها بكل شفافية مقيتة·