كلما اقتربنا من ساعة الحسم لاختيارنا للمرشح الأفضل لانتخابات مجلس الأمة القادم، سنلاحظ المزيد من الإشاعات والافتراءات والتهم التي سيكيلها أعداء الأمة والوطن تجاه الأحرار والمخلصين من المرشحين الوطنيين، ولا شك أن الصحف الصفراء والمتواطئين من أصحاب الذمم الوسيعة لهما الدور الأكبر في هذا الشأن، بيد أن تلك الادعاءات الباطلة قبولها وتقبلها لا يتم إلا من خلال القلة من السذج وكذلك من أصحاب الهوى والمصالح الشخصية والفئوية، السؤال الذي يطرح نفسه: من منا بلا خطأ أو زلل؟ وكما قال المسيح عليه السلام: "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بأول حجر" المسيح عليه السلام قال هذا الكلام في رده على أولئك الذين اتهموا أمه بالباطل، حقيقة كلنا خطاؤون ولا وجود لمعصوم أو ملاك فيما بيننا، لكن خطأ عن خطأ يختلف من حيث الحجم والضرر، فعلى سبيل المثال لا الحصر: عندما يدعي أحد المرشحين من النواب السابقين بأنه الأنسب والأحسن لتمثيل الأمة، بينما في الواقع تاريخ هذا المرشح يبرهن بأنه متخاذل وجبان ولا يعول عليه في الكثير من القضايا المصيرية، وآخر عندما يتحدث عن المساواة والعدالة حول تقليص وتوزيع الدوائر، بينما هو في الخفاء يعمل ويحبذ العودة الى الـ 25 دائرة ويرفض بكل ما يملك من قوة للخمس دوائر! بالتالي هذا المرشح لم يحترم أو يراع رغبة أغلبية الشارع الكويتي في تعديل الدوائر، فكيف لنا أن نثق به ونمنحه صوتنا؟ وآخر وقف بكل حزم وضراوة ضد إقرار حقوق المرأة السياسية من خلال حجج وأحاديث ضعيفة السند، والآن نجد هذا الجهبذ يفعل المستحيل من أجل استجداء النساء لمقره الانتخابي لكسب تأييدهن وأصواتهن!! هل يوجد دجل أكثر من ذلك؟ ومرشح آخر قام بنقل المئات أو حتى الآلاف من أصوات الناخبين فضلا عن شرائه لذمم الناخبين بالمال السياسي القذر وأيضا تقديمه لمختلف أنواع الخدمات غير المستحقة فقط من أجل الوصول للكرسي البرلماني! ترى هل يعقل أن نقترع له؟ المرشح والمرشحة الذين نبحث عنهم وخصوصا في هذه الانتخابات العصيبة والصعبة، مرشحون لا يخشون في الله لومة لائم، مرشحون لا يهابون رموز الفساد وأنصارهم، مرشحون يدافعون عن حرمة المال العام وحقوق المواطنين بمختلف أطيافهم ومشاربهم، يقول الفيلسوف الألماني نيتشه: يجب على الإنسان أن يبني بيته على قمم الجبال، وفوهات البراكين وسفوح الزلازل، ويجب أن يعيش الإنسان في خطر، لا أن يعيش في هدوء كأنه ميت ينتظر الموت! نعم نحن لسنا في حاجة الى الجبناء الذين يرضخون لأصوات الباطل وتحميرة العين، نحن في غنى عن المتذبذبين الذين لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء، ديدنهم مسك العصا من النصف، تارة مع الفاسدين وتارة أخرى يضحكون بها على الناخبين·
للأمانة نحن كناخبين جل المسؤولية تقع علينا في اختيارنا للأصلح والأفضل، ندائي الأخير للأخوات والإخوة من الناخبين هو أن يتقوا الله، في اختيارهم للمرشحة أو المرشح الأمثل والأحسن، وعليهم ألا يفرطوا بهذه الأمانة الكبرى إلا للذين يستحقونها كي نستطيع أن نراهن عليهم لمستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة·
كل اللوم على الدولة
على مدى عقود من الزمن ولاسيما بعد فترة التسعينيات من القرن الماضي، للأسف السلطة التشريعية لم تلغ التباين والاختلاف من حيث الحقوق بين مختلف فئات المجتمع من طوائف وقبائل وفئات، بالتالي عندما ينبري أحد المرشحين العنصريين بطرح آراء متخلفة أو حينما نقرأ في أدبيات مرشح آخر طائفي أفكاراً نتنة تشق وحدتنا الوطنية، علينا أن نتحسر ونرثي لهكذا أمر مشين وهكذا صنف من الهابطين، وعليه على كل ناخب حر ألا ينجذب وينخدع لأراجيف هؤلاء المرشحين المزايدين المراهقين·
freedom@taleea.com |