نعم، حقيقة إنه ليس كل من وضع الوشاح البرتقالي حول رقبته مؤمناً بأهداف البرتقالي، فهذا اللون أصبح رمزا لمعاني الخير وحب الوطن والدفاع عن مصالحه والشعب الكويتي يتعاطف ويؤيد ويدعم هذا اللون لأنه يمثل طموحاته ومطالبه بتأكيد الحرية والديمقراطية الحقيقية والعدالة والمساواة ومبدأ تكافؤ الفرص ومحاربة الفساد وتطبيق القانون واحترامه، صحيح أنه تكون لتعديل الدوائر الانتخابية، ولكنّ هذا مطلب وهدف من جملة أهداف يبتغي تحقيقها هذا التجمع الوطني الشاب، فلو قدر لهذا التوجه أن يستمر وهو كذلك فإن بعض المتشحين باللون البرتقالي اليوم سيخلعون الوشاح ويتجهون عكس السير ليعودوا لقواعدهم القديمة والمعروفة للجميع·
اليوم نراهم وهم من وقفوا ضد حقوق المرأة السياسية يقيمون الندوات الخاصة بالنساء ويقدمون الأعذار والمبررات على مواقفهم منها ويطلبون الود والرضا والصوت وهو المهم، الحقيقة مفارقة عجيبة وغريبة ولكن عندنا اليوم كل شيء جائز وممكن ومحتمل، بالأمس القريب يرفض صوتها واليوم يطلب هذا الصوت المرفوض·
إن كانت مشاركة المرأة السياسية حرام شرعا فصوتها حرام أيضا بالتبعية وإن كانت مشاركتها السياسية عيباً اجتماعياً ومخالفاً للقيم الاجتماعية المحافظة للبلد فصوتها أيضا عيب ولا يجوز استجداؤها لتصوت ولا خير في صوتها حسب رأيهم السابق·
يقولون إن القانون والأغلبية البرلمانية هي التي منحت المرأة حقوقها السياسية ونحن نحترم القانون والأغلبية ونقبل بالأمر الواقع، والسؤال الذي يطرح نفسه هل هم مع القانون والأمر الواقع لو صدر في المستقبل قانون يبيح بعض المحرمات شرعا كبيع المشروبات الكحولية وغيرها والذي يتعارض أيضا مع العادات وطبيعة المجتمع الكويتي المحافظ حسب اعتقادهم!
* * *
تحية تقدير وإعجاب للزميل المتألق محمد الوشيحي على برامجه الحوارية الراقية وأسئلته التي تنم عن خلفية قادرة على استيعاب الحدث والواقع والهم والشأن الكويتي والكل يتابع برامجه من خلال قناة "نبيها تحالف" ويشيدون بدوره الكبير وجهده المبذول لإنجاح هذه القناة الفتية·
nayef@taleea.com |