لقد ساءنا وساء العديد من أبناء الدائرة الثالثة ما آلت إليه الأوضاع الانتخابية من فساد بسبب نقل الأصوات وشراء الذمم, الأمر الذي أودى بروح الديمقراطية والمنافسة الشريفة. فكان نتيجة ذلك أن إرادة سلبت الإرادة الحقيقية من أهل الدائرة حتى غلب اليأس والإحباط على العديد من الأهالي فأصبح تفاعل الناس مع الحدث الانتخابي تفاعلاً سلبياً وكم سمعنا مقولة "وشنو راح يفرق صوتي إذا انتخبت", وغيمت علينا ظلمة اللامبالاة التي أطفأت بهجة هذا العرس الديمقراطي.

لما كان الهدف الرئيسي من الانتخابات هو تفعيل دور الناخب كشريك في العملية السياسية وليس دعم مرشح بعينه, كان من الضروري جدا معالجة هذا الوضع الخطير في الدائرة من أجل تحقيق هذا الهدف المفقود. ما حدث لدينا من إفساد خلال السنوات السبع الماضية أدى إلى عزوف الناخبين عن أداء دورهم وبالتالي إلى انتفاء الغرض من الانتخابات إذ إن المقصود السياسي منها قد انتفى.

ما تقدم من طرح هو متداول في دواوين أهل الدائرة وأغلب بيوتها, إلا أن التعبير عنه محصور في كلمتين تقالان بنفس ملؤها اليأس وقلة الحيلة التي هي امتداد لحالة الإحباط في البلاد عامةً. فلا تجد من أهل الثقل الاجتماعي في الدائرة عندنا من تصدى لهذه القضية. وهذا شيء محزن ومؤسف حيث أن كبار القوم الذين ما كانوا كبارا إلا بسبب مواقف لهم رفعت من شأنهم عند الناس, تجدهم الآن غير عابئين بما يحدث, فماذا بيدنا نحن الشباب إذن؟ كيف يكون لنا أمل في إصلاح هذا الفساد؟ وماذا سنخلف للأجيال من بعدنا؟

من هذا المنطلق أتى تحرك "الورقة البيضاء" كتعبير حضاري عن رفضنا المشاركة في انتخابات قد حسمت مسبقًاً في ظل الفساد الانتخابي, وإيصال رسالة استياء تعبر عن كرامة أهل الدائرة واعتزازهم بالصوت الانتخابي الذي اختطف منهم ونطالب بعودته, ونأمل أن نحصد عدداً كبيراً من الأوراق البيضاء حتى تصل إلى أسماع البعض أننا نرفض ممارساتكم وإفسادكم واستغلالكم للفقراء وأصحاب النفوس الضعيفة, فهذا يؤسفنا ولا يشرفنا وهو وصمة عار على أهالي الشامية والشويخ.

ونود في هذا الإطار توجيه شكر خاص إلى الأستاذ عبدالله النيباري الذي كان له اهتمام شخصي لما نقوم به من عمل وموقف (هذا ونحن في غير دائرته) وأن ما قدمه لنا من تشجيع ونصح كان له الأثر البالغ في رفع الهمم وروح الأمل, وحرصه بالتواصل معنا لا لشيء إلا لأنه لامس منا صدق النية وشرف الغاية. كل هذا في وقت يحارب توجهنا من قبل بعض الأطراف في داخل الدائرة, ونمنع من نشر بيان لنا في كل الصحف حتى إن كانت مدفوعة الأجر. والشكر مكرر للنيباري والأخ نائب رئيس التحرير الذين فتحوا لنا باب "الطليعة" في وقت توصد أمامنا كل الأبواب  لكي لا نبدي رأينا هذا، ونتخذ ما استحسنا من موقف. هكذا تدار الديمقراطية في الدائرة الثالثة. 

 (قبلة – الشامية – الشويخ)

http://reformkuwait.blogspot.com